بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

وصف مخاوف مهاجمة «الناتو» بالهراء

«بوتين» يغازل «ترامب»

بوابة الوفد الإلكترونية

تعهد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بالرد سريعا على ما وصفه بـ»العسكرة المتصاعدة» فى أوروبا، رافضا فى الوقت نفسه المخاوف الغربية من أن موسكو تخطط لمهاجمة حلف شمال الأطلسى واصفا تلك المخاوف بأنها «هراء».
وفى خطاب مطول ألقاه فى مدينة سوتشى خلال الجلسة العامة لمنتدى فالداى، وهو التجمع السنوى الذى يستعرض فيه بوتين رؤيته للشؤون العالمية أمام مسؤولين وخبراء فى السياسة الخارجية، قال إن موسكو تتابع عن كثب التطورات العسكرية فى القارة ولا يمكنها أن تغض الطرف عما يجري، مؤكدا أن أى رد روسى لن يتأخر.
جاءت تصريحات بوتين بينما كان 45 زعيما أوروبيا يجتمعون فى كوبنهاجن فى قمة مخصصة لتعزيز الدعم لأوكرانيا وتسريع برامج الدفاع الأوروبية لمواجهة العدوان الروسي، وذلك بعد أسابيع من تسجيل عدة دول أوروبية اختراقات لطائرات مسيرة روسية أثارت قلقا متزايدا من أن موسكو تختبر صلابة الناتو.
وفى الوقت الذى صعد فيه خطابه ضد أوروبا، اختار بوتين أن يتخذ نبرة تصالحية تجاه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، رغم تصريحات الأخير المهينة له فى الآونة الأخيرة. فقد أثنى عليه علنا قائلا: إن وجود ترامب فى السلطة كان يمكن أن يمنع اندلاع الحرب فى أوكرانيا، وهو الخطاب الذى يردده ترامب نفسه باستمرار فى تجمعاته.
ورأت تقارير أن هذه الإشادة تعكس محاولة من بوتين لاستعادة ود ترامب الذى ظل يتأرجح بين انتقاد موسكو وتبرير تحركاتها. ففى الأسابيع الأخيرة بدا أن كييف تحقق اختراقا سياسيًا بعدما أعرب ترامب عن خيبة أمله فى بوتين متهما إياه بإطالة أمد الحرب، وواصفا الاقتصاد والجيش الروسيين بأنهما «نمر من ورق».
ووفق صحيفة وول ستريت جورنال فقد سمح ترامب مؤخرا لوكالات الاستخبارات الأمريكية والبنتاجون بمشاركة أوكرانيا بمعلومات حساسة تمكنها من ضرب أهداف طاقة داخل العمق الروسي، فى تحول كبير للسياسة الأمريكية، فيما كثف الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى ضغوطه على واشنطن للحصول على صواريخ توماهوك كروز وباراكودا بعيدة المدى القادرة على ضرب أهداف تصل إلى 500 ميل.
ومع ذلك تجاهل بوتين إهانات ترامب السابقة، معولا على أن يغير الأخير موقفه مجددا. وزير الخارجية الروسى سيرغى لافروف وصف ترامب بأنه «محاور مريح يعرف كيف يستمع»، مضيفا أن موسكو تريد استعادة كاملة للعلاقات مع الولايات المتحدة، وأشاد بإدارة ترامب لصراحتها وافتقارها للنفاق.
بوتين بدوره حاول التقليل من أثر وصف ترامب له بـ»النمر الورقي» قائلا إن العبارة ربما كانت ساخرة، متسائلا إذا كانت روسيا التى تقاتل الناتو بأكمله مجرد «نمر ورقى» فما هو الناتو إذن.
كما امتدح بوتين مبادرة ترامب لإنهاء حرب غزة وأشاد بالدور الذى قد يلعبه رئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير فى هذا المسار، وروى تفاصيل شخصية عن قضاء ليلة فى منزل بلير وشرب القهوة معه فى الصباح بملابس النوم، فى محاولة لإظهار تقارب غير تقليدى.
لكن لهجته تجاه أوروبا كانت أكثر حدة إذ اتهم «النخب الأوروبية» بإفشال فرص السلام فى أوكرانيا وإثارة الهستيريا. وقال: «إنهم يرددون هذا الهراء مرارا وتكرارا بأن روسيا ستهاجم الناتو. إذا كانوا يصدقونه فهم غير أكفاء تماما لأنه من المستحيل تصديق هذا، وإذا لم يصدقوه فهم ببساطة غير صادقين».
كما ندد بوتين باعتقال فرنسا هذا الأسبوع لطاقم ناقلة نفط روسية من «أسطول الظل» يشتبه فى استخدامها منصة لإطلاق طائرات مسيرة أجبرت مطارات دنماركية على الإغلاق. ووصف العملية بأنها «قرصنة فى المياه المحايدة».
وعلى صعيد المعارك فى أوكرانيا، لم يبد بوتين أى استعداد لتسوية أو تنازل، مؤكدا أن هدفه يبقى إجبار كييف على الاستسلام. وأصر على أن القوات الروسية تتقدم بثبات على طول الجبهة رغم التقديرات الغربية التى تقول إن روسيا تكبدت خسائر بشرية تجاوزت المليون قتيل، وهو رقم يفوق بكثير خسائر أوكرانيا. وقال إن على كييف التفكير جديا فى بدء المفاوضات نظرا لحجم خسائرها.
فى المقابل قال زيلينسكى خلال اجتماع مع القادة الأوروبيين فى كوبنهاغن إن روسيا تصعد من أعمالها التدميرية وحث القارة على إظهار إرادة سياسية للتحرك سريعا. وأضاف أن الأمن الحقيقى لا يمكن أن يتحقق إلا عبر العمل المشترك والجهود الموحدة، داعيا إلى زيادة الضغط الآن لإجبار روسيا على إنهاء الحرب وتغيير سياساتها.