زيادة اشتراكات "باصات المدارس" تضع أولياء الأمور في مأزق

تتوالى صيحات أولياء أمور طلاب المدارس الخاصة من أسعار اشتراكات الحافلات "الباصات" للعام الدراسي 2025-2026 بعد ما شهدوه من زيادات هائلة تنهش جيوبهم في المصروفات الدراسية وتلتها "السبلايز" أو متطلبات العملية التعليمية.
وفي ظل تشديد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، على التزام الطلاب بالحضور اليومي، وجد أولياء الأمور أنفسهم بين ناري تحمل زيادة الرسوم، أو اللجوء لأساليب أخرى غير آمنة للطلاب خاصة في السن الصغير.
واشتكى أولياء الأمور من زيادات هائلة في رسوم اشتراكات الحافلات في المدارس الخاصة بلغت ما يزيد عن 50 في المائة، فبعض المدارس رفعت الأسعار من 9 آلاف لـ16 ألف جنيه، وبعضها من 16 ألف إلى 25 ألف جنيه، وأخرى رفعت من 20 لـ30 ألف جنيه.
زيادة اشتراكات الباصات توجع أولياء الأمور
وقالت رودي نبيل، مؤسس جروب أولياء الأمور "معا لغد مشرق"، إن أولياء الأمور أصابهم الصدمة بسبب زيادة اشتراكات الباصات بشكل مبالغ فيه، ما ضاعف أوجاعهم وضغوطهم وشعورهم بقلة الحيلة تجاه أبنائهم، مع ضغوطات الزي المدرسي والسبلايز والمصروفات.
ولفتت إلى أن الزيادة غير المسبوقة في أسعار باصات المدارس أضافت همومًا فوق كاهل الأسر فأصبح ولى الأمر عاجزًا أمام كل هذه الصعوبات، فالراتب واحد والطلبات لا تنتهى ولا حد للأسعار في وقت يعاني فيه أغلب الناس من ضيق الأحوال الاقتصادية أغلبهم متوسطة الدخل.
وأضافت أن ذلك وضع بعض الأسر أمام خيارين كلاهما صعب بين دفع المبالغ أو البحث عن بدائل التى قد تكون غير آمنة، مشيرة إلى أن ذلك يؤثر على انتظام الطلاب في الذهاب إلى مدارسهم خاصة إذا لم تستطع بعض الأسر تحمل تكلفة المواصلات اليومية بعد حرص الوزير على عود الطالب إلى المدرسة.
وطالبت وزارة التربية والتعليم بالرقابة على المدارس الخاصة وإعادة النظر في تسعير خدمة الباصات المدرسية بما يراعي مستوى الطلاب وأولياء أمورهم والوضع الاقتصادي، مقترحة توفير كارنيهات خاصة مدعمه للطلاب بأسعار مقبولة بالتنسيق بين المدارس وأولياء الأمور ووزارة النقل لتقليل التكلفة على كل أسرة، أو دعمهم من قبل الجمعيات الأهلية أو المجالس المحلية.
أولياء الأمور بين نارين
ولفتت داليا الحزاوي، مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، إلى أن معاناة أولياء أمور طلاب المدارس الخاصة تتجدد كل عام بسبب الأعباء المالية المتزايدة خاصة في أسعار اشتراكات "الباصات" التي زيادات كبيرة كل عام لا تتناسب مع الزيادة في أسعار المحروقات وهذا يعد استغلال لحاجة أولياء الأمور لوسيلة نقل آمنة لأبنائهم.
وأضافت الحزاوي أن بعض المدارس الخاصة لا تراعِي معاناة أولياء الأمور، خاصة من لديهم أكثر من طالب في مراحل دراسية مختلفة ويكون الاهتمام بالجانب الربحي دون النظر لأي اعتبارات أخرى، وكأن جميع أولياء أمور المدارس الخاصة من الأثرياء ويتناسوا أن هناك ولي امر يلجأ للمدارس الخاصة للبحث عن جودة التعليم بها و يشترك في جمعيات أو يقترض لتوفير مصاريف الدراسة وأمام هذا الاستغلال يلجأ الكثير من اولياء الامور للبحث عن بدائل أقل تكلفة.
وأوضحت الحزاوي أن من هذه البدائل اللجوء إلى شركات نقل خاصة فهي تكلفتها أقل من باص المدرسة إلا أنها غالبًا ما تفتقر إلى عنصر الأمان، ولا توفر مشرفين مؤهلين للتعامل مع الأطفال خصوصا، كما يلجأ البعض لتوصيل أبنائهم بأنفسهم أو التنسيق مع أولياء أمور آخرين لتقسيم أيام التوصيل ومشاركة في تكلفة البنزين، لكن هذا الحل لا يناسب الجميع بسبب ظروف العمل لديهم كما انه أمر مرهق.
وطالبت الحزاوي وزارة التربية والتعليم بإعطاء ملف المدارس الخاصة أولوية حقيقية، رحمة بأولياء الأمور كما دعت إلى تشديد الرقابة على زيادات المصروفات المدرسية التي تتجاوز النسب السنوية المقررة من الوزارة في بعض المدارس، وكذلك فرض رقابة فعلية على أسعار اشتراكات الباصات، ومراجعة الزيادات بما يتناسب مع حركة أسعار المحروقات، مع وضع شرائح محددة للزيادات السنوية، للحد من الاستغلال.