بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

صلاح نجم يكتب: التكنولوجيا وتأثير السوشال ميديا على المجتمعات

بوابة الوفد الإلكترونية

 

يؤثر التقدم التكنولوجي بشكل كبيرعلى جوانب كثيرة من حياتنا. وكلما ازداد هذا التقدم كلما أثر في تغيير نمط حياة الأشخاص. ومع الاعتماد المتزايد على الإنترنت، أصبح استخدام منصات التواصل الاجتماعي جزءا أساسيا للتواصل اليومي واستقبال المعلومات لكثير من الأشخاص في العالم. فهناك من يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة للترفيه وتقضية الوقت، وربما لإضاعة الوقت، وآخرون أدركوا مدى قوة وسائل التواصل الاجتماعي، فاستخدموها بشكلها الفعال.
كيف يمكن استخدام 
السوشيال ميديا كأداة تُساهم في بناء واستقرار الإنسان والمجتمع، بدلًا من أن تكون سببًا في قتل روح الإنسان والمجتمع؟
في محاولة جادة لدراسة تأثير الإعلام الافتراضي الإيجابي والسلبي، وفي سؤال صعب ومثير في غياب المرجعية العلمية، كيف أصبح الإعلام الافتراضي، بلغته الركيكة وأدواته البسيطة ووراء الشاشة الصغيرة، يوجه الرأي العام، يهدم قِيمًا ويبني أخرى، يُعزز وصول أفراد ويُغيِّب آخرين؟
كيف أصبح هذا العالم الافتراضي القوي يؤثر على الفرد والأسرة والمجتمع، سواء إيجابيًا أو سلبيًا؟ ماذا لو تخلينا عن الإعلام المعتمد على نظم وقواعد وأدوات وحوكمة ومعايير إلى شاشة التواصل الافتراضي؟ هل فعلًا سنرى جنون العالم قد أصبح سائدًا بدون حدود؟ ماذا لو لم نضبط علاقتنا مع هذه الوسائل لتكون أداة بناء وارتقاء واستفادة لا أداة هدم؟
الرغم من هذه الفوائد الكبيرة للتواصل الرقمي، فإنّ هناك جوانب سلبية لا يمكن إغفالها، إذ أدّى هذا النمط من التفاعل إلى الإحساس بالعزلة والانفصال عن المحيط الواقعي، فكثير من الناس أصبحوا منغمسين في عالمهم الافتراضي على حساب التفاعل البشري المباشر، كما أدّى ذلك إلى ظهور مشكلات نفسية واجتماعية جديدة، مثل الاكتئاب والقلق والإدمان على الهواتف الذكية.
علاوة على ذلك، فإن التواصل الرقمي قد أثر سلبًا على طبيعة العلاقات الشخصية والحميمية؛ فالتفاعل عبر الشاشات لا يمكن أن يحل محل التواصل الحي والمباشر، فالعناق والنظرة في العيون والاحتضان الدافئ هي من أهم مكونات التواصل البشري الأساسية، والتي يصعب تعويضها بالوسائل التكنولوجية.
كما أن التواصل الرقمي فتح الباب أمام عديد من المخاطر والتحديات الأخلاقية؛ فانتشار ظواهر مثل التنمر الإلكتروني والتحرش والخداع عبر الإنترنت، أصبح يشكل تهديدًا حقيقيًا لسلامة المستخدمين، وهذا ما يستدعي وضع إطار تنظيمي وقانوني صارم لحماية الأفراد من هذه المخاطر