أخطر الأمراض المناعية:
الذئبة.. الحمراء
الفراشة مرض مرتبط بجودة الحياة ويؤدى إلى الوفاة
فى مصر يصيب 6.1 حالة لكل 100.000 نسمة من البالغين بنسبة 1.2 لكل100.000 للذكورو 11.3 لكل 100.000 للإناث
الاستروجين وراء إصابة 90%من النساء
(الذئبة الحمراء أو الذئبة الجهازية (SLE).. مرض مناعى ذاتى مزمن يهاجم فيه الجهاز المناعى أنسجة الجسم السليمة، مسببًا التهابات وأضرارًا فى عدة أجهزة وأعضاء. قد تؤثر على الجلد والمفاصل والكلى والدم والجهاز العصبى وغيره المرض يمر عادة بمراحل من الانتكاس والهدوء فى شدّته وأعراضها «والذئبة» ليست مرضًا نادرًا تمامًا، لكنها تختلف فى التوزّع الجغرافى والعرقى، كما أن تباين الأعراض يجعل تشخيصها تحديًا فى كثير من الأحيان.. وهنا تكمن الخطورة إذا ما علمنا أنه بمصر الآن زيادة ملحوظة فى نسب الإصابة وأن الإصابة أعلى بين النساء بنسبة 90% مقارنة بالرجال.... وتكمن خطورة الذئبة الحمراء فى أنها تحاكى أمراضًا كثيرة لتنوع وتتداخل الاعراض، مع ملاحظة أن كل مريض قد تظهر عليه أعراض دون الاخرى..حيث إن الأعراض العامة الشائعة تتمثل فى حمى منخفضة متكررة أو متقطع، آلام فى المفاصل والتهاب.. حول هذا المرض النادر والذى أصبح يستدعى دق ناقوس الخطر ومع محاولات إنتاج وطرح مضادات وعلاجات ومحاولات للتصدى له يدور التقرير التالي؟!!!).
بشكل عام لا يوجد رقم دقيق موحّد لعدد المصابين بالذئبة عالميًا لأنها تختلف من دولة لأخرى، وتعتمد على الوعى والتشخيص، لكنها تصيب الملايين وتُشخّص ضمن الفئة العمرية بين 15 و45سنة ومقارنة الإناث إلى الذكور عالية بين 8:1 و10:1 تقريبًا، فيما يخص مصر فهى ووفقا لدراسة شاملة على 3661 مريض ذئبة من أقسام الروماتيزم فى أنحاء مصر، تم تقدير الانتشار لدى البالغين بـ 6.1 حالة لكل 100.000 نسمة (1.2 / 100.000 للذكور، 11.3 / 100.000 للإناث). وكان بداية عمر المرض العشرينات وفى عينة اخرى كان عدد الإناث 3296 مقابل 365 ذكورً (أى نسبة ~9.03.
فى عيّنة شملت 770 مريضًا فى (قسـم الذئبة فى قصر العيني) كانت الأعراض الشائعة، الإصابة بمرض الكلى لـ67.8٪ ومضاعفات على الغشاء الموازن للسوائل، مثل الغشاء البلورى أو التامور) فى 55.2٪
والمظاهر الجلدية والفموية (تقشر، قرح فموية) فى 90.8٪ (من ضمنها قرح فموية فى 52.5٪) والاعتلال العصبى النفسى كان فى 44.3٪ من الحالات...وفى هذه العينة، معدّل الوفيات كان منخفضًا نسبيًا، 33 حالة وفاة من 770 مريضًا (4.3٪) خلال فترة المتابعة. وتبين أن هناك عوامل تؤثر فى زيادة خطر الوفاة فى هذه الدراسة تضمنت العدوى (خصوصًا البكتيرية).
