مهرجان القاهرة للعرائس يختتم دورته الأولى بتوصية هامة

اختتمت فعاليات مهرجان القاهرة لمسرح العرائس في دورته الأولى، مساء أمس، وذلك من خلال أمسية خاصة أُقيمت بقاعة الدكتور ثروت عكاشة في الفرع الثاني لأكاديمية الفنون بالهرم، وأُهديت إلى اسم فنان العرائس الراحل الدكتور جمال الموجي، بحضور نخبة من المتخصصين في هذا المجال الفني الدقيق.
أدار الأمسية الناقد جرجس شكري، الذي أكد أن المهرجان يمثل فرصة مهمة لطرح الأسئلة حول فن العرائس، وتسليط الضوء على أسباب التراجع في الاهتمام به مؤخرًا.
في المحور الأول من الأمسية، تحدث الكاتب والشاعر أحمد زيدان عن المتابعات النقدية لعروض المهرجان، مشيرًا إلى عروض مثل: «مروان وحبة الرمان»، و«لازم تصلح غلطتك»، و«فرحة 1»، مؤكدًا على أهمية القراءة النقدية في توثيق وتطوير العروض.
وفي المحور الثاني، تحدث المخرج محمد نور، المدير السابق لمسرح العرائس، مشيدًا بالمهرجان وبدور أكاديمية الفنون في دعمه، وقال: "مخرج مسرح العرائس يختلف تمامًا عن مخرج المسرح التقليدي، حيث يعتمد على الفانتازيا والخيال، وهو فن مرتبط بالتراث والديكور والموسيقى وأداء العرائس، في عالم سحري خاص".
أما الناقد أحمد عبد الرازق أبو العلا، فركّز في حديثه على أهمية التمييز بين المفاهيم المسرحية، مشيرًا إلى الخلط الشائع بين «مسرح الطفل» و«مسرح العرائس» و«المسرح المدرسي»، موضحًا أن لكل منها أهدافًا وآليات مختلفة.
كما أشار إلى تجربته في كتابة بحث نقدي تطبيقي حول مسرحية «حمار شهاب الدين»، وأكد الحاجة لتحديد الأسس النقدية لعروض العرائس.
وقدّم نماذج تطبيقية من أعمال دولية، مثل المخرج الروسي سيرجي أوبرازتسوف الذي قدّم مسرحيات عرائس باستخدام القفازات وصوته فقط، وكذلك الكاتب المصري يعقوب صنوع في مسرحيته «الضرتين» (1872) التي ظهرت فيها شخصية الأراجوز بأسلوب كوميدي مسرحي.
وأشار عبد الرازق إلى أزمة النصوص الجديدة في فن العرائس، حيث لم يعد هناك كتاب متخصصون في كتابة نصوص أصلية لهذا الفن، وهي أزمة عالمية وليست محلية فقط.
وفي المحور الثالث، تحدث الدكتور محمد زعيمة، مؤلف كتاب «الإبداع في مسرح العرائس»، والذي يضم 8 أبحاث علمية لـ7 من أساتذة المسرح، وتناول قضايا تربوية وفنية وفلسفية مرتبطة بفن العرائس ومسرح الطفل.
واستعرض زعيمة بعض محتويات الكتاب، منها بحث الدكتورة مروة صالح عن التصميمات الحديثة للعرائس المستوحاة من التراث، وبحث الدكتور سمير شاهين عن البعد التعبيري في العروض التجريبية، وكذلك أبحاث تناولت التجارب الأوروبية في مسرح العرائس خلال القرن العشرين، وتجارب مسرحيين عالميين مثل الفرنسي فيليب شانتيه.
من جانبه، علّق الدكتور أسامة محمد علي، المدير الحالي لمسرح القاهرة للعرائس، على الكتاب، مشيدًا بجهود الباحثين. وتناول أبحاث تناولت رموزًا شعبية تمت إعادة تقديمها بصريًا عبر تقنيات الواقع المعزز، منها بحث الدكتورة مروة صالح، إضافة إلى بحث حول سينوغرافيا رواية «رحلة إلى مركز الأرض» لـجول فيرن.
واختتم حديثه بالإشارة إلى بحث الدكتور عادل ناجي عن تطور عرائس الماريونت، وتاريخها من الحضارات القديمة حتى استخدامها في مسرح الطفل الحديث، مرورًا بأنواع الدمى وتقنيات الإخراج المختلفة.
وفي ختام الأمسية، أعلن الدكتور حسام محسب، رئيس المهرجان، عن التوصية الرئيسية للدورة الأولى، وهي الشروع في إقامة مؤتمر خاص بفناني العرائس في مصر، لمناقشة كافة قضايا وتحديات هذا الفن، والعمل على توثيقه وتطويره في المرحلة القادمة.