بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

رياضيون ضد إسرائيل.. حملة كبرى لاستبعاد الكيان الصهيوني من البطولات الأوروبية

بوابة الوفد الإلكترونية

في خطوة غير مسبوقة، وقع نحو خمسين رياضيًا دوليًا من مختلف الجنسيات على بيان مشترك يطالب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" باستبعاد جميع الفرق الإسرائيلية من المسابقات القارية، وذلك على خلفية الