عبد المجيد سليم.. المفتي الصارم وشيخ الأزهر المصلح

الشيخ عبد المجيد سليم، فقيه وأصولي بارز، وشيخ الأزهر الشريف في منتصف القرن العشرين، وأحد أكثر العلماء تشددًا في رفض البدع ومظاهر الانحراف الديني، حيث خَلّف تراثًا ضخمًا من الفتاوى تجاوز 15 ألف فتوى، تناولت قضايا عقدية واجتماعية ومعاملات مالية.

وُلد في قرية ميت شهالة بمحافظة المنوفية يوم 13 أكتوبر 1882م، وحفظ القرآن الكريم في صغره، ثم التحق بالأزهر الشريف، حيث تلقى العلم على يد كبار علمائه مثل الإمام محمد عبده والشيخ حسن الطويل، حتى حصل على شهادة العالمية من الدرجة الأولى عام 1908م.

برزت مكانته العلمية سريعًا فتولى التدريس والقضاء، ثم عُيّن مفتيًا للديار المصرية عام 1928م، وظل في المنصب نحو عشرين عامًا، وفي عام 1950م تولى مشيخة الأزهر، غير أنه أُقيل في المرة الأولى بسبب نقده للملك، ثم عاد وتولى المشيخة مرة أخرى عام 1952م قبل أن يستقيل منها بعد شهور قليلة.

عُرف بمواقفه الحاسمة، فأفتى بحرمة فوائد البنوك والسندات، واعتبرها من الربا المحرم شرعًا، كما شدد على أن البهائيين والدروز خارجون عن الإسلام، فلا تجوز مناكحتهم ولا دفن موتاهم في مقابر المسلمين.

وانتقد بشدة الموالد الشعبية، وحرّم النذر للأضرحة والأولياء، وعدّ آلات اللهو والموسيقى من المحرمات، بينما ذهب إلى تكفير من يسب الدين واعتباره مرتدًا بإجماع المسلمين.

توفي يوم 7 أكتوبر 1954م بالقاهرة عن عمر ناهز 71 عامًا، ودُفن تاركًا إرثًا علميًا واسعًا وأثرًا بارزًا في تاريخ الإفتاء والأزهر.