يوتيوب يغير تجربة المشاهدة.. زر جديد يسمح بإخفاء النوافذ المنبثقة واقتراحات النهاية

في خطوة تهدف إلى تحسين تجربة المشاهدة وإعطاء المستخدمين تحكمًا أكبر في طريقة تفاعلهم مع المحتوى، أعلنت يوتيوب عن إطلاق ميزة جديدة تتيح للمشاهدين إخفاء النوافذ المنبثقة واقتراحات الفيديو التي تظهر في نهاية المقاطع، عبر زر جديد يحمل اسم "إخفاء" (Hide).
تأتي هذه الخطوة استجابة لآراء المستخدمين الذين أعربوا عن رغبتهم في التخلص من هذه النوافذ التي كثيرًا ما تُعيق الاستمتاع بالمحتوى.
تُعد شاشات النهاية جزءًا رئيسيًا من تجربة يوتيوب منذ سنوات، حيث يستخدمها صناع المحتوى للترويج لمقاطع أخرى، أو لدعوة المشاهدين للاشتراك في القناة. لكن مع الوقت، تحولت هذه الميزة إلى مصدر إزعاج للكثير من المستخدمين، خاصة عندما تظهر قبل انتهاء الفيديو وتغطي جزءًا من الشاشة.
تركيز أكبر على المحتوى
وفقًا لبيان رسمي نشرته يوتيوب، فإن إضافة زر "إخفاء" تأتي بعد تلقي عدد كبير من التعليقات من المشاهدين الذين أكدوا أنهم يريدون التركيز على الفيديو نفسه دون تشتيت. ويتيح الزر الجديد، الموجود في الزاوية العلوية اليمنى من مشغل الفيديو، إمكانية إخفاء شاشات النهاية والاقتراحات بمجرد الضغط عليه.
ورغم أن الإعداد يطبق فقط على الفيديو الحالي الذي تتم مشاهدته — أي يجب الضغط على الزر مرة أخرى مع كل مقطع جديد — فإن الخطوة تُعتبر تحسينًا ملحوظًا لتجربة الاستخدام، لأنها تمنح المشاهدين حرية الاختيار بين مشاهدة الاقتراحات أو تجاهلها.
يقول فريق يوتيوب إن الهدف من التحديث ليس تقليل تفاعل المستخدمين مع المحتوى، بل تعزيز جودة المشاهدة، وهو ما ينسجم مع توجه المنصة في الأشهر الأخيرة نحو تقليل عناصر الإزعاج البصري وتحسين واجهة المستخدم لتبدو أنظف وأكثر سلاسة.
تغييرات جديدة في واجهة يوتيوب
بالتزامن مع إطلاق زر "إخفاء"، أجرت يوتيوب أيضًا تحديثات على واجهة المنصة في إصدار سطح المكتب. ففي السابق، كان المستخدم يرى خيار "الاشتراك" يظهر تلقائيًا عند تمرير مؤشر الفأرة فوق العلامة المائية الموجودة على الفيديو، وهي دائرة صغيرة تضم شعار القناة. لكن التحديث الجديد أزال هذا الخيار تمامًا، نظرًا لوجود زر اشتراك دائم وواضح أسفل كل فيديو، ما يجعل التكرار غير ضروري.
وتؤكد الشركة أن إزالة هذه الخاصية لن تؤثر بشكل ملموس على أداء القنوات أو عدد المشتركين، مشيرة إلى أن أقل من 0.05% فقط من الاشتراكات تأتي من خاصية "التمرير للاشتراك" عبر العلامة المائية، مما يجعل تأثير الإلغاء شبه معدوم.
أما بالنسبة إلى زر "إخفاء شاشات النهاية"، فقد لاحظت الشركة أن تفعيل الخيار أدى إلى انخفاض في عدد المشاهدات القادمة من هذه الشاشات بنسبة لا تتجاوز 1.5%، وهي نسبة ضئيلة مقارنة بالفائدة التي يجنيها المستخدم من تجربة مشاهدة أكثر راحة وانسيابية.
توازن بين الإبداع والتحكم
حرصت يوتيوب في إعلانها على التأكيد أن هذه التغييرات لا تعني تقليص أدوات المبدعين أو الحد من قدراتهم على الترويج لمحتواهم. لا يزال بإمكان منشئي الفيديوهات إضافة شاشات نهاية وعلامات مائية وروابط كما اعتادوا، لكن الفارق الآن أن المشاهد أصبح قادرًا على اختيار ما إذا كان يريد رؤيتها أم لا.
ويرى محللون أن هذه الخطوة تمثل تحولًا في فلسفة تصميم المنصة، إذ تنتقل يوتيوب تدريجيًا من التركيز على تعظيم المشاهدات إلى الاهتمام بتجربة المستخدم نفسها. فبينما كانت الخوارزميات سابقًا تفضل تشجيع المستخدم على النقر على مقاطع جديدة، يبدو أن المنصة بدأت تدرك أهمية الراحة البصرية والبساطة في بناء علاقة طويلة الأمد مع الجمهور.
ورغم أن بعض المستخدمين تمنوا أن تمتد الميزة لتشمل إخفاء الإعلانات أو الترويج داخل الفيديوهات، أوضحت الشركة أن خيار "إخفاء" مرتبط فقط بعناصر شاشات النهاية والاقتراحات، وليس بالإعلانات المدفوعة. ومع ذلك، يعد هذا التحديث جزءًا من سلسلة من التحسينات التي تركز على جعل يوتيوب أكثر قابلية للتخصيص والتحكم من قبل المشاهدين.
في النهاية، يمثل زر "إخفاء" الجديد خطوة صغيرة لكنها ذات أثر ملموس في تحسين تجربة الملايين من المستخدمين يوميًا، حيث يمنحهم حرية أكبر في كيفية مشاهدة الفيديوهات، ويعيد التوازن بين أهداف منشئي المحتوى وراحة المشاهد. ومع هذه التغييرات المتتالية، يبدو أن يوتيوب يسير بثبات نحو عصر جديد من البساطة والوضوح في تصميمه وتجربته التفاعلية.