يوم الغضب في الإسكندرية.. حريق يلتهم مستشفى وحوادث الأمطار تربك الصحراوي

حريق مستشفى راقودة تلاقت مع سلسلة حوادث بطريق الإسكندرية الصحراوي في يوم واحد فشكلت معا مشهدا استثنائيا من إخلاءات وإنقاذ وإصابات ومتابعات قضائية. النيابة العامة أصدرت قرارات فورية ومحددة لكل واقعة. 

في واقعة حريق مستشفى راقودة أمرت النيابة بندب المعمل الجنائي لرفع العينات وفحص الأسباب وانتداب لجنة من الحماية المدنية لمعاينة الموقع والتحفظ على كاميرات المراقبة وسجلات الأمن واستدعاء مدير المستشفى ومسؤول الصيانة لسماع أقوالهما. 

في واقعة طريق الإسكندرية الصحراوي أمرت النيابة العامة بالتحفظ على المركبات المتضررة وانتداب لجنة فنية من إدارة المرور لمعاينة مواقع الحوادث وطلب تقارير المستشفى عن حالة المصابين واستدعاء السائقين وأخذ تحريات ضباط المباحث

النيابة العامة تحقق في حريق مستشفى راقودة وحوادث الإسكندرية

باشرت النيابة العامة بالإسكندرية التحقيق الفوري في وقائع حريق مستشفى راقودة بمنطقة كرموز، وحوادث طريق الإسكندرية الصحراوي التي شهدت انقلاب سيارات نقل وأتوبيس نتيجة سوء الأحوال الجوية. 

جاء ذلك بعد تلقي البلاغات العاجلة من أقسام شرطة كرموز والعامرية أول، وصدور توجيهات بانتقال فرق التحقيق والمعمل الجنائي لمعاينة المواقع وحصر الخسائر.

تفاصيل الحريق في مستشفى راقودة

اندلع الحريق داخل مستشفى راقودة التخصصي بمنطقة كرموز بمحور المحمودية ظهر الخميس، ما تسبب في تصاعد كثيف لألسنة اللهب والدخان من الطابقين الثالث والرابع وامتداد النيران إلى الواجهة الأمامية للمبنى. 

وعلى الفور، انتقلت قوات الحماية المدنية والإسعاف مدعومة بتسع سيارات إطفاء وخمس عشرة سيارة إسعاف، فيما تم إخلاء جميع المرضى والعاملين بشكل آمن.

الفحص المبدئي أظهر أن سبب الحريق ماس كهربائي نشب بغرفة تخزين الأدوات الطبية في الطابق الرابع، ليمتد سريعا إلى الطوابق العليا، متسببا في احتراق ثلاث سيارات كانت متوقفة أمام المستشفى وتلفيات بالواجهة الزجاجية وعدد من الغرف الداخلية، ولم تسجل أي وفيات، فيما تم التعامل مع بعض الحالات التي تعرضت للاختناق بسبب الأدخنة.

قرارات النيابة في حريق مستشفى راقودة

أمرت النيابة العامة بندب المعمل الجنائي لبيان أسباب الحريق، وانتداب لجنة من الحماية المدنية لمراجعة التوصيلات الكهربائية بالمستشفى، والتحفظ على كاميرات المراقبة وسجلات الأمن الإداري، وطلب تحريات المباحث حول الواقعة، كما قررت استدعاء مدير المستشفى ومسؤول الصيانة لسماع أقوالهما بشأن إجراءات السلامة المتبعة وقت الحادث.

كما وجه محافظ الإسكندرية الفريق أحمد خالد حسن سعيد بضرورة مراجعة اشتراطات الأمان في المنشآت الطبية الخاصة، مؤكدا أن الحريق أسفر عن خسائر مادية فقط، وأن سرعة التدخل ساهمت في إنقاذ جميع المرضى.

حوادث طريق الإسكندرية الصحراوي

في الوقت ذاته، شهد طريق الإسكندرية – القاهرة الصحراوي عند الكيلو 23 أمام جامع "أبو سته" بنطاق حي العامرية أول سلسلة من الحوادث بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت على المدينة منذ فجر الخميس. 

وأسفرت الحوادث عن إصابة خمسة أشخاص إثر انقلاب أتوبيس وسيارتين نقل ثقيل محملتين بالغلال بعد اختلال عجلة القيادة على الطريق الزلق.

انتقلت الأجهزة الأمنية وضباط المرور برفقة سيارتي إسعاف إلى موقع الحادث، حيث جرى نقل المصابين إلى مستشفى العامرية العام لتلقي العلاج اللازم. كما تم رفع آثار الحادث وإعادة الحركة المرورية بعد توقف مؤقت.

وفي حادث آخر على بعد أمتار من موقع الحادث الأول، انقلبت سيارة نقل ثقيل أخرى محملة بالغلال دون وقوع إصابات بشرية، بينما سقطت حمولتها على جانب الطريق، ما تسبب في ازدحام مروري قبل تدخل فرق الإنقاذ.

قرارات النيابة في حوادث الطريق

باشرت النيابة العامة بالعمرية أول التحقيقات، وقررت انتداب لجنة فنية من إدارة المرور لمعاينة موقع الحادث وبيان مدى التزام قائدي السيارات بقواعد السلامة المرورية، كما طلبت تقارير المستشفى بشأن حالة المصابين واستجواب السائقين بعد تحسن حالتهم، كما أمرت بحصر التلفيات وإرفاق صور الحوادث بمحاضر التحقيق الرسمية.

الأحوال الجوية سبب رئيسي للحوادث

شهدت معظم أحياء الإسكندرية صباح الخميس أمطارا غزيرة تزامنت مع انخفاض درجات الحرارة إلى 18 درجة مئوية، ونشاط ملحوظ في حركة الرياح، ما أدى إلى تراجع مستوى الرؤية على الطرق السريعة، وهو ما أكدته تحريات المباحث المبدئية كعامل رئيسي في وقوع الحوادث.

تأمين المواقع ومراجعة إجراءات السلامة

استمرت فرق الحماية المدنية في عمليات التبريد داخل مستشفى راقودة ومراجعة أنظمة الكهرباء والغاز للتأكد من عدم تجدد الاشتعال، فيما كثفت قوات المرور تواجدها بطريق الإسكندرية الصحراوي لتنظيم حركة المركبات والتعامل مع آثار الحوادث.

النيابة العامة شددت في قراراتها على سرعة استكمال التحقيقات الفنية في الواقعتين، وتقديم تقارير تفصيلية حول الأسباب المباشرة للحريق وحوادث الطريق، تمهيدا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال أي تقصير أو إهمال محتمل.