فيسبوك يطلق أدوات ذكاء اصطناعي جديدة لتغيير تجربة المواعدة الرقمية

في خطوة جديدة تعكس سعيها المستمر لتعزيز حضورها في عالم التطبيقات الاجتماعية، أعلنت شركة ميتا عن إضافة ميزتين تعملان بالذكاء الاصطناعي إلى خدمة المواعدة الخاصة بفيسبوك.
تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه تطبيقات المواعدة التقليدية حالة من التباطؤ والملل بين المستخدمين، الأمر الذي دفع الشركة إلى تقديم أدوات تفاعلية أكثر تطوراً قد تغيّر تجربة البحث عن شريك.
الميزة الأولى تحمل اسم "مساعد المواعدة"، وهو روبوت محادثة يعتمد على الذكاء الاصطناعي لمساعدة المستخدمين في العثور على شركاء محتملين بناءً على اهتماماتهم وتفاصيل حياتهم.
وبحسب ما جاء في مدونة فيسبوك الرسمية، يمكن للمستخدم ببساطة كتابة طلب مثل: "ابحث لي عن فتاة من بروكلين تعمل في مجال التكنولوجيا"، ليبدأ المساعد في اقتراح خيارات تتناسب مع هذا الوصف.
ولا يقتصر دور المساعد على تقديم اقتراحات المواعدة فحسب، بل يساعد أيضاً في تحسين الملف الشخصي للمستخدم من خلال توصية بتعديلات أو إضافات تجعله أكثر جاذبية للطرف الآخر.
أما الميزة الثانية، فهي "Meet Cute"، والتي تعتمد على خوارزمية مطابقة شخصية صممت لعرض خيارات متجددة للمواعدة بشكل أسبوعي، ورغم أن ميتا لم تكشف تفاصيل دقيقة حول كيفية عمل هذه الخوارزمية، فإنها أوضحت أن المستخدم يمكنه تعطيلها في أي وقت إذا لم يرغب في تلقي الاقتراحات.
ويهدف هذا الابتكار إلى كسر الروتين الذي يواجهه كثيرون عند استخدام تطبيقات المواعدة، حيث يجد البعض صعوبة في التعرف إلى أشخاص جدد أو الملل من تكرار نفس التجربة.
ومن المقرر أن يتم طرح الميزتين تدريجياً في الولايات المتحدة وكندا، على أن يُختبر مدى تقبّل الجمهور لهما قبل التوسع في أسواق أخرى.
وتراهن ميتا على أن استخدام الذكاء الاصطناعي في المواعدة سيمنح مستخدمي فيسبوك تجربة أكثر مرونة وتخصيصاً، خصوصاً في ظل المنافسة الشرسة التي تواجهها الشركة من تطبيقات مثل "تيندر" و"بامبل" و"هينج".
ومع ذلك، تثير هذه الخطوة العديد من التساؤلات حول الخصوصية والأمان، خاصة أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات حساسة مثل العلاقات الشخصية قد يفتح الباب أمام مخاطر جديدة تتعلق بجمع البيانات وتحليلها، فبينما يرحب البعض بالفكرة باعتبارها وسيلة مبتكرة لتسريع العثور على شريك مناسب، يرى آخرون أنها قد تجعل العلاقات أكثر سطحية وتخضع لخوارزميات قد لا تعكس الواقع دائماً.
ورغم هذه المخاوف، فإن دخول ميتا على هذا الخط يعكس إدراكها لحاجة المستخدمين إلى تجارب أكثر تفاعلاً وواقعية في عالم المواعدة الرقمية. فالميزة ليست مجرد محاولة لإضافة أدوات جديدة، بل تعكس توجه الشركة لدمج الذكاء الاصطناعي في تفاصيل الحياة اليومية، حتى في أكثر المجالات خصوصية.
وبينما ينتظر المستخدمون في أميركا الشمالية تفعيل هذه المزايا الجديدة، يبقى السؤال مفتوحاً: هل سيصبح الذكاء الاصطناعي طرفاً أساسياً في معادلة الحب والعلاقات، أم أن الاعتماد عليه سيزيد من تعقيد رحلة البحث عن شريك حقيقي؟
بهذا الطرح، تدخل ميتا مرحلة جديدة من المنافسة في سوق المواعدة الرقمية، محاولة أن تجعل من فيسبوك ليس فقط منصة للتواصل الاجتماعي، بل أيضاً جسراً يقود إلى قصص حب قد تبدأ بخوارزمية وتنتهي بعلاقة واقعية.