الرئيس السيسى يصنع السلام من شرم الشيخ وينهى حرب غزة
منذ اندلاع الحرب فى غزة، أعادت مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى تأكيد مكانتها التاريخية كوسيط أساسى فى القضية الفلسطينية، ودعامة رئيسية للاستقرار الإقليمى. وقد جاء مؤتمر شرم الشيخ للسلام ليجسد الدور المصرى النشط فى السعى إلى وقف نزيف الدم وإعادة الأمل لأهل غزة، عبر مبادرة سياسية وإنسانية جمعت الأطراف المتصارعة حول طاولة واحدة فى مدينة السلام.
شرم الشيخ، التى طالما احتضنت مؤتمرات سلام عربية ودولية، استعادت بريقها مجدداً حين استضافت المفاوضات غير المباشرة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، بمشاركة الولايات المتحدة وقطر وتركيا، وبرعاية شخصية من الرئيس السيسى. فقد أكد فى كلماته ومباحثاته أن «وقف الحرب وتحقيق السلام فى غزة والمنطقة ليس خياراً سياسياً، بل واجباً إنسانياً وأخلاقياً تتقاطع فيه إرادات جميع الدول والشعوب».
قاد الرئيس السيسى جهداً دبلوماسياً مكثفاً لإقناع الأطراف المتنازعة بضرورة وقف إطلاق النار فوراً، دون انتظار توقيع الاتفاق النهائى. كما استقبل فى القاهرة مبعوثين أمريكيين رفيعى المستوى، وتواصل مع القادة العرب والأوروبيين لتوحيد الموقف الدولى الداعم للتهدئة. وأشاد بجهود الوساطة القطرية والتركية والأمريكية، مؤكداً أن مصر تعمل «بإخلاص ومسئولية لضمان سلام دائم لا هدنة مؤقتة».
الدعم المصرى لم يقتصر على السياسة، بل شمل الجانب الإنسانى بشكل واضح؛ إذ أمر الرئيس السيسى بفتح معبر رفح على مدار الساعة لإدخال المساعدات والإمدادات الطبية، كما وجه الأجهزة التنفيذية والجهات السيادية لتأمين تدفق الإغاثة إلى القطاع بالتنسيق مع الأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية. وأكد خلال المؤتمر ضرورة دعم وكالة «الأونروا» والالتزام بمسئولية المجتمع الدولى تجاه معاناة المدنيين فى غزة.
أسفرت جهود مصر ومؤتمر شرم الشيخ عن التوصل إلى اتفاق أولى لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، وهو ما اعتبر خطوة مهمة نحو التهدئة واستعادة الاستقرار النسبى فى المنطقة. وقد دعا الرئيس السيسى الرئيس الأمريكى لحضور مراسم توقيع الاتفاق فى مصر، ليكون ذلك رمزاً دولياً لتغليب منطق السلام على لغة الحرب. ووصف هذه اللحظة بأنها «انتصار لإرادة الحياة على دمار الحروب».
ورغم هذه النجاحات، لا تزال التحديات قائمة، من أبرزها ضمان تنفيذ بنود الاتفاق، وإعادة إعمار غزة، وضمان عدم عودة القتال. كما تواجه مصر تحدياً صعباً فى إعادة ترتيب الوضع السياسى فى القطاع بما يضمن وحدة الصف الفلسطينى وقيام دولة مستقلة ذات سيادة.
لقد أعاد الرئيس السيسى من خلال مؤتمر شرم الشيخ تأكيد أن مصر باقية فى قلب القضية الفلسطينية، حاملة لواء السلام والدفاع عن الإنسانية، وأن الطريق نحو الاستقرار الإقليمى يبدأ من وقف الحروب، وتغليب صوت العقل والحكمة على نيران الصراع. وبالدبلوماسية والحكمة والعدل والحق والسلام والإنسانية يؤكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن السلام ليس شعاراً، بل التزاماً مصرياً راسخاً تجاه الإنسانية، وأن مصر ستظل صوت العقل والحكمة فى المنطقة، تدافع عن الحقوق، وتعيد الأمل لكل من أنهكته ويلات الحروب. ومن شرم الشيخ، مدينة السلام، تنطلق اليوم رسالة مصر إلى العالم:
«لا حرب بعد اليوم… فالعالم يحتاج إلى سلام يصنعه الشجعان».