بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

نتنياهو يقود إسرائيل إلى الجحيم

لم يعد المشهد الدولي كما كان قبل سنوات فالمعادلة انقلبت رأسا على عقب، وإسرائيل التي طالما احتمت بغطاء الغرب وجبروت القوة تجد نفسها اليوم عارية أمام العالم، اعترافات متتابعة من دول كبرى بوجود دولة فلسطين، انسحابات مدوية من قاعات الأمم المتحدة، إدانات قضائية متلاحقة، ومظاهرات تملأ شوارع العواصم كل تلك الاحداث تشكل موجة كاسحة تنزع آخر أوراق التوت عن الاحتلال ، العالم يضع فلسطين في قلب الخريطة بينما يزج بإسرائيل إلى زاوية الدولة المارقة التي تحاصرها الحقائق وتفضحها الجرائم.

الاعترافات الدولية ليست وحدها ما يضغط على إسرائيل فانسحاب الوفود من قاعات الأمم المتحدة أثناء خطاب نتنياهو وقرارات محكمتي العدل والجنائية الدوليتين وتنديدات المؤسسات الأممية المتكررة، جميعها تشكل عملية تفتيت سياسي لإسرائيل يضعها في خانة الدولة المارقة أمام المجتمع الدولي ويكشف هشاشتها الأخلاقية والسياسية ، نتنياهو نفسه صار العامل الأهم في هذا الانهيار ، تصريح ألمانيا بأن إسرائيل تقوم بالعمل القذر نيابة عن العالم لم يكن مجرد تعليق بل كشف فضيحة دولة تدعي القوة وتغرق في الخزي الأخلاقي، الرجل وزوجته التي تكتفي بمحاولة إخفاء ملامحها خلف فلاتر الصور على مواقع التواصل أصبحا رمزا للمطاردة الدولية لا حصانة لهما، ولا ملاذ آمنًا.

الجرائم اليومية في غزة والضفة والهجمات المتكررة على اليمن ولبنان وسوريا والعراق وإيران، كل هذا ساهم في إعادة القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمام الدولي  عشرات المظاهرات العالمية دول تغير مواقفها، الإعلام الدولي يسلط الضوء على مأساة غزة كل يوم حتى صارت الأمم المتحدة تقول القضية الفلسطينية أكثر قضية نوقشت في أروقتنا.

اليوم صارت إسرائيل لا تمتلك أي غطاء أخلاقي كل اعتراف جديد بفلسطين هو مسمار إضافي في نعش الاحتلال ، كل تقرير صحفي كل مظاهرة كل قرار دولي يزيد من عزلة الدولة المارقة ويضعف شرعيتها فلسطين تتحول إلى حقيقة يفرضها صمود شعبها، وتكرسها الشرعية الدولية، وتؤكدها المقاومة اليومية على الأرض.

اليوم إسرائيل لا تواجه فلسطين فقط على الأرض، بل تواجهها في كل ميدان سياسي، دبلوماسي، إعلامي وأخلاقي ، كل اعتراف دولي جديد، كل مظاهرة عالمية، كل تقرير عن جرائم الاحتلال، هو حجر آخر في جدار انهيارها ، فلسطين تنتصر بصمود شعبها، بعالم حر  يقف إلى جانبها، وبعدالة قضيتها التي لم يعد بمقدور أحد تجاهلها ، الاحتلال ينهار من الداخل قبل أن يُهزم على خارطة السياسة الدولية، ونتنياهو بكل جرائمه وغروره أصبح شاهدا على سقوطه المحتوم، ليس فقط كزعيم  بل كمجرم حرب لا مأوى له في أي مكان.