بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ﻳﺎﻏﻰ« اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻰ ﻳﻄﻴﺢ ﺑﺄﺣﻼم »ﺗﺮاﻣﺐ« وﻳﺤﺼﺪ ﻧﻮبل

بوابة الوفد الإلكترونية

أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم أمس منح جائزة نوبل فى الكيمياء للعام الجارى للفلسطينى عمر ياغى وكل من «سوسومو كيتاغاوا» و«ريتشارد روبسون» تقديرا لجهودهم فى تطوير الأطر المعدنية العضوية.

وقال «ياغى» «لم أكن أبحث عن جوائز، بل عن حلول»، كثيراً ما ردد العالِم الفلسطينى عمر ياغى هذه المقولة سعيا منه للابتكار والنهوض بمن حوله، واليوم يثمر علمه عن حلولٍ أنقذت ملايين من عطش المستقبل، ليكون كذلك أول فلسطينى يحصل على جائزة نوبل للكيمياء.

ويبلغ «ياغى» 60 عاما، هو عالم كيمياء يحمل الجنسية السعودية والأمريكية، من أصل فلسطينى، يعمل حاليا أستاذا جامعيا بجامعة كاليفورنيا، ببيركلى. ويعد أحد أبرز رواد الكيمياء الشبكية الحديثة، وقد لعب دوراً محورياً فى تحويل هذا المجال من نظرية أكاديمية إلى تطبيقات عملية تحدث تغييرا جذريا فى مواجهة التحديات العالمية.

وولد «ياغى» عام 1965 فى العاصمة الأردنية عمان، لعائلة فلسطينية نزحت من مدينة يافا بعد النكبة عام 1948. ونشأ فى بيئة فقيرة، حيث عاش مع تسعة من إخوته فى غرفة واحدة، دون كهرباء، كما كانت المياه تصل إلى منزلهم لبضع ساعات أسبوعيا فقط.

وغرست هذه التجربة المبكرة مع شح الموارد، خصوصا المياه، رغبة عميقة فى إيجاد حلول علمية لمشكلات العوز التى يعانى منها الملايين.

اكتشف شغفه بالكيمياء فى سن العاشرة، حين رأى نماذج جزيئية فى مكتبة مدرسته، كرات وأعواد تمثل الذرات والروابط، فشعر وكأنه «اكتشف لغة سرية لبناء الكون». ومنذ تلك اللحظة، قرر أن يكرس حياته لفهم هذه اللغة وتوظيفها لخدمة البشرية.

انتقل «ياغى» فى سن الخامسة عشر، إلى الولايات المتحدة دون أن يتقن الإنجليزية، لكنه سرعان ما تفوق أكاديميا، ليحصل على درجة الدكتوراه فى الكيمياء من جامعة إلينوى عام 1990. وخلال عمله الأكاديمى، بدأ يبحث عن طرق منهجية لتصميم مواد جديدة بدل الاعتماد على التجربة والخطأ.

وفى منتصف التسعينيات، قاد «ياغى» ثورة فى الكيمياء من خلال تأسيس ما يُعرف بـ«الكيمياء الشبكية» (Reticular Chemistry)، وهى فرع يتيح تصميم مواد بلورية ذات بنية منتظمة ومسامية نانوية يمكن التحكم بها بدقة.

وكان تطوير الأطر المعدنية العضوية (MOFs) والهياكل العضوية التساهمية (COFs) من أبرز إنجازاته، وهى مواد تمتلك مساحات سطحية هائلة (يمكن أن تصل إلى 7,000 متر مربع لكل غرام!) وقدرة استثنائية على امتصاص الغازات أو جذب جزيئات الماء من الهواء.

أما أحد أكثر إنجازات «ياغى» إثارة هو تطوير أجهزة لاستخراج المياه من الهواء الجاف، حتى فى الصحارى حيث الرطوبة لا تتجاوز 20%.

وفى تجربة شهيرة بمختبره فى بيركلى، شاهد قطرات الماء تتكون داخل صندوق مغلق باستخدام بلورات MOF، ليقول بتأثر: «كانت رؤية تلك القطرات واحدة من أروع اللحظات فى حياتى.. فهذا يعنى أن بإمكانى خلق ماءٍ حيث لا ماء».

وتعمل هذه التقنية بالطاقة الشمسية دون الحاجة إلى كهرباء، حيث تعد حلا واعداً لمئات الملايين حول العالم الذين يعيشون فى مناطق تعانى من شح المياه.

ووفقا للأمم المتحدة، سيصل عدد المتأثرين بأزمة المياه إلى 1.8 مليار شخص بحلول عام 2025، وابتكارات «ياغى» قد تكون المفتاح لتخفيف هذه الكارثة.

وحصل «ياغى» على جوائز مرموقة عالميا، أبرزها جائزة كافلى للكيمياء 2018، والتى تعد من أرفع الجوائز فى العلوم. وتم تصنيفه مرارا ضمن «أكثر العلماء تأثيراً فى العالم»، بفضل أكثر من 300 بحث علمى حظيت بشهادة بأكثر من 250,000 .

وحظى «ياغى» بتكريم من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بجائزة «نوابغ العرب» فى فئة العلوم الطبيعية، تقديرا لإسهاماته الاستثنائية فى فبراير 2024، ويعرف «ياغى» أيضا بدعمه للباحثين الشباب من العالم العربى، وسعيه لفتح أبواب العلم أمام الأجيال القادمة.