وفى دراسة ذات مركزٍ واحد فى القاهرة عن 1109 مرضى، وجد أن الأعراض الشائعة كانت التهاب المفاصل (76.7٪) والطفح الجلدى على الخدّ (malar rash) فى 48.5٪، وانخفاض عدد الكريات البيضاء (leukopenia) فى 45.7٪، والحساسية الضوئية فى 45.6٪.
فى الحالات الطفولية (juvenile SLE) فى مصر، أظهرت دراسات أن الكلية تُشارك بشكل كبير: فى إحدى الدراسات على 207 طفلًا، حدوث التهاب الكلى كان فى 67٪ من الحالات مع الوقت.
فى دراسة على الأطفال المصريين (404 حالة 16 سنة)، متوسط عمر المرض عند البداية كان 11.1 سنة، ونسبة الإناث إلى الذكور ~7.2:1.
وفى تحليل جودة الحياة لمرضى الذئبة فى مصر (عيّنة من جامعة سوهاج)، لاحظت الدراسة أن نشاط المرض (مقياس SLEDAI) يرتبط بانخفاض جودة الحياة فى عدة مجالات.
من فترة ليست ببعيدة ولأهمية الموضوع وتنامى الحالات رغم انخفاضها نسبيًا بمصر فى الوقت الحالى..أطلقت إحدى شركات الأدوية الرائدة بمصر والخارج عقار «سافنيلو».. وهو أول مضاد الفوروماب معتمد للذئبة الحمراء مسجل فى مصر. يمثل توفر هذا العقار فى السوق نقلة نوعية تواكب جهود الدولة فى تعزيز التعاون مع القطاع الخاص لتطوير خدمات الرعاية الصحية، دعمًا لرؤية مصر الصحية 2030، التى تستهدف بناء نظام صحى متكامل يضمن حياة صحية وآمنة لجميع المواطنين.
ومن جانبه أوضح الدكتور كامل حشمت، استشارى أمراض الباطنة والمناعة والروماتيزم بكلية طب القصر العينى، أن الذئبة الحمراء مرض مناعى مزمن يمكن أن يصيب أى عضو فى الجسم، ويصيب 1 من كل 1000 شخص، ما يتم تشخيصه بين النساء فى الفئة العمرية من 15 إلى 44 عامًا، حيث تمثل النساء نحو 90% من الحالات. كما بلغ معدل انتشار مرض الذئبة الحمراء بين البالغين فى مصر حوالى 6.1 لكل 100.000 نسمة.
وأضاف: «يؤثر المرض على الكثير من الأعضاء مثل المفاصل والكلى والجلد والجهاز العصبى المركزى والقلب والرئتين بالإضافة إلى مضاعفات أخرى قد تنتج من المرض ذاته أو من العلاجات المستخدمة مثل هشاشة العظام وارتفاع الضغط والسكرى وقد تتطور إلى تلف الأعضاء أو الوفاة. كما أن أكثر من نصف المرضى يُصابون بتلف عضوى خلال السنوات العشر الأولى من التشخيص، بينما يظل خطر الوفاة لديهم مضاعفًا مقارنةً بعامة السكان، ما يبرز الحاجة لعلاجات أكثر دقة وفعالية».
وأوضحت الدكتورة غادة الميردنلى، استشارى أمراض الباطنة والمناعة والروماتيزم بكلية طب القصر العيني: «أن هذا المرض يعد قضیة صحیة عامة ذات أولویة نظرًا لتأثيراته الصحیة والنفسیة. ولا تقتصر آثار الذئبة الحمراء على الأعراض الجسدية فقط، بل تؤثر على كل جوانب حياة المرضى، بدءًا من القدرة على العمل وصولًا إلى الحفاظ على العلاقات الاجتماعية. وتزداد هذه التحديات لدى النساء فى سن الإنجاب، حيث ترتفع مخاطر ارتفاع ضغط الدم، والولادة المبكرة، والإجهاض مما يستدعى متابعة طبية دقيقة لحماية الأم والجنين».
الدكتورشريف وجيه، رئيس القطاع الطبى بشركة أسترازينيكا مصريرى ان إطلاق عقار لعلاج الذئبة الحمراء فى مصر، يعد أولى الخطوات الجادة فى مجال أمراض المناعة الذاتية، ومرحلة جديدة من العلاجات البيولوجية الدقيقة لمرضى الذئبة الحمراء. وتُعد هذه العلاجات طفرة علمية رائدة، تستند إلى آلية تستهدف بدقة المسارات الحيوية المسئولة عن تطور المرض بهدف الحد من تأثيره والسيطرة عليه. وهو انجاز لا يعد ابتكارًا علميًا فقط، بل يفتح آفاقًا جديدة فى كيفية التعامل مع تلك الأمراض، ويمنح الأمل لفئة من المرضى عانوا طويلًا من محدودية الخيارات العلاجية». وأشار إلى ان منطلق المسؤلية المجتمعية والشراكة مع وزارة الصحة وجهات عديدة بالقطاع الصحى مستمرين لتقديم حلول علاجية للأمراض المناعية، ولذلك العقار المشار اليه يعد خيارًا فعالًا للمرضى الذين يعانون من الذئبة الحمراء الجهازية بدرجاتها المتوسطة إلى الشديدة.
ويأتى ذلك تتويجًا لجهود الشركة فى مجال أمراض المناعة الذاتية والذئبة الحمراء، حيث قمنا بتدريب 650 طبيبًا على أحدث الأساليب فى تشخيص وعلاج الذئبة الحمراء، مع التركيز على المناهج الجديدة فى إدارة المرض، ولذلك أسهموا فى تأسيس خمس عيادات متخصصة للذئبة الحمراء على مستوى الجمهورية داخل القطاع العام، بما يعزز فرص المرضى للحصول على الرعاية الطبية المتقدمة. فى إطار رفع مستوى الوعى لدى المرضى، بالإضافة الي تنظيم أربع فعاليات توعوية حول مرض الذئبة الحمراء، والتى وصلت إلى 7 ملايين مواطن، بهدف تقديم الدعم والمعلومات الضرورية للمرضى وعائلاتهم حول التعامل مع المرض.
ولذا يمثل دواء «سافنيلو» أمل متجدد لآلاف المرضى، ويعد نقطة مضيئة فى مسيرة تطوير الرعاية الصحية فى مصر والمنطقة، فى خطوة تعكس تطور القطاع الدوائى المحلى وسعيه لمواكبة المعايير العالمية فى تقديم خدمات علاجية متقدمة.
فى النهاية
- مرض الذئبة الحمراء هو مرض مناعى معقّد ومتعدد الأوجه، يصعب تشخيصه أحيانًا لأنه يحاكى أمراضًا كثيرة.
- التشخيص يعتمد على تكامل الأعراض السريرية والفحوصات المناعية، ويجب أن تُجرى المتابعة المستمرة لتقييم النشاط المرضى والوقاية من المضاعفات.
- مصر لديها إنجازات بحثية مهمة فى دراسة الذئبة على مستوى وطنى ومحلى، لكن البحوث لا تزال تفتقر إلى التغطية الشاملة فى المناطق كافة.
- من المهم تعزيز الوعى بين الأطباء فى المراحل الأولى (الرعاية الأولية) حول علامات الذئبة المبكرة لضمان التشخيص المبكر.
- دعم البنية التحتية لفحوصات المناعة المتقدمة، وتسهيل الوصول إلى الأدوية الحديثة والعلاج البيولوجى فى مصر، يعدّ من الضروريات.
- التشجيع على مزيد من البحوث الجينية والبيئية على المدى الطويل لفهم العوامل المحلية التى قد تؤثر فى نمط المرض لدى المصريين.
- العناية المتكاملة للمريض — طبى، نفسى، اجتماعى — ضرورية لتحسين جودة الحياة وتقليل المضاعفات.
