بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

هنا القاهرة| شرم الشيخ... نقطة تحول مرتقبة تطوي صفحة حرب غزة

بوابة الوفد الإلكترونية

شهدت مدينة شرم الشيخ، التي لطالما كانت رمزاً للسلام والدبلوماسية الهادئة، تجهيزات غير مسبوقة لاستضافة قمة دولية استثنائية.

 تأتي قمة السلام في خضم أزمة إنسانية وسياسية غير مسبوقة في قطاع غزة، في محاولة إقليمية ودولية أخيرة لحقن الدماء وتثبيت وقف إطلاق نار دائم، والانتقال نحو مسار سياسي شامل.
 

​تنعقد "قمة شرم الشيخ للسلام" برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتتركز الآمال عليها في إنجاز ما عجزت عنه الاجتماعات السابقة: توقيع اتفاق ينهي الحرب بشكل كامل ويضمن عودة المحتجزين، فاتحة بذلك صفحة جديدة من الأمن والاستقرار الإقليمي.

 

 أبرز المشاركين ورسائلهم:
​الحضور الدولي في شرم الشيخ يعكس حجم الرهان على هذه القمة، بمشاركة قادة من أكثر من 20 دولة، من بينها حضور عربي وإسلامي قوي، ووفود أوروبية وآسيوية رفيعة المستوى، بالإضافة إلى منظمات دولية كالأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
 

​وتأتي القمة في وقت حرج، حيث شدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبيل انطلاقها، على التزامه الشخصي بإنهاء الصراع، مشيراً إلى أن هذه اللحظة ستكون "تاريخية"، وأن الشعور بالسعادة شامل لعودة المحتجزين وانتهاء الحرب.

كما أكد أن "شرف كبير" أن تكون الولايات المتحدة جزءاً من هذا الاتفاق، معرباً عن ترقب إسرائيل والدول العربية والإسلامية للحظة السلام.

هذه التصريحات القوية تشير إلى أن القمة قد لا تكون مجرد اجتماع بروتوكولي، بل منصة لتوقيع أو الإعلان عن خارطة طريق نهائية.

​وعلى الصعيد العربي، تهدف القمة إلى توفير ضمانات دولية حقيقية لتنفيذ مراحل الاتفاقية الجديدة، وخصوصاً ما يتعلق بتبادل الأسرى وانسحاب القوات من غزة والتحضير لمرحلة الإعمار، وترسيخ الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة.

​ الدور المصري المحوري:

​عند العودة إلى دور مصر التاريخي والدائم كوسيط رئيسي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ​لم يكن الحضور المصري على الساحة جديداً، بل هو امتداد لدور لعبته القاهرة منذ عقود كقوة توازن إقليمية.


وتجسدت هذه الريادة مؤخراً عبر مسارين متوازيين: المسار الدبلوماسي والمسار الإنساني والإغاثي.


​وفي أكتوبر 2023، وبعد أسابيع قليلة من اندلاع الأزمة، سارعت مصر إلى عقد "قمة القاهرة للسلام"، والتي كانت بمثابة أول حشد دولي حقيقي في العاصمة الإدارية، بمشاركة أكثر من ثلاثين دولة ومنظمة. 

 

كانت رسالة تلك القمة واضحة: الرفض القاطع لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، والتأكيد على أن الحل العادل هو الوحيد للسلام.

 

 مفاوضات الهدنة وتبادل المحتجزين:

في هذا السياق كان للقاهرة دور محوري في إنجاح العديد من صفقات تبادل الأسرى والمحتجزين، عبر جهود استخباراتية ودبلوماسية مكثفة أدت إلى إطلاق سراح عدد من الرهائن، مؤكدة بذلك قدرتها على إدارة ملفات شديدة التعقيد.

 

​و شكّل معبر رفح البري شريان الحياة الوحيد لقطاع غزة، وأدارت مصر عملية إدخال المساعدات الإنسانية التي شملت الغذاء، الأدوية، والمستلزمات الطبية.

 

فالمساعدات لم تقتصر على القوافل الرسمية، بل امتدت لتشمل جهوداً وطنية لإغاثة الأشقاء.


وقفت مصر دائما حائط صد في وجه أي مخططات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين قسراً من أراضيهم، محذرة من أن أي تقدير خاطئ قد يقود المنطقة إلى المجهول.