منتخب الشباب واستمرار الفشل
فشل منتخب الشباب فى كاس العالم المقامة حاليا فى تشيلي تكشف استمرار حالة انعدام المواهب فى الرياضة المصرية سواء على مستوى اللاعبين وحتى على مستوى المدربين .. مقارنة بالانجاز الذى فعله المنتخب المغربي بالفوز علي اسبانيا والبرازيل ملوك كرة القدم فى العالم وضمان الصعود الى دور الـ16 بدون معاناة كبيرة
خسارة منتخبنا امام اليابان ونيوزيلندا الضعيفة كشف أن اللاعبين عديمى الموهبة وأن الكلام الذى يتردد عنهم مجرد بلونة وفقعة فى الهواء ونفس الامر على المدير الفنى الذى وقف فى المبارتين عاجزا عن فعل أى شيء ومصر على طريقة لعبه التى أثبتت فشلها لأنه لا يعرف الا هذه الطريقة وكانت النتيجة الخروج المهين بدون نقطة واحدة.
وما جرى فى تشيلى هو استمرار لسلسلة فضائح الرياضة المصرية بسبب الفساد الذى ينخر فى اروقتها وخصخصة مراكز الشباب وتحويلها وتأجيره بدعوى الاستثمار الذى ادى الى حرمان المواهب الحقيقية من ممارسة الرياضة والتوجه الى المخدرات والتطرف الفكرى والديني .. وتحولت الاكاديميات الى سبوبة الهدف منها الربح فقط وليس البحث عن المواهب الطبيعية غير المصنعة وتنميتها والارتقاء بها.
ما جرى فى تشيلى كشف عورة اتحاد الكره المسئول عن حالة التردى التى وصلنا إليها مقارنة بالمنتخب المغربي الشقيق وسبق ان طلبت من المسئولين فى اتحاد الكره ووزارة الشباب ان يذهبو يتعلموا من المغرب ومن أكاديمية الملك محمد الخامس ومن الخطة التى وضعها فوزى لقجع رئيس اتحاد الكرة هناك والتى أتت ثمارها فى كاس العالم للكبار واحتكار البطولات الافريقية على مستوى المنتخبات لجميع الأعمار.
فليس عيبا أن نتعلم من الآخرين ولكن العيب أن يستمر الفساد ينخر كالسوس فى المنظومة الرياضية.. ويقتل المواهب الحقيقة فى الريف وفى المدن الصغيرة وفى المدارس وان تعود مراكز الشباب ملكا للشعب الكل يمارس الرياضة فيها بالمجان وان تعود الساحات الشعبية للعمل كما كانت عليه وقت تأسيسها وان يكون القائمين على هذه الكيانات من المحترفين المؤهلين وأصحاب الخبرات الحقيقية وليس من أصدقاء الشلة لكل مسؤول رياضى فى هذه البلد
فالشللية سبب ثانى لنكسه الرياضة المصرية وكرة القدم على وجه الخصوص حتى فى الاعلام الرياضى من يقيم ويحلل هم مجموعة من المدربين الفاشلين الذين لم نر لهم بصمة فى الرياضة او شلل من الإعلاميين تربطهم علاقات مقدمى البرامج الذين يبحثون عن التريند وإثارة الجدل والتعصب الرياضى.. حتى المعلقين المصريين هم الأسوأ فى أدائهم مقارنة بالمعلقين العرب الذين سبقونا بمراحل فى هذا المجال الذى كنا رواده ..
ما حدث لمنتخب الشباب فى تشيلى هو جرس انذار جديد للحالة التى وصلت اليها كرة القدم فى مصر بلد سكانها 110 ملايين نسمة و60% من هم شباب ولديهم مواهب لكن تحتاج الى رؤية واستراتيجية لاكتشافها من خلال آليات علمية ومدربين قادرين على اكتشاف المواهب ورعايتها وعلى الجيل الحالى من المسئولين عن الرياضة أن يتواروا ويتركوا الفرصة لأجيال جديدة قادرة على ادارة هذا الملف بكل مكوناته والنهوض به.