بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

رحيل فارس التوثيق المسرحي عمرو دوارة.. ووزير الثقافة ينعيه

بوابة الوفد الإلكترونية

 

نعى الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، ببالغ الحزن والأسى، المخرج والمؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة، الذي رحل عن عالمنا صباح اليوم بعد مسيرة حافلة بالعطاء، أثرى خلالها الساحة الفنية والثقافية بجهوده وإسهاماته في الأخراج والنقد والتوثيق للمسرح المصري ورواده.

وأكد وزير الثقافة أن الراحل كان نموذجًا للمثقف المخلص لفنه ووطنه، وقدم على مدار مسيرته الطويلة عطاءً متواصلًا في خدمة المسرح المصري والعربي، مشيرًا إلى أن المشهد الثقافي فقد قامة نقدية وبحثية كبيرة تركت بصمة واضحة في تاريخ المسرح المصري.

وتقدم وزير الثقافة بخالص العزاء والمواساة إلى أسرته ومحبيه وتلامذته، سائلًا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.

 


رحيل فارس التوثيق المسرحي.. عمرو دوارة يغيب ويبقى إرثه

 

وفُجعت الأوساط الثقافية والمسرحية اليوم بوفاة الدكتور عمرو دوارة، أحد أبرز أعلام التوثيق المسرحي والإخراج، الذي كرّس حياته لخدمة خشبة المسرح وتاريخه. رحل دوارة تاركًا خلفه مسيرة ثرية امتدت لعقود، جمع خلالها بين الإخراج، والبحث، والنقد، والتوثيق، ليصبح مرجعًا لا غنى عنه لكل دارس للمسرح المصري والعربي.

وُلد دوارة في بيئة فنية خالصة، فهو نجل الناقد والمؤرخ المعروف فؤاد دوارة، ما شكّل وعيه المبكر بقيمة المسرح كفن توثيقي وفكري. وعلى الرغم من حصوله على بكالوريوس الهندسة، فإن شغفه بالفن دفعه إلى الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، حيث تخرّج عام 1984، معلنًا بداية مشوار فني حافل. قدم نحو 67 عرضًا مسرحيًّا، من بينها أعمال لافتة مثل وهج العشق وخداع البصر وعصفور خايف يطير، مؤكدًا قدرته على المزج بين الفكر والجماليات المسرحية.

لم يكن دوارة مجرد مخرج، بل كان مؤرخًا موسوعيًا أعاد للمسرح ذاكرته عبر مشروعات ضخمة، أبرزها موسوعة المسرح المصري المصوّرة، التي عمل عليها لأكثر من 27 عامًا، موثقًا فيها مئات العروض منذ القرن التاسع عشر. كما أنجز موسوعة سيدات المسرح المصري، التي تتبّع فيها حضور المرأة على خشبة المسرح، وأدوارها في مختلف المدارس المسرحية، ليؤكد أن التأريخ المسرحي ليس سردًا للأحداث، بل إعادة قراءة للهوية الفنية.

تميّز بأسلوب نقدي عميق، وكتب مئات المقالات في الصحف والمجلات المتخصصة، مدافعًا عن المسرح كقوة تنوير. كان يؤمن بأن “المخرج الحقيقي هو من يبحث عن الفرصة، لا من ينتظرها”، وهي عبارة تلخّص فلسفته في العمل والإبداع. ورغم ما واجهه من تحديات وتجاهل أحيانًا، ظل وفيًّا لقناعته بأن التوثيق الفني رسالة ثقافية لا تقل أهمية عن العرض المسرحي نفسه.

تُشيّع جنازته عقب صلاة الظهر من مسجد الأخشيد بمنيل الروضة، على أن يُدفن في مقابر الأسرة بالإسكندرية، وسط حالة من الحزن العميق بين تلاميذه ورفاقه في الوسط المسرحي. وقد نعاه وزير الثقافة وكبار النقاد باعتباره “عقلًا توثيقيًا نادرًا وقيمة لا تُعوّض في سجل المسرح المصري”.

برحيله، يفقد المسرح المصري شاهدًا على تاريخه، وباحثًا لم يكلّ عن جمع شتاته، لكنه يظل حاضرًا في كل صفحة من موسوعاته، وفي ذاكرة كل من يؤمن بأن المسرح وطنٌ من نور.