فى حديث مكرر لقادة البنتاجون
«ترامب» يدعو لاستخدام مدن أمريكية ساحات تدريب عسكرية
سلطت صحيفة نيويورك تايمز الضوء على خطاب غير اعتيادى ألقاه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمام مئات القادة العسكريين فى قاعدة كوانتيكو بولاية فرجينيا وأشارت إلى أن الخطاب الذى استمر 73 دقيقة بدا فى مجمله نسخة مكررة من أحاديثه اليومية لكنه حمل فى الدقيقة الرابعة والأربعين لحظة لافتة عندما صرح بأنه قال لوزير دفاعه بيت إنه يتعين استخدام بعض المدن الأمريكية الخطيرة كمناطق تدريب للجيش
وبحسب نيويورك تايمز، فإن قرار استدعاء هذا العدد الكبير من القادة العسكريين إلى كوانتيكو أثار دهشة فى واشنطن إذ حضر الاجتماع ضباط بارزون قدموا من مواقع بعيدة مثل ألمانيا وبروكسل واليابان وكوريا الجنوبية ليجدوا أنفسهم أمام خطاب طويل مليء بالتكرار دون خطة واضحة أو مبرر رسمى لجمعهم فى هذا التوقيت اللافت خاصة أن ترامب بدا مؤخرا أكثر إصرارا على الدفع بفكرة نشر الجيش فى المدن الأمريكية بحجة مواجهة الجريمة.
وانتقد وزير الدفاع الأمريكى بيت هيجسيث بشدة «الجنرالات البدناء» ومبادرات التنوع التى قال إنها أدت إلى عقود من التدهور فى الجيش وقال فى تجمع نادر للقادة إنهم يجب أن يستقيلوا إذا لم يدعموا أجندته. وأضاف للجمهور الذى جلس فى صمت: لقد انتهى عصر المظهر غير الاحترافى. لا مزيد من اللحى
وقال ترامب للصحفيين أثناء مغادرته البيت الأبيض لحضور الحدث، إنه سيطرد القادة العسكريين إذا لم يعجبهم. وعندما صعد ترامب إلى المنصة قال ترامب مازحا: «إذا لم يعجبك كلامى، يمكنك مغادرة الغرفة. بالطبع، ستُفقد رتبتك، وسيُفقد مستقبلك».
وأوضحت «نيويورك تايمز» أن الحاضرين جلسوا فى صمت تام بينما انشغل ترامب بتكرار الموضوعات نفسها التى يرددها باستمرار فى كل مناسبة سواء فى البيت الأبيض أو خلال زياراته الخارجية فقد تحدث مجددا عن منافسه جو بايدن وعن الإعلام وعن الرسوم الجمركية والحدود وعرج على قصص شخصية من حياته مثل زيارته لمطاعم واشنطن كما عاد ليبدى امتعاضه من عدم منحه جائزة نوبل للسلام التى يرى أنه يستحقها.
ورصدت الصحيفة أن ما جرى لم يختلف كثيرا عما قاله ترامب قبلها بيوم وهو يقف إلى جانب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى البيت الأبيض أو عما قاله فى حفل تأبين تشارلى كيرك فى أريزونا أو حتى أثناء زياراته إلى قلعة وندسور وتشيكرز فى إنجلترا لكنه هذه المرة أطلق تصريحا صادما عندما تحدث عن استخدام المدن الأمريكية كساحات تدريب عسكرية وهى فكرة اعتبرتها الصحيفة مقلقة لأنها تكشف عن تصور داخلى يتجاوز مجرد نشر الجيش لضبط الأمن
وتابعت أن ترامب أدرج خلال حديثه بعض الملاحظات العسكرية السريعة مثل قوله ربما علينا التفكير فى البوارج الحربية وإشادته بقاذفات بى 2 وتذكيره بأنه كان يحب مشاهدة مسلسل النصر فى البحر القديم عن الحرب العالمية الثانية إلا أن هذه الإشارات بدت متناثرة وغير مترابطة مع سياق الخطاب.
كما تناولت «نيويورك تايمز» أسلوب الإلقاء حيث لفتت إلى أن ترامب الذى يبلغ من العمر 79 عاما ورغم ما يظهره غالبا من طاقة بدا مرهقا حيث تحول صوته تدريجيا إلى رتابة بينما كان يلهث أحيانا فى خطابه السابق بجانب نتنياهو وهو ما جعل من الصعب التمييز بين تصريحاته العابرة وبين لحظات الكشف الجدية التى قد تعكس مساره السياسى.
وذكرت الصحيفة أن ترامب حاول منذ بداية كلمته تحفيز الحاضرين على التفاعل قائلا إنه لم يدخل غرفة بهذا الصمت من قبل ثم طلب منهم أن يتجاهلوا الأعراف العسكرية إن أرادوا التصفيق أو القيام بأى شيء آخر لكنه واجه جمهورا متحفظا ظل صامتا فى معظمه حتى نهاية الخطاب.
وختمت «نيويورك تايمز» تقريرها بأن خطاب كوانتيكو لم يقدم أى مبرر واضح لهذا الحشد الكبير من القادة العسكريين لكنه سلط الضوء على ومضة نادرة أثارت القلق حين تحدث ترامب عن تحويل مدن أمريكية إلى ساحات تدريب للجيش معتبرة أن هذا التصريح يعكس ملامح خطيرة حول المسار الذى يقود به البلاد فى ولايته الثانية.