بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

«أم الدنيا» تعيد رسم الخريطة الدبلوماسية

بوابة الوفد الإلكترونية

البرلمان العربى يشيد بمخرجات قمة شرم الشيخ.. وإعلامى فلسطيني: أعظم إنجاز

 

فى تقييمات متزامنة لدور مصر الدبلوماسي، أشاد مسؤولون وإعلاميون بـ«قمة شرم الشيخ للسلام» التى مثلت منعطفاً تاريخياً فى ملف الصراع العربى الإسرائيلي. أكد الدكتور أمجد شموط، الرئيس السابق للجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان التابعة لجامعة الدول العربية، على الثقل الاستراتيجى الذى تتمتع به جمهورية مصر العربية، مشدداً على استحالة تهميشها أو عزلِها فى أى ترتيبات دبلوماسية أو سياسية أو أمنية فى منطقة الشرق الأوسط.

أشار «شموط» فى تصريحات حصرية لـ«الوفد» إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى تبنى مبادرات وقف إطلاق النار والهدنة وإعادة الإعمار فى التوقيت الحاسم، معتبراً أن قمة شرم الشيخ التى شهدت توقيع الاتفاقيات، كانت قمة دولية تحمل مغازٍ ورسائل كبيرة، موضحا أن مصر بذلت جهداً كبيراً حكومياً ورسمياً وقائداً ودبلوماسياً وأمنياً واسع النطاقلإبرام الاتفاقيات الرامية إلى وقف ما وصفه بـ «حمام الدم والمذابح والتجويع والإبادة». ووصف هذا الإنجاز بأنه لمصر بالتعاون مع شركاء آخرين فى المنطقة.

وأشاد «شموط» بقدرة الدبلوماسية المصرية على جلب جميع قادة العرب والمسلمين والقادة العالميين من الدول العظمى وصاحبة القرار المؤثر، مثل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى وتركيا، مما برهن، على قدرة مصر على قيادة هذه المرحلة كرائدة نزيهة فى المنطقة العربية، لافتًا أن مصر أنقذت ما يمكن إنقاذه فى غزة.

ولفت إلى أن القيادة الأمريكية، بعد أن شعرت باستحالة إبرام الاتفاق بمفردها، أدركت أن مصر هى التى يمكن أن تقوم بهذا الدور المحورى والحيوي، خاصة فى التواصل مع فصائل المقاومة فى غزة فيما يتعلق بوقف إطلاق الناء وتبادل الأسرى. وأبرز رئيس اللجنة العربية لحقوق الإنسان الخبرة التاريخية الواسعة لمصر فى التعامل مع الملف الفلسطيني، قائلاً: «مصر تاريخياً هى الأقدر على التعامل مع الفصائل الفلسطينية... فلا يمكن تجاوز مصر فى هذا الملف مرة أخرى».

وأعرب «شموط» عن خشيته من تحول الصراع إلى «صراع داخلى بين حماس وفتح»، كما حذر من التهديدات الإسرائيلية، مستشهداً بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو حول «العودة لضرب غزة» بهدف تدمير الأنفاق ونزع سلاح المقاومة. مشددًا على أن هذه التطورات تحتاج إلى تنسيق دبلوماسى وأمنى بين الدول العربية لمتابعة هذه الملفات. ووصف عمليات الإعدام فى القطاع  بـ «الأساليب الداعشية غير الأخلاقية وغير الإنسانية»، لافتاً إلى أن  هذه التصرفات تعطى رسالة غير إنسانية وتسيد روح الانتقام، مما يزيد من تعقيد المشهد فى غزة فى مرحلة ما بعد الاتفاق.

وأكد الإعلامى الفلسطينى على وهيب أن مصر استطاعت عبر القمة أن تثبت للعالم أنها «بلد الأمن والأمان والاستقرار»، وأنها تحمل شعلة السلام والتنمية بسياساتها الخارجية الرشيدة والفاعلة والنزيهة، معتبراً أن القمة شكلت نقطة تحول مهمة فى تاريخ الشرق الأوسط. وقال: انطلقت من شرم الشيخ رسالة مصرية عميقة وواضحة وقوية مفادها بأن زمن الصراع قد آن له أن ينتهي، وحان وقت وقف نزيف الدم المستمر لعقود».

وأشار «وهيب» إلى أن الجميع شهد إعلان اتفاق السلام الذى جاء برعاية مصرية خالصة، والذى وضع حَداً دائماً لإطلاق النار، وفتح المعابر المغلقة منذ زمن طويل، وأطلق مشاريع إعادة إعمار غزة، ويتيح للنازحين العودة إلى ديارهم. ولفت إلى أن المحللين اعتبروا هذا الاتفاق أعظم إنجاز دبلوماسى فى السنوات الأخيرة، حيث وفر فرصة لإعادة صياغة مسار العلاقات الدولية فى الشرق الأوسط كما أعاد لمصر مكانتها البارزة كقوة دافعة نحو السلام ومسؤولة عن حماية الضمير الإنساني، بعدما فقد العالم ثقته بقدرة السياسة على تحقيق العدالة.

من جهة أخرى، رحب محمد بن أحمد اليماحي، رئيس البرلمان العربى، بمخرجات القمة ووصفها بأنها «أعادت الأمل فى إنهاء مأساة غزة»، مؤكداً أن هذا الاتفاق يمثل خطوة تاريخية على طريق إنهاء الحرب وإحلال السلام ووقف معاناة الشعب الفلسطينى المستمرة منذ عامين، وإنهاء صفحة مؤلمة فى تاريخ البشرية.

وأكد «اليماحي» أن مصر كانت وما زالت فى مقدمة الدول الداعمة للقضية الفلسطينية والمدافعة عن حقوق الشعب الفلسطينى فى المحافل الإقليمية والدولية»، لافتاً إلى أن قمة شرم الشيخ للسلام تمثل «علامة فارقة فى مسار الجهود الدولية الرامية لإنهاء الحرب فى غزة، ونموذجاً حياً للتعاون العربى والدولى من أجل تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة.

ودعا رئيس البرلمان العربى المجتمع الدولى إلى البناء على هذا الاتفاق وضمان تنفيذ بنوده، ودعم جهود إعادة إعمار قطاع غزة، وتمكين السلطة الوطنية الفلسطينية من القيام بدورها فى إدارة القطاع، معتبراً أن ذلك «يمهّد الطريق أمام إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية».