بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

عمرو الليثي يكشف تفاصيل تهجير أسرته من السويس وقصف منزلهم قبل نصر أكتوبر

بوابة الوفد الإلكترونية

 في حلقة خاصة من برنامجه الإذاعي "أبواب الخير" على راديو مصر، وفي شهر الانتصارات المجيدة، كشف الإعلامي د. عمرو الليثي عن جانب إنساني ووطني من حياته الشخصية خلال حرب أكتوبر المجيدة، مؤكدًا أن محافظة السويس، التي ولد فيها، كانت شاهدة على واحدة من أروع صور المقاومة الشعبية ضد العدو الإسرائيلي.

 

 وقال الليثي: "نشأت في مدينة السويس، وكنا نسكن في عمارة جدي بمنطقة بور توفيق، والتي عُرفت باسم عمارة الديدي، وكانت من أشهر المباني في المدينة.. فوق سطح العمارة كانت تتمركز كتيبة من القوات الخاصة المصرية، الفرقة 43 صاعقة، والتي لعبت دورًا بطوليًا في المقاومة".

 

 وأشار الليثي إلى أن سطح العمارة تحول خلال الحرب إلى مركز ورمز للمقاومة، قائلاً: "قبل حرب 5 يونيو 1967، اندلعت اشتباكات بين الكتيبة المتمركزة فوق سطح العمارة وبين العدو، وأظهر الجنود بطولة نادرة.. جدي كان يحبهم كثيرًا، وجدتي كانت تصعد إليهم يوميًا بالطعام، وأحيانًا كانوا يتناولون الطعام معنا داخل شقتنا. كنا نعيش معهم كأننا عائلة واحدة، بروح وطنية لا تُنسى".

 

 وأضاف الليثي، أن المأساة بدأت حين وصل تحذير إلى الأسرة بأن العدو الإسرائيلي ينوي قصف الكتيبة، وبالتالي بات من الضروري إخلاء المبنى على الفور، قائلًا : "اضطررنا إلى مغادرة بيتنا الذي نشأنا فيه، وانتقلنا إلى القاهرة ضمن موجة التهجير التي طالت أهل السويس.. وبعد يوم واحد فقط من مغادرتنا، أطلق العدو صاروخًا على العمارة، فأصاب شقة والدي ووالدتي أولاً، ثم انهارت العمارة بأكملها. كانت لحظة موجعة جدًا، فقدنا فيها كل ذكرياتنا وأجمل أيام حياتنا".

 

 وأوضح الليثي أن الحزن خيّم على الأسرة، خاصة في عيون جده أمين الديدي، وجدته، ووالديه، ولكن شعور الثأر والرغبة في استرداد الكرامة ظلّ حاضرًا حتى جاء يوم النصر في 6 أكتوبر 1973.

 

 وتابع: "في يوم العبور العظيم، كانت فرحة مصر كلها لا توصف، لكن في بيتنا كان طعم الفرحة مختلفًا.. كنا نردد: خدنا بتارنا.. خدنا بتارنا. لحظة سماع بيان النصر كانت من أسعد اللحظات التي لا يمكن أن تُمحى من ذاكرتي أو ذاكرة أسرتي أو ذاكرة كل المصريين".

 

 واختتم الليثي حديثه بتأكيده أن "عمارة الديدي" لم تكن مجرد مبنى، بل رمزًا لصمود السويس، وأيقونة للمقاومة، تُمثل جزءًا أصيلًا من ذاكرة الوطن.