بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

إيفان كلاسنيتش يروي مأساته: "أعيش على الأدوية وأخشى الموت في أي لحظة"

بوابة الوفد الإلكترونية

 يعيش النجم الكرواتي السابق إيفان كلاسنيتش واحدة من أصعب فترات حياته، بعدما كشفت تقارير إعلامية ألمانية عن معاناته المستمرة مع تدهور حالته الصحية الخطيرة، نتيجة مضاعفات مرض كُلوي تسبب به استخدامه المفرط لمسكنات الألم التي كان يتناولها خلال فترة لعبه في صفوف نادي فيردر بريمن الألماني، قبل ما يقارب 17 عامًا. 

 وأصبح اللاعب السابق، الذي يُعد من أبرز مهاجمي جيله في كرواتيا، يواجه خطر الموت في أي لحظة وفقًا لما أكده بنفسه في فيلم وثائقي عُرض أخيرًا على شاشة التلفزيون الألماني.

 وقال كلاسنيتش، البالغ من العمر 45 عامًا، خلال ظهوره في الفيلم الوثائقي: "لا أعرف كم من الوقت تبقّى لي قبل أن أفارق الحياة. أحتاج إلى تناول الأقراص الطبية يوميًا حتى أتمكن من العيش، ولا أتمنى لأي إنسان أن يمر بالتجربة التي أعيشها الآن".

 ويُعد كلاسنيتش أحد أبرز المهاجمين الذين مرّوا على الكرة الكرواتية في مطلع الألفية، حيث ارتدى قميص المنتخب الكرواتي في 41 مباراة دولية، سجل خلالها 12 هدفًا، كما شارك في بطولات كبرى أبرزها كأس العالم 2006 في ألمانيا وبطولة كأس أوروبا 2008. وعلى مستوى الأندية، لعب لعدد من الفرق الأوروبية المعروفة، مثل نانت الفرنسي وبولتون واندررز الإنجليزي، إلا أن أبرز فتراته كانت مع فيردر بريمن الألماني الذي دافع عن ألوانه بين عامي 2001 و2008.

 لكن خلف مسيرته المليئة بالأهداف والنجاحات، كانت هناك مأساة طبية وإنسانية بدأت في عام 2007 عندما اكتشف اللاعب إصابته بفشل كلوي حاد، نتيجة الإفراط في استخدام مسكنات الألم التي وصفها له الأطباء في النادي الألماني، رغم علمهم المسبق بمعاناته من مشاكل في الكلى. وقد اضطر حينها للخضوع إلى ثلاث عمليات زرع كلية في محاولة لإنقاذ حياته، بعد أن فشلت كليتاه في أداء وظيفتهما الطبيعية.

 وأوضح كلاسنيتش في حديثه أن الأطباء في فيردر بريمن أقنعوه بتناول المسكنات بجرعات عالية ليستطيع الاستمرار في اللعب رغم الآلام التي كان يشعر بها، مؤكدًا أنهم لم يخبروه بخطورة تلك الأدوية على وضعه الصحي. 

 وقال بأسى: "كانوا يقولون لي إن المسكنات ضرورية لكي أستطيع اللعب، ولم يخبروني أبدًا بأنها قد تدمر كليتيّ. لو كنت أعلم بخطورة تلك الأدوية لما لمستها على الإطلاق".

 وتابع قائلاً: "لقد خسرت صحتي من أجل كرة القدم. مهما كان التعويض الذي حصلت عليه فلن أستعيد حياتي الطبيعية. أعيش الآن على الأدوية وأحتاج إلى متابعة طبية دائمة لأتمكن من البقاء على قيد الحياة".

 وكانت القضية التي رفعها كلاسنيتش ضد ناديه السابق أصبحت واحدة من أشهر القضايا الطبية في كرة القدم الأوروبية. 

 ففي عام 2008، وبعد خروجه من النادي، تقدم بدعوى قضائية ضد أطباء الفريق، متهمًا إياهم بالإهمال الطبي وتعريض حياته للخطر.

 وبعد سنوات من التقاضي، حكمت المحكمة الألمانية لصالحه، وألزمت النادي بدفع تعويض مالي ضخم تجاوز 4 ملايين يورو، شمل الأضرار الجسدية والنفسية التي تعرض لها، إضافة إلى التكاليف الطبية المستقبلية.

 كما أدانت المحكمة اثنين من الأطباء العاملين في النادي حينها، وهما غوتز ديمانسكي ومانغو غوها (طبيب القلب المسؤول عن الفحوص الداخلية السنوية)، معتبرة أنهما فشلا في تشخيص حالة اللاعب مبكرًا وتسببا في تدهور وضعه الصحي. 

 وتمت معاقبتهما بدفع تكاليف علاج كلاسنيتش السابقة والمستقبلية، بالإضافة إلى تعويض عن فقدانه الدخل الرياضي بعد اضطراره لإنهاء مسيرته مبكرًا.

 ورغم مرور أكثر من عقد ونصف على تلك الحادثة، إلا أن آثارها ما تزال تطارد كلاسنيتش حتى اليوم، إذ يعيش حياة مليئة بالتحديات اليومية، تعتمد على تناول الأدوية والعلاجات المستمرة لضمان عمل الكلية المزروعة. وكشف في الفيلم الوثائقي أنه يخضع لفحوص طبية دقيقة أسبوعيًا، وأنه يعيش في حالة خوف دائم من تدهور حالته أو رفض جسده للكلية الجديدة.

 وأضاف النجم الكرواتي السابق أن تجربته يجب أن تكون درسًا للأجيال الجديدة من اللاعبين، مؤكدًا أن الضغط من أجل اللعب رغم الإصابة يمكن أن يدمر حياة الرياضيين بالكامل. وقال في رسالته المؤثرة: "اللاعبون يثقون بالأطباء وبقرارات الأندية، لكن في بعض الأحيان هذه الثقة العمياء يمكن أن تكون قاتلة. أتمنى أن يتعلم الجيل الجديد أن الصحة أهم من أي بطولة أو عقد احترافي".

 ويعيش كلاسنيتش اليوم في مسقط رأسه في كرواتيا، بعيدًا عن الأضواء، محاولًا قضاء وقته بين عائلته والعلاج. ورغم حالته الصحية الحرجة، فإنه لا يزال يُعتبر رمزًا في بلاده لما قدمه للمنتخب الوطني، خاصة خلال فترة تألقه مع بريمن حين ساهم في تحقيق لقب الدوري الألماني وكأس ألمانيا عام 2004 في واحدة من أبرز فترات النادي الحديث.

 وفي ختام الوثائقي، قال كلاسنيتش بصوت متأثر: "لقد فزت بالجوائز، سجلت الأهداف، وأحبني الجمهور، لكنني الآن أعيش معركة مختلفة تمامًا معركة من أجل الحياة".