بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

من برشلونة إلى روما ودبلن

المظاهرات تجتاح أوروبا ضد الحصار الإسرائيلى

بوابة الوفد الإلكترونية

شهدت عواصم ومدن أوروبية كبرى موجة غير مسبوقة من الغضب الشعبى بعد اعتراض قوات الاحتلال الإسرائيلية أسطول الصمود العالمى الذى كان متجها إلى غزة محملا بالمساعدات الإنسانية. خرج الآلاف إلى الشوارع فى إسبانيا وإيطاليا وأيرلندا وفرنسا وألمانيا وسويسرا، بينما اتسعت رقعة الاحتجاجات لتصل إلى مدن خارج القارة مثل بوينس آيرس ومكسيكو سيتى وكراتشى وإسطنبول، فى مشهد يعكس تزايد العزلة الدولية لإسرائيل بسبب حربها المستمرة على غزة.
بدأت شرارة الاحتجاجات عقب قيام الجنود الاحتلال الإسرائيليين المدججين بالسلاح بالصعود إلى نحو أربعين سفينة شاركت فى الأسطول واعتقال أكثر من أربعمائة ناشط أجنبى، من بينهم الناشطة السويدية الشهيرة جريتا ثونبرج، ما أثار موجة إدانات دولية عارمة اعتبرت أن إسرائيل لا تستهدف فقط الفلسطينيين بل تحارب أيضا الجهود الإنسانية العالمية.
فى برشلونة، تحولت التظاهرات إلى احتجاجات عنيفة، حيث هاجم محتجون متاجر ومطاعم عالمية وكتبوا شعارات معادية لإسرائيل على جدرانها. شملت الأهداف فروع ستاربكس وبرغر كينج وكارفور، واتهمها المتظاهرون بالتواطؤ مع الهجوم على غزة. وقال أحد المشاركين ويدعى أكرم أزاهوماراس إن المظاهرات هى الوسيلة الوحيدة للتعبير عن التضامن مع غزة، لكنه اعتبر أن أعمال التخريب لا تخدم القضية وأن الاحتجاج السلمى بالكلمة أصدق وأكثر تأثيرا.
وفى إيطاليا، صعّد الطلاب تحركاتهم حيث احتلوا جامعات كبرى مثل لا سابينزا فى روما وستاتالى فى ميلانو، كما منعوا الوصول إلى جامعة بولونيا عبر إغلاق المداخل بإطارات السيارات. وفى تورينو أغلق مئات المحتجين الطريق الدائرى الرئيسي، فيما شهدت روما تجمعا مفاجئا لأطباء وممرضين وصيادلة قرأوا أسماء 1677 من العاملين الصحيين الذين قتلوا فى غزة وأضاءوا المصابيح تكريما لهم. النقابات الإيطالية دعت أيضا إلى إضراب عام تضامنا مع الأسطول، وأعلنت عن تنظيم أكثر من مئة مسيرة وتجمع فى أنحاء البلاد خلال الأيام المقبلة.
وانتقد وزير الدفاع الإيطالى غيدو كروسيتو هذه الاحتجاجات بحدة وكتب على منصة إكس متسائلا إن كان إغلاق محطة قطارات أو طريق سريع أو تدمير متجر فى إيطاليا يمكن أن يخفف معاناة الشعب الفلسطيني، معتبرا أن ما يجرى لا يحقق أى نتيجة عملية. لكن منظمات طلابية ونقابية ردت بأن الهدف هو الضغط السياسى على حكومة روما لوقف صفقات السلاح مع إسرائيل.
أما فى بقية أوروبا، فقد امتلأت شوارع باريس وبرلين وجنيف ودبلن بالآلاف الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية وهتفوا ضد الحصار. وفى أيرلندا خرجت مسيرات ضخمة فى دبلن تضامنا مع غزة، بينما شهدت سويسرا وقفات احتجاجية أمام المقرات الدولية. وفى إسطنبول احتشد مئات أمام السفارة الإسرائيلية رافعين لافتات كتب عليها «إسرائيل تقتل الإنسانية لا غزة» و«لا تصمتوا لا تجلسوا قفوا».
وبالتزامن مع هذا الغضب الشعبى المتصاعد، يتواصل نزيف الدم فى غزة حيث تشير بيانات السلطات الفلسطينية إلى استشهاد أكثر من 66 ألف شخص منذ اندلاع الحرب. هذا الرقم المروع بات حاضرا فى كل تظاهرة ووقفه احتجاجية، فيما يرى المحتجون أن استمرار إسرائيل فى استهداف المدنيين ومنع المساعدات الإنسانية يفرض على المجتمع الدولى اتخاذ خطوات أكثر صرامة لوقف الكارثة.