بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

«كورينا» تسرق حلم ترامب وتفوز بـ«نوبل»

بوابة الوفد الإلكترونية

وجّهت جائزة نوبل للسلام صفعة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى كان يحلم بالحصول عليها، لتتوجه الجائزة إلى زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، التى تعيش فى الخفاء داخل بلدها منذ إعادة انتخاب الرئيس نيكولاس مادورو. وكانت «ماتشادو» قد حصلت فى سبتمبر 2024 على جائزة فاتسلاف هافيل التى يمنحها مجلس أوروبا تكريمًا للمدافعين عن حقوق الإنسان، كما نالت فى أكتوبر من العام نفسه جائزة ساخاروف، وهى أعلى وسام يمنحه الاتحاد الأوروبى لحقوق الإنسان.
وكان أعضاء اللجنة الخمسة لجائزة نوبل للسلام قد عقدوا اجتماعهم الأخير يوم الاثنين الماضى، وهو الاجتماع المخصص عادة لتوضيح أسباب اختيار الفائز بالجائزة، بعد أن كانوا قد حسموا قرارهم قبل أيام.
وانتقد البيت الأبيض القرار. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض ستيفن تشونج فى منشور على منصة «إكس»: «سيواصل ترامب إبرام اتفاقات السلام وإنهاء الحروب وإنقاذ الأرواح. فهو يملك قلبًا محبًا للخير، ولن يكون هناك شخص مثله يستطيع تحريك الجبال بقوة إرادته المحضة». وأضاف: «لقد أثبتت لجنة نوبل أنها تعطى الأولوية للسياسة على حساب السلام».
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، أصر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على أنه يستحق جائزة نوبل، مدعيًا دوره فى حل نزاعات متعددة، وهو سجل يعتبره الخبراء مبالغًا فيه للغاية. وقال مجددًا أمس الأول الخميس: «لا أعرف حقًا ما الذى ستفعله لجنة نوبل، لكننى أعرف شيئًا واحدًا: لم يسبق لأحد فى التاريخ أن حلّ ثمانى حروب فى تسعة أشهر». وأضاف: «وأنهيت ثمانى حروب. هذا أمر لم نشهده من قبل»، مؤكدًا أن حرب غزة كانت «الأهم على الإطلاق».
وردًا على سؤال حول جهود الضغط التى بذلها ترامب للفوز بالجائزة، قال رئيس لجنة نوبل، يورجن واتنى فريدنيس، إن اللجنة تتلقى آلاف الرسائل كل عام وتتخذ قرارها فى غرفة «مليئة بالشجاعة والنزاهة»، قائلاً إنهم يستندون فى قرارهم فقط على «عمل وإرادة ألفريد نوبل». وقالت لجنة نوبل إنها معتادة على العمل تحت ضغط من الأشخاص، أو مؤيديهم، الذين يقولون إنهم يستحقون الجائزة. وأضاف رئيس لجنة نوبل لرويترز: «جميع الساسة يريدون الفوز بجائزة نوبل للسلام. نأمل أن تكون المُثُل التى تُجسّدها الجائزة هدفًا يسعى إليه جميع القادة السياسيين. نلاحظ الاهتمام، سواء فى الولايات المتحدة أو حول العالم، ولكن بغض النظر عن ذلك، نعمل بنفس النهج الذى نتبعه دائمًا».
وأشاد رئيس لجنة نوبل النرويجية، بماتشادو، ووصفها بأنها «بطل شجاع ومخلص للسلام» و«تحافظ على شعلة الديمقراطية مشتعلة وسط ظلام متزايد». وقال إن ماتشادو تم تكريمها «لعملها الدؤوب فى تعزيز الحقوق الديمقراطية لشعب فنزويلا ولنضالها من أجل تحقيق انتقال عادل وسلمى من الديكتاتورية إلى الديمقراطية».
وقبل يومين من إعلان اللجنة عن الفائز، أعلن الرئيس الأمريكى أنه نجح فى تأمين «السلام فى الشرق الأوسط» بعد التوسط فى الاتفاق الذى وافقت بموجبه إسرائيل وحماس على إنهاء الصراع المستمر منذ ما يقرب من عامين.
وفى اللحظة الأخيرة، تلقت حملة «ترامب» موجة من الداعمين المتأخرين، وبذل حلفاؤه قصارى جهدهم لمساعدته فى الفوز بالجائزة التى كان يتوق إليها علنًا لسنوات. ولكن على الرغم من ادعائها بأنها نجحت فى التوسط إلى اتفاق السلام المراوغ وأنهت «سبع حروب لا نهاية لها»، فإن ذلك لم يكن كافيًا.
وحذر مطلعون من أن سجل ترامب الأوسع فى الحكومة ربما يكون ضده، مسلطين الضوء على قراره بخفض المساعدات الأمريكية وفرض رسوم جمركية عالمية. وقال كريستيان بيرج هاربفيكين، سكرتير اللجنة الذى يشارك فى جميع مداولات اللجنة المكونة من خمسة أعضاء ولكنه لا يصوت، إن الجائزة لم تكن مخصصة للإنجازات التى تحققت فى اللحظة الأخيرة. وقال هاربفيكين لشبكة NRK: «هذه جائزة فى المقام الأول للعمل المنجز فى عام 2024 والأعوام السابقة، وليست جائزة للعمل المنجز فى الأسابيع أو الأشهر الأخيرة».
وقال مراقبو جائزة نوبل من ذوى الخبرة إن فوز ترامب أمر غير مرجح للغاية، مشيرين إلى ما اعتبروه جهوده لتفكيك النظام العالمى الدولى الذى نشأ بعد الحرب العالمية الثانية والذى تعتز به لجنة نوبل.
وقالت نينا جرايجر، رئيسة معهد أبحاث السلام فى أوسلو، إن انسحاب ترامب من منظمة الصحة العالمية واتفاقية باريس للمناخ لعام 2015، وحربه التجارية مع حلفائه، يتعارض مع روح إرادة نوبل. وأضافت: «إذا نظرنا إلى وصية ألفريد نوبل، نجد أنها تُركز على ثلاثة مجالات: أولها الإنجازات المتعلقة بالسلام، أو التوسط فى اتفاق سلام. وثانيها العمل على تعزيز نزع السلاح، وثالثها تعزيز التعاون الدولى».