بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

يوم كيبور

إذا صادف رؤية الهلال بتوقيت القدس وكذلك أثبتت الحسابات الفلكية أن بداية السنة العربية فى أحد الأيام المحرمة وهى الجمعة والأحد والأربعاء لا يمكن لليهود مطلقا الاحتفال ببدء السنة بل يتحتم تأجيلها إلى اليوم التالى، نحن الآن فى الألفية السادسة حيث بدأ التقويم العبرى الذى أسسه الفيلسوف موسى بن ميمون فى القرن الثانى عشر على أنه تاريخ الخلق التوراتى الذى نشأ سنة 3761 قبل الميلاد وهذا التقويم قمريًا شمسيًا يتوافق مع دوراتهما الطبيعية ويتضمن نظام الكبس إضافة شهر كل ثلاث سنوات لتعويض الفرق بين التقويم القمرى والشمسى فكان الاثنين الموافق 22 سبتمبر هو رأس السنة العبرية ويوجد فى الشهر الأول تشريه أقدس يوم عند اليهود وهو يوم كيبور أو عيد الغفران فهو اليوم المتمم لأيام التوبة العشرة والتى تبدأ بيومى رأس السنة، وهو عطلة كاملة مخصص فقط للصوم  والصلاة يحظر فيه كل ما يحظر على اليهود فى أيام السبت مثل العمل إشعال النار، الكتابة بقلم، تشغيل السيارات وغيرها، ولكنه توجد كذلك أعمال تحظر فى يوم كيبور بشكل خاص مثل تناول الطعام والشرب، الاغتسال والاستحمام، المشى بالأحذية الجلدية، ممارسة الجنس فهو من المناسبات الدينية القليلة التى يتبعها اليهود غير المتدينين لأنه كما يعتقدون الفرصة الأخيرة لتغيير المصير الشخصى أو مصير العالم فى السنة الآتية. لذا كان هذا اليوم المناسب الذى اختاره المصريين والسوريين لبدء الحرب.

وفقًا للوثائق الرسمية البريطانية وحلف الناتو فقد أوصى المستشار الروسى الكبير الجنرال فاسيليوفيتش بالهجوم المباغت يوم كيبور لأنه التوقيت المثالى لتحقيق المفاجأة حيث تتوقف الحياة فى إسرائيل بشكل شبه تام طبقًا للتعاليم الدينية اليهودية ففى هذا يصوم اليهود أكثر من 25 ساعة ويذهبون للمنازل للعبادة والتأمل وتغلق أجهزة المذياع وبالفعل أربكت مفاجأة خطة الخداع الاستراتيجى المصرية الجيش الإسرائيلى لمدة 9 أيام كاملة منذ بدء العمليات الذى لم يستطع انتزاع زمام المبادرة إلا يوم 15 أكتوبر وذلك بفضل الجسر الجوى الأمريكى غير المسبوق تاريخيا بنقل أحدث الأسلحة المتطورة لتجنب ما وصفه التعلب هنرى كيسنجر بالكارثة الاستراتيجية بعدما فشل الجيش الإسرائيلى فى الصمود أمام طوفان الهجوم المصرى وفقدانه كل مواقعه ونقاطه الحصينة لكن واشنطن استخدمت أقمارها الاصطناعية الحديثة فى إرشاد الإسرائيليين إلى خريطة انتشار دفاعات صواريخ سام أرض جو والأهم كشف نقطة الضعف وهى المسافة بين الجيشين الثانى والثالث، التى اخترقها شارون وقواته وعبروا إلى الضفة الغربية للقناة فى اتجاه مدينة السويس والباقى معروف.

فمن ضمن الدروس المستفادة من حرب أكتوبر 1973 أهمية معرفة العدو معرفة شاملة وبخاصة البعد الدينى والثقافى وكذلك التخطيط الاستراتيجى المتقن والمفاجأة التكتيكية فى الحرب، والقدرة على الصمود والابتكار لدى القوات المسلحة. كما أظهرت الحرب أهمية الروح المعنوية العالية للشعب والجيش، ودور القيادة السياسية القوية، وفى هذا المقام وجب شكر وتذكر الأحياء من أبطالنا البواسل وقراءة الفاتحة والدعاء لكافة الشهداء الأبرار من المصريين المسلمين والأقباط.