بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

السور التي تُضيء ليلتك بعد العشاء.. زادٌ روحي ووصايا نبوية

بوابة الوفد الإلكترونية

بينما يرى الكثير أن صلاة العشاء هي ختام يومٍ طويل، تكشف السنّة النبوية أن العشاء ليست نهاية، بل بداية لرحلة ليلية خاصة مع كتاب الله. فبعد أن يودّع المسلم عمله وهموم يومه، يفتح القرآن له بابًا جديدًا من السكينة، بسورٍ أوصى بها النبي ﷺ، لتكون رفيقًا حتى في القبر.

سرّ سورة الملك.. "المنجية" في أحلك اللحظات

من بين هذه السور، برزت سورة الملك، التي سماها النبي ﷺ بالمانعة والمنجية، إذ تحمي قارئها من عذاب القبر. وقد ورد أن بعض الصحابة سمعوا رجلًا يقرأها على قبر، فأخبروا النبي ﷺ فقال: «هي المنجية، هي المانعة». ليس مجرد تلاوة إذن، بل حراسة ربانية تمتد لما بعد الحياة الدنيا.

يس.. قلب القرآن ورفيق الغفران

ومن كنوز الليل أيضًا سورة يس، التي وصفها النبي ﷺ بأنها "قلب القرآن"، والتي من قرأها كُتب له بقراءتها أجر قراءة القرآن عشر مرات. والأعجب أنها وعد بالغفران مع إشراقة الصباح: «من قرأ يس في ليلة أصبح مغفورًا له». وكأنها مفتاحٌ يغلق على ذنوبك مع الليل، ويفتح لك صفحة نقية مع الفجر.

المعوذتان والإخلاص.. الحصن الليلي

أما سور الإخلاص والفلق والناس، فهي أشبه بدروع خفيفة لكنها تحمي الجسد والروح معًا. فقد أوصى النبي ﷺ بقراءتها دُبر كل صلاة، وجعلها وقاية من الشرور والوساوس، حتى سُمّيت بالمعوّذات. وفي الليل، يتضاعف أثرها كحصن من هموم اليوم ومخاوف الغد.

آية الكرسي.. بوابة الجنة

وإذا كانت بعض السور تُرافق المسلم حتى القبر، فإن آية الكرسي تعِده بالجنة ذاتها، إذ قال النبي ﷺ: «من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت». وكأنها بطاقة عبور محفوظة، بانتظار لحظة الرحيل.

أكثر من عبادة.. منهج يومي

العجيب أن الصحابة لم يتعاملوا مع هذه السور على أنها مجرد أدعية ليلية، بل كمنهج ثابت: ختمٌ للنهار، وبداية لعلاقة خاصة مع الله في الليل. كانوا يعتبرونها عُدةً للموت وحياةً جديدة مع كل فجر.


ما بعد صلاة العشاء ليس فراغًا روحيًا، بل بداية لرحلة إيمانية تُعيد ترتيب علاقة المسلم مع نفسه وربه. بين سورة الملك المنجية، ويس قلب القرآن، وآية الكرسي الحافظة، والمعوذتين الحصن المنيع، تتكوّن خريطة ليلية تضمن لك السكينة في الدنيا، والأمان في القبر، والجنة في الآخرة.