بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

خيسوس يواصل تألق البدايات.. من الهلال إلى النصر دون خسارة وبأداء هجومي مذهل

بوابة الوفد الإلكترونية

يبدو أن المدرب البرتغالي خورخي خيسوس قد رسّخ مكانته كأحد أكثر المدربين قدرةً على صناعة الفارق منذ اللحظة الأولى لتوليه أي فريق، بعدما أثبت مجددًا مع نادي النصر السعودي أنه لا يحتاج إلى وقت طويل ليبصم على أداء هجومي قوي ويقود فريقه للانتصارات المتتالية، تمامًا كما فعل سابقًا مع الهلال.

فخلال موسم 2025/2026 الحالي، افتتح خيسوس مشواره مع النصر بانطلاقة مثالية هي الأبرز في دوري روشن حتى الآن، بعدما قاد الفريق إلى أربعة انتصارات متتالية من أصل أربع مباريات، مسجلاً خلالها خط هجومه 14 هدفًا كاملاً دون أي تعثر أو اهتزاز للمستوى.
هذا الأداء الهجومي الغزير لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة لتوظيف تكتيكي دقيق من المدرب البرتغالي الذي يجيد استغلال إمكانيات نجومه بالشكل الأمثل، وخاصة الثلاثي الهجومي الذي بات يشكّل قوة ضاربة في كل مواجهة.

والمثير في الأمر أن هذه الانطلاقة القوية ليست الأولى من نوعها في مسيرة خيسوس داخل الكرة السعودية، إذ سبق له أن قدّم بداية مماثلة عندما قاد الهلال موسم 2023/2024، حيث خاض الفريق تحت قيادته أول أربع مباريات محققًا ثلاثة انتصارات وتعادلًا وحيدًا، وسجّل خلالها عشرة أهداف كاملة، في بداية وُصفت وقتها بـ"بداية اللاهزيمة".

وبين التجربتين، يظهر خيسوس بنفس البصمة الهجومية الواضحة، حيث يعتمد على فلسفة “الضغط العالي والسيطرة الممنهجة” في الثلث الأخير من الملعب، ما يجعل فريقه دائمًا في حالة تهديد مستمر لمرمى المنافسين.
فهو مدرب يؤمن بأن "الهجوم هو أفضل وسيلة للدفاع"، وهو ما انعكس جليًا على أداء النصر هذا الموسم الذي بات يُعدّ من أقوى الفرق تهديفًا في الدوري حتى الآن.

كما يولي خيسوس أهمية كبيرة للتوازن داخل الملعب، فلا يكتفي بالضغط الهجومي فقط، بل يعمل على تثبيت خطوط الارتكاز الدفاعي بشكل يمنح الفريق الصلابة والاستقرار أثناء التحولات السريعة، وهي إحدى نقاط القوة التي ميزت أسلوبه منذ أيامه مع الهلال، حينما استطاع المزج بين الجماليات الفنية والانضباط التكتيكي.

ويرى محللون أن نجاح خيسوس في تحقيق هذا الأداء المميز مع فريقين كبيرين في السعودية خلال فترات قصيرة يؤكد مرونته التكتيكية العالية، وقدرته على فهم طبيعة كل نادٍ وتوظيف عناصره بما يخدم فلسفته الخاصة.
كما يُحسب له أنه استطاع أن يفرض احترامه في غرف الملابس بسرعة، ويُكسب اللاعبين الثقة اللازمة لخوض المباريات بروح الانتصار منذ الجولة الأولى.

ولعلّ النقطة الأبرز في رحلة خيسوس مع النصر هي قدرته على إعادة الحيوية إلى المنظومة الهجومية، حيث بات الفريق يسجل بمعدل يفوق 3 أهداف في المباراة الواحدة، ما يعكس روحًا هجومية متجددة أعادت للأذهان الأداء القوي الذي قدّمه الهلال تحت قيادته.

ومع استمرار الأداء التصاعدي للنصر، بدأ كثيرون يتحدثون عن إمكانية أن يكون هذا الموسم محطة خاصة في مسيرة خيسوس داخل الكرة السعودية، وربما الأكثر نجاحًا، إذا ما تمكن من قيادة العالمي إلى حصد الألقاب الكبرى محليًا وقاريًا.
وبينما تتجه الأنظار إلى الجولات المقبلة، يبقى المؤكد أن خورخي خيسوس يواصل كتابة فصول جديدة من قصته الناجحة مع أندية السعودية، مثبتًا أنه مدرب البدايات القوية والانتصارات السريعة أينما حلّ.