بين دم الطريق والجثة المشنوقة.. مأساة مزدوجة تهز الشرقية

تعيش محافظة الشرقية أياما مليئة بالحزن بعد أن تتابعت الحوادث المأساوية على أرضها خلال ساعات قليلة، إذ اجتمعت المآسي على طريق السلام بلبيس وداخل مركز الزقازيق في مشهد أعاد للأذهان سلسلة الحوادث التي تهز الشارع المصري بين الحين والآخر.
فبين انقلاب سيارة حصد روح إنسان وأصاب اثنين آخرين بجراح خطيرة، وبين العثور على جثة طالبة صغيرة لم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها معلقة أمام مستشفى بقرية الشوبك، اشتعلت مشاعر الغضب والدهشة بين الأهالي الذين لم يستوعبوا قسوة ما حدث.
حادث طريق السلام بلبيس لم يكن مجرد واقعة مرورية عابرة، بل أصبح جزءا من يوم دام شهد وجعا مضاعفا في المحافظة التي باتت تودع أبناءها الواحد تلو الآخر وسط تحقيقات موسعة لكشف حقيقة ما جرى وإعادة الطمأنينة لقلوب المواطنين.
حادث طريق السلام بلبيس
شهد طريق السلام بلبيس بمحافظة الشرقية حادثا مأساويا أسفر عن مصرع شخص وإصابة اثنين آخرين بإصابات بالغة تمثلت في كسور وسحجات وكدمات متفرقة بالجسد، نتيجة انقلاب سيارة ملاكي أمام مجمع البيض باتجاه بلبيس.
وقد تلقت الأجهزة الأمنية إخطارا من مستشفى بلبيس المركزي يفيد بوصول جثة ومصابين اثنين إثر الحادث. تم نقل الجثة إلى ثلاجة حفظ الموتى بالمستشفى تحت تصرف النيابة العامة، فيما تم نقل المصابين إلى قسم الطوارئ لتلقي الرعاية الصحية اللازمة بإشراف الفريق الطبي المختص.
وتبين من التحريات الأولية أن السيارة انقلبت بشكل مفاجئ أثناء سيرها على الطريق نتيجة فقدان السائق السيطرة عليها، مما أدى إلى انقلابها ووقوع الضحايا، وقد تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وجار استكمال الإجراءات القانونية.
تحقيقات الأجهزة الأمنية بالشرقية
وبالانتقال إلى موقع الحادث، باشرت قوات الأمن التابعة لمركز شرطة بلبيس أعمال الفحص والمعاينة المبدئية، حيث تبين أن الحادث وقع أمام مجمع البيض على طريق السلام بلبيس اتجاه المدينة. وقد تم رفع آثار الحادث وإعادة الحركة المرورية إلى طبيعتها، فيما تولت النيابة العامة التحقيق لكشف ملابسات الواقعة وأمرت بانتداب مفتش الصحة لتوقيع الكشف الطبي على الجثة وتحديد أسباب الوفاة بشكل دقيق.
وأكدت التحريات أن الحادث لم ينتج عن تصادم وإنما عن فقدان التوازن أثناء القيادة. وأوضحت الأجهزة الأمنية أن الشخص المتوفى تم التحفظ على جثمانه بمستشفى بلبيس، بينما يتلقى المصابان الرعاية اللازمة تحت إشراف الفريق الطبي الذي أكد استقرار حالتهما بعد تقديم الإسعافات الأولية والعلاج اللازم.
مأساة الطالبة شهد مصطفى السيد عبد الرحمن
وفي سياق متصل شهد مركز الزقازيق حادثا مأساويا آخر بعد العثور على جثة الطالبة شهد مصطفى السيد عبد الرحمن، 15 سنة، تلميذة بالصف الثالث الإعدادي، مشنوقة وملقاة أمام المستشفى الجديد بقرية الشوبك التابعة لدائرة المركز.
تلقى اللواء عمرو رءوف مدير أمن الشرقية إخطارا من اللواء محمد عادل مدير المباحث الجنائية، يفيد العثور على جثة فتاة بها آثار شنق واضحة.
على الفور انتقلت قوة من مركز شرطة الزقازيق برفقة فريق من النيابة العامة، وتم الدفع بسيارة إسعاف لنقل الجثة إلى مشرحة مستشفى الأحرار التعليمي تحت تصرف النيابة العامة التي تولت التحقيق في الواقعة.
وأجرت النيابة معاينة مبدئية لموقع الحادث، وأكدت من خلال التقرير الأولي أن الوفاة ناتجة عن عملية شنق أودت بحياة الطالبة في الحال. وتم تحرير المحضر اللازم واتخاذ الإجراءات القانونية تمهيدا لصدور تقرير الطب الشرعي حول أسباب الوفاة.
إجراءات النيابة العامة والتحقيقات
باشرت النيابة العامة التحقيقات في القضيتين على التوازي، حيث أمرت في حادث طريق السلام بلبيس بسرعة استكمال التحريات حول أسباب انقلاب السيارة وظروف وقوع الحادث، بينما شددت في قضية الطالبة شهد مصطفى السيد عبد الرحمن على الإسراع في تقارير الصفة التشريحية لتحديد وقت الوفاة وأدوات الجريمة المحتملة.
كما قررت التصريح بدفن الجثة بعد انتهاء الطبيب الشرعي من أعماله الفنية، مؤكدة ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لكشف ملابسات الواقعتين.
وتتابع الأجهزة الأمنية جهودها بالتنسيق مع فرق البحث للوصول إلى الحقيقة في أسرع وقت، خاصة مع تزايد حالة الحزن بين الأهالي عقب الحادثين.