بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

رمانة الميزان.. سياسي: مفاوضات شرم الشيخ انتصار للإرادة المصرية على الأهداف الإسرائيلية

بوابة الوفد الإلكترونية

 قال الدكتور إسماعيل تركي، أستاذ العلوم السياسية، إن نجاح المفاوضات المصرية واللقاءات المكثفة التي تمت في شرم الشيخ، تؤكد نجاح الرؤية المصرية لوقف العدوان وإدخال المساعدات واستعادة الأسرى هذه الرؤية التي أصبح لها دعم إقليمي ودولي منقطع النظير بعد تحول الولايات المتحدة الأمريكية الداعم الأكبر لدولة الاحتلال من دعم إسرائيل لدعم السلام والمفاوضات، مؤكدًا أن هذا الأمر يدلل على قدرة الدولة المصرية على إدارة الصراع بالادوات الدبلوماسية في رفع صوت السلام وإحقاقًا لمقولة أكدت عليها مصر منذ اللحظة الأولى "أن لا حلول عسكرية لأزمات الإقليم، وأن حل الصراع يكمن في إعطاء الفلسطينيين حقوقهم التاريخية بالمساعدة في إقامة دولة فلسطينية تتمنع بالسلام". 

 وأضاف تركي في تصريحه لـ"الوفد"، أن لقاءات شرم الشيخ التي استطاعت مصر من خلال إداراتها الناجحة بالتوصل لوقف إطلاق النار، هو نجاح كبير ويضاف لمكانة الدولة المصرية وقوتها، إذ يؤكد ثبات الموقف المصري أن دور مصر أساسي وراسخ في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية. 

 وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن حضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى مصر يوم الإثنين المقبل، ليشهد الاحتفالية التي ستنظمها مصر للتوقيع على الاتفاق، أيضًا هو دعم كبير واعتراف بمكانة مصر على أنها رمانة الميزان والدولة صاحبة الدور الرئيسي في مشاريع السلام في المنطقة ركيزة للأمن والاستقرار ومحور كبير للسلام.

 وتابع: وجود "ترامب" وعدد من قادة العالم الذي تم توجيه الدعوة إليهم ضمانة دولية لإلزام الطرفين بالاستمرار في تنفيذ التزاماتهم في هذا الاتفاق لأن رؤية مصر أوسع من وقف جزئي لإطلاق النار ولا حتى إدخال المساعدات، إذ تسعى من خلال رؤيتها الشاملة لهذا الصراع بالمضي قدمًا من خلال هذا الاتفاق ليكون خريطة طريق لاعتراف دولي كامل بالدولة الفلسطينية التي يجب أن تكون على أرض الواقع على كامل التراب الفلسطيني في قطاع غزة وفي أراضي الضفة والقدس ضمن الرؤية الشاملة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهذا الأمر أيضًا يسبقه جهود مصرية في إعادة الإعمار وفي جمع ولم الشمل الفلسطيني لتوحيد الصف.

 وأوضح أن مصر تنوي استضافة اجتماعات مكثفة للفصائل الفلسطينية للتوافق وتوحيد الصف الفلسطيني، هذه النقطة التي تراها مصر أساسية حتى يكون هناك طرفاً فلسطينياً فاعلاً ومعترف به دولياً لحصد المكاسب الآتية من الزخم الدولي بالاعتراف بالحقوق الفلسطينية والاعتراف بالدولة الفلسطينية.

 واستكمل: الجميع يؤكد أن هناك مخاطر كبيرة من تخلي إسرائيل عن تعهداتها وأن تعاود العدوان، ولكن مصر استعدت لهذا الأمر بمحاولة نزع كافة الذرائع التي من الممكن أن تتذرع بها إسرائيل، حتى إنه هناك تشكيل لجنة دولية لمساعدة الطرفين للالتزام بهذا الاتفاق.

 وقال تركي، إن مصر مستعدة لتقديم كل الدعم اللوجستي حتى أن بعض المركبات والجرافات المصرية دخلت من معبر رفح ضمن قوافل الإغاثة لفتح الشوارع وإعادة تهيئة المرافق سواء كانت مرافق البنية التحتية من محطات الكهرباء والمياه والمخابز، وتثبيت سكان قطاع غزة على أرضهم وتقدير صمودهم الأسطوري الذي بذلوه في خلال حرب استمرت عامين هي حرب إبادة وحرب تطهير عرقي. 

 وأكد أن هذا الأمر يثبت بشكل واضح نجاح مصر في فرض رؤيتها وأن إسرائيل خسرت في تحقيق أهدافها في قطاع غزة وكم الخسائر التي جنتها إسرائيل بسبب عزلتها الدولية وجعلها دولة منبوذة، حتى أن الرئيس دونالد ترامب شعر بالخطورة على مستقبل إسرائيل وبالتالي دفع الجميع للتوصل لهذا الاتفاق. 

 واعتقد أستاذ العلوم السياسية، أن هذا النتائج الكارثية على إسرائيل من خلال عدوانها وتغير الرأي العام العالمي ومواقف الدول لدعم الحقوق الفلسطينية، تعد ضمانات على أن يلتزم الجميع بوقف إطلاق النار وإتمام اتفاق سلام الذي يثبت حقيقة الدور والرؤية المصرية التي دعت منذ اللحظة الأولى لرفع مسار السلام وترسيخ مسار سلام دائم، وهذا ما أكده الرئيس السيسي ومن بعده الرئيس ترامب عندما أكد أنه سيتعامل بعدالة مع جميع الأطراف.

 واختتم: ما حدث هو انتصار كبير للدبلوماسية المصرية وترسيخ أكبر لمكانة الدولة المصرية التي أصبحت دولة فاعلة في صنع السياسات الخاصة بالإقليم وفي العالم، مكانة الدولة المصرية تزداد يومًا بعد يوم وتعود للعب الدور المأمول منها الذي يلاقي قدراتها، لطالما كانت مصر تحاول أن تصل لهذه المكانة بدعم إقليمي ودولي، ويرى الجميع أن مصر محور كبير للسلام وركيزة أساسية للأمن والاستقرار، وكما قال الرئيس ترامب أن العيون على مصر في خلال هذه المرحلة لتنفيذ اتفاق السلام.