بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ألف شرطي و10 آلاف متظاهر.. إيطاليا تستعد لمواجهة "ملتهبة" بين الأزوري وإسرائيل

بوابة الوفد الإلكترونية

تحولت المباراة المنتظرة بين منتخب إيطاليا وإسرائيل إلى حدث يتجاوز الإطار الرياضي، بعدما أعلنت السلطات الإيطالية عن استعدادات أمنية غير مسبوقة تحسباً لأي طارئ، في ظل تزايد التوترات المرتبطة بالأحداث الجارية في غزة والمواقف السياسية المتباينة داخل الشارع الإيطالي.

المواجهة التي يحتضنها ملعب أوديني مساء الثلاثاء ضمن التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026، توصف بأنها "الأكثر حساسية" في مشوار المنتخب الإيطالي نحو المونديال، إذ يرى المراقبون أن أي تعثر جديد قد يبدد آمال "الأزوري" في التأهل المباشر، ويعيده مجدداً إلى كابوس الملحق الذي حرم الجماهير الإيطالية من حضور نسختي روسيا وقطر.

مباراة بطعم التوتر السياسي

الاختيار وقع على مدينة أوديني تحديداً لبعدها عن العاصمة والمدن الكبرى التي شهدت مظاهرات حاشدة مؤيدة لغزة خلال الأسابيع الماضية. ورغم ذلك، أعلن عمدة المدينة مؤخراً رغبته في نقل المباراة إلى مكان آخر لتقليل المخاطر الأمنية، قبل أن تؤكد وزارة الداخلية أن المباراة ستُقام في موعدها مع تعزيز الإجراءات الأمنية.

وبحسب تصريحات الوزير ماتيو بيانتيدوزي، فإن السلطات تتعامل مع اللقاء باعتباره "حدثاً عالي الخطورة"، مشيراً إلى أنه تم إعداد خطة أمنية شاملة تشمل نشر أكثر من ألف شرطي في أرجاء المدينة وتأمين كل المداخل المؤدية إلى الاستاد.

الملعب تحت الحراسة

الشرطة الإيطالية وضعت خطة دقيقة لتأمين الجماهير، تشمل فحصاً مشدداً للمشجعين عند البوابات، ومنع إدخال أي شعارات سياسية أو أعلام قد تثير التوتر. كما تم التنسيق مع الأجهزة الاستخباراتية لمراقبة التحركات عبر كاميرات المراقبة والطائرات المسيرة تحسباً لأي محاولات شغب.

ورغم أجواء القلق، تشير التوقعات إلى أن نحو 10 آلاف متظاهر سيشاركون في مسيرة مؤيدة لغزة، تبدأ في الخامسة والنصف مساء، أي قبل انطلاق المباراة بساعتين تقريباً، ما جعل السلطات تعتبر اليوم بأكمله “يوم مخاطر”.

الأزوري بين الضغوط والطموح

على الصعيد الرياضي، يدخل المنتخب الإيطالي اللقاء بضغط كبير لتعويض غياب مهاجمه المصاب مويس كين، خاصة بعد فوز النرويج الساحق على إسرائيل بخماسية في الجولة السابقة، ما جعل الصراع على المركز الثاني أكثر اشتعالاً. ويأمل المدرب في أن يقدم لاعبوه أداءً متوازناً يضمن النقاط الثلاث دون الانجرار وراء التوترات المحيطة.

ومع كل هذه التعقيدات، تبقى مباراة إيطاليا وإسرائيل واحدة من أكثر المواجهات ترقباً في أوروبا، ليس فقط بسبب نتيجتها الكروية، بل لأنها تمثل اختباراً لقدرة الدولة الإيطالية على موازنة الأمن والحرية في ظرف سياسي بالغ الحساسية.