«عبقرية السيسى».. فى دعوته للسلام وحقنه للدماء
إذا كان التاريخ المعاصر قد سطر بحروف من ذهب، إجهاض «الرئيس عبدالفتاح السيسى» لمخطط التهجير القسرى للفلسطينيين من غزة، فإن هذا التاريخ أيضًا سوف يسطر بحروف من نور، عبقرية ودبلوماسية وإنسانية، عظمة هذا القائد المغوار، فى دعوته للسلام وإنجاحه للمفاوضات، وحقنه لدماء الشهداء من المدنيين الأبرياء من أهالى القطاع.
لقد أبى «الرئيس السيسى» تشريد سكان غزة، أو إذلالهم شتات لاجئين فى شتى أرجاء المعمورة، ولم يكن هذا مقصورًا على تهجيرهم قسرًا فحسب، بل كان هناك تجاوُز أمريكى إسرائيلى بضم غزة إلى إسرائيل أو جعلها مستعمرة أمريكية، بجعلها ريفيرا الشرق حسب تعبير «ترامب»، مع إيجاد وطن بديل للمواطنين الفلسطينيين فى «سيناء»، وكانت دبلوماسية الرد العلنى لسيادة الرئيس الذى يحتكم فيها للعقل، بقوله السديد المحكم: أبدًا سيناء لن تكون وطنًا بديلًا لأى شعب، سواءً كان وطنًا دائمًا أو حتى مؤقتًا، لأن التهجير ظُلْمًا لم ولن نشارك فيه، وهذا يدل على حصافة رأى سيادته، ونظرته لخطورة الأمور بدقة، على أن التهجير فيه هَلاك ودمار للمنطقة، ويجعلها فى صراع دائم متأجج، وبالطبع هذا شعور بمسئولية قائد تجاه وطنه وشعبه وأمته العربية، يريد أن يجنبها ويلات الفتن والصراعات والحروب.
ثم تأتى ملحمة تمجيد «مصر السيسى» بشأن اتفاق شرم الشيخ، وعلى أرض السلام برز دور مصر الفعال، فى إيقاف المجازر العدوانية الإسرائيلية على الفلسطينيين فى قطاع غزة، وأن حركة حماس وحكومة إسرائيل قد قبلتا اتفاق إنهاء الحرب والوصول إلى السلام، برعاية مصر وأمريكا وقطر وتركيا، وتم الاتفاق على إطلاق سراح الرهائن والأسرى، والانسحاب التدريجى الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، والسماح بمرور المساعدات الإنسانية والإغاثة، وإعادة إعمار القطاع والرجوع بالحياة لطبيعتها إلى ما قبل 7 أكتوبر عام 2023، وقد دعا «الرئيس السيسى» نظيره الأمريكى «دونالد ترامب»، الحضور إلى شرم الشيخ للتوقيع على الاتفاق، والأخير أبدى رغبته فى زيارة مصر، لإظهار نيته كشريك أساسى مع «الرئيس السيسى» فى إنهاء الحرب والوصول إلى السلام وإعادة الإعمار.
وبفضل الله وتوفيقه، يسّر الله «للرئيس السيسى» الطريق لإنهاء هذه النازلة، التى أهلكت الشيوخ والشباب والنساء والأطفال، ومن مات منهم جوعًا ومرضى وفقرًا وقَهرًا، بل إن أكثر من 90% من البنية التحتية للقطاع تم تدميرها تدميرًا كاملًا، حتى أدرك العالم كله ويأس، من أن الطريق لوقف سفك الدماء بات مسدودًا، بعد أن تفتحت شهية حكومة إسرائيل إلى ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر الوحشية فى حق المدنيين الأبرياء، ولَكِنَّ اللهَ قد أمد «الرئيس السيسى» بقوة النصر، ووفّقه بالسعى إلى الخير العام لصلاح أمة شعب فلسطين، وهذا الاختيار لا يقدم عليه إلا من وهبه الله، قدرة الإيمان والقوة فى التفاوض، حتى يشرق الصباح ﺗﻔﺎﺅﻻً بالسلام.. ويجب علينا أن ننوه بالمجهود الجبار، الذى بذله سيادة «اللواء حسن رشاد» رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، فى الترتيب والتخطيط لإنجاح هذا الاتفاق، حتى أطلق عليه مهندس اتفاق إنهاء الحرب على غزة، وختامًا لمقالى هذا قوله تعالى: «وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» الآية رقم (61) من سورة الأنفال.