الأزهر للفتوى الإلكترونية يكشف: 10 آداب لا غنى عنها لطالب العلم

أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن طلب العلم عبادة جليلة لا تُثمر إلا إذا صَحَّت النية فيها، مشيرًا إلى أن الإخلاص لله عز وجل هو أول وآكد أدب يجب أن يتحلى به طالب العلم، مستشهدًا بقول الإمام سفيان الثوري:"ما عالجت شيئًا أشد عليّ من نيتي."
التواضع للمعلِّم.. خلق العلماء
وأضح المركز عبر صفحته الرسمية أن النية الصافية هي ما يجعل العلم نورًا في القلب، ووسيلةً للهداية، لا وسيلةً للتفاخر أو الرياء، ومن أهم الآداب التي شدد عليها المركز تواضع الطالب لمعلمه وحسن صحبته له، مشيرًا إلى الموقف المشهور لابن عباس رضي الله عنهما حين أمسك بركاب أستاذه زيد بن ثابت رضي الله عنه، وقال:"هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا."
وأكدت الفتوى أن العلم لا يُؤخذ إلا بالتواضع، وأن من ظن نفسه فوق التلقي ضاع منه الفهم والبركة.
الدعاء للمعلمين.. وفاء العلم وفضله
ذكر المركز أن من تمام الأدب الدعاء للمعلمين عرفانًا بفضلهم، وضرب مثالًا بما فعله الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله حين قال:"ما صليتُ صلاةً منذ أربعين سنةً إلا وأنا أدعو فيها للشافعي."
وأشار المركز إلى أن هذا السلوك يزرع المحبة بين طلاب العلم ويغرس روح الوفاء، مؤكدًا أن من دعا لمعلمه نال بركة علمه.
توقير العلماء واحترامهم
أوضح المركز أن توقير العلماء من تعظيم شعائر الله، مستشهدًا بقول ابن عباس رضي الله عنه حين رأى بعضهم يستنكر تواضعه لأبيّ بن كعب رضي الله عنه فقال:"إنه ينبغي للحَبْر أن يُعَظَّمَ ويُشَرَّفَ."
كما أضاف أن احترام العلماء هو احترام للعلم ذاته، لأنهم ورثة الأنبياء، ومصدر الهداية للأمة.
الصبر على طلب العلم
وأشار المركز إلى أن طريق العلم طويل وشاق لا يُنال إلا بالصبر والمثابرة، مستشهدًا بقول ابن عباس رضي الله عنه: "ذللت طالبًا فعززت مطلوبًا."
وأوضح أن الصبر في طلب العلم علامة صدق وإصرار، وأن من تحمّل المشقة في التعلم نال عز العلم وشرفه.
العمل بالعلم.. جوهر الرسالة
شدد المركز على أن العلم لا يُثمر ما لم يُترجم إلى عمل، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ:"إن أول من تُسعر بهم النار يوم القيامة… رجل تعلم العلم وعلّمه وقرأ القرآن، فيقال له: تعلمت ليقال عالم، وقد قيل."[رواه مسلم]
وأكد أن العلم بلا عمل وبال على صاحبه، وأن أعظم العالمين أجرًا هو من علِم فطبّق، وعلّم فأنقذ الناس بعلمه.
نسبة الفضل لأهله.. خُلق العلماء
أشار المركز إلى أن من آداب طالب العلم نسبة الفائدة إلى صاحبها، مستشهدًا بقول الإمام السخاوي:
"نسبة الفائدة إلى مُفيدها من الدقة في العلم وشكره، والسكوت عن ذلك من الكذب والكفر به."
وبيّن أن من أدب العلماء الاعتراف بفضل غيرهم، لأن العلم أمانة تُنسب لمصدرها لا لمتلقّيها.
اغتنام الوقت وتنظيم الأولويات
ودعا المركز طلاب العلم إلى الحرص على الوقت واستثماره فيما ينفع، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ:"اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك."
وأكد أن العالم الحقيقي هو من يقسم يومه بين التعلم، والتدبر، والعمل، والنفع للناس.
لا حياء في طلب العلم
نبه المركز إلى أن الحياء لا يمنع السؤال في العلم، لأنه طريق الفهم الصحيح، فقال مجاهد:
"لا يتعلم العلم مستحيٍ ولا مستكبر."
كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها:
"نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين."
وأوضح أن السؤال يفتح أبواب الفهم، وأن المتعلم الحقيقي لا يخجل من الاستفسار فيما يجهل.
الوقار والخشية.. زينة طالب العلم
واختتم المركز منشوره بقول الإمام مالك بن أنس رحمه الله:
"حق على من طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة وخشية، وأن يكون متبعًا لأثر من مضى قبله."
وأوضح أن طالب العلم ينبغي أن يُرى عليه أثر العلم في هدوئه، وسلوكه، وأدبه، وهيبته، لأن العلم إن لم يُهذب السلوك، فلا خير فيه.
أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى أن هذه الآداب العشرة تمثل هوية طالب العلم المسلم، فهي تجمع بين صفاء النية، وحسن الخلق، والجد في التحصيل، مشيرًا إلى أن من تمسك بها سار على نهج العلماء الراسخين، وأحيا ميراث الأنبياء في الأمة.