تعرف على عيون وأنهار الجنة المذكورة فى القرآن

ذكر القرآن الكريم في آيات عديدةٍ أنهار الجنَّة. قال تعالى: ﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصْفّىً وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ﴾.
في الجنَّة عيونٌ كثيرةٌ، مختلفة الطُّعوم، والمشارب. قال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴾ [الحجر: 45]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلاَلٍ وَعُيُونٍ ﴾ [المرسلات: 41]، وقال في وصف الجنَّتين اللَّتين أعدَّهما لمن خاف ربه: ﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ ﴾ [الرحمن: 50]، ﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ ﴾ [الرحمن: 66] .
وفي الجنَّة عينان يشرب المقرَّبون ماءهما صِرْفاً غير مخلوطٍ، ويشرب منهما الأبرار الشَّراب مخلوطاً ممزوجاً بغيره:
العين الأولى: عين الكافور قال تعالى: ﴿إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا *عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا ﴾ [الإنسان: 5 – 6]. فقد أخبر: أنَّ الأبرار يشربون شرابهم ممزوجاً من عين الكافور، بينما عباد الله يشربونها خالصاً.
العين الثانية: عين التَّسنيم. قال تعالى: ﴿إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعْيمٍ *عَلَى الأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ *تَعْرِفُ فِي وَجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ *يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ *خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ *وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ *عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ﴾ [المطففين: 22 – 28].
ومن عيون الجنَّة عينٌ تسمَّى السَّلسبيل. قال تعالى: ﴿وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلاً * عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً﴾.
وهذه الشَّجرة عظيمةٌ كبيرةٌ، تصنع منها ثياب أهل الجنَّة، فعن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «طوبى شجرةٌ في الجنَّة مسيرة مئة عامٍ، ثياب أهل الجنَّة تخرج من أكمامها» [أحمد (3/71) وأبو يعلى (1374) ومجمع الزوائد (10/67)] .
الشَّجرة الَّتي يسير الرَّاكب في ظلِّها مئة عام، هذه الشَّجرة هائلة لا يقدر قدرها إلا الَّذي خلقها، وقد بيَّن الرسول صلى الله عليه وسلم عِظَمَ هذه الشَّجرة، بأنْ أخبر: أنَّ الرَّاكب لفرس من الخيل الَّتي تعدُّ للسِّباق، يحتاج إلى مئة عامٍ حتى يقطعها إذا سار بأقصى ما يمكنه، ففي صحيح البخاريِّ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ في الجنَّـة لشجرةً يسير الرَّاكب في ظلِّها مئة سنةٍ، واقرؤوا إن شئتم ﴿وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ﴾.