مع مَن تكون المرأة في الجنة إذا تزوجت أكثر من رجل؟

أجاب الدكتورعطية لاشين أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون، عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، عن سؤال قالت فيه: "تزوجت رجلًا ثم طلقني، فتزوجت بعده بآخر فتوفي، ثم تزوجت بعده بثالث، فمع أيٍّ منهم أكون في الجنة؟"، فجاءت الإجابة لتثير نقاشًا واسعًا حول هذه المسألة الفقهية.

الاستشهاد بالقرآن والسنة

استهلّ لاشين إجابته بالاستدلال بآيات من القرآن الكريم تؤكد اجتماع الأزواج في الجنة، حيث قال الله تعالى:﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ ۝ هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ﴾ [يس: 55-56].

كما أشار إلى قوله تعالى: ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ...﴾ [الرعد: 23]، وبيّن أن الحياة الأسرية المبنية على طاعة الله هي التي تُثمر في الآخرة اجتماع الأزواج في نعيم الجنة.

الآراء الثلاثة للفقهاء

1. المرأة لأحسن أزواجها خُلقًا

ذهب فريق من العلماء إلى أن المرأة تكون مع الزوج الأحسن خلقًا، واستندوا إلى حديث منسوب للنبي ﷺ رواه القرطبي في التذكرة، عن أم حبيبة رضي الله عنها، إلا أن الحديث ضعيف جدًّا بسبب ضعف سنده، مما جعل هذا الرأي غير قوي من الناحية الحديثية.

2. المرأة تُخيّر بين أزواجها

رأي آخر قال إن المرأة تُخيّر يوم القيامة بين أزواجها فتختار من تشاء، غير أن هذا القول لا يقوم على دليل صحيح، وبالتالي ضعفت حجّيته عند العلماء.

3. المرأة لآخر أزواجها.. القول الراجح

الرأي الثالث وهو الأرجح عند د. لاشين، أن المرأة تكون في الجنة مع آخر أزواجها في الدنيا. واستند إلى ما رواه الطبراني في الأوسط عن أم الدرداء رضي الله عنها، أنها رفضت الزواج من معاوية بن أبي سفيان بعد وفاة أبي الدرداء، وقالت: "سمعت رسول الله ﷺ يقول: أيما امرأة توفي عنها زوجها فتزوجت بعده، كانت لآخر أزواجها"، وأضافت: "وما كنت لأختارك على أبي الدرداء"، كما ورد عن النبي ﷺ قوله: "إن المرأة لآخر أزواجها".

خلص  لاشين إلى أن المرأة إذا تزوجت أكثر من مرة في حياتها، فإنها في الجنة تكون مع آخر أزواجها، معتبرًا أن هذا الرأي هو الأقوى والأثبت بالأدلة الشرعية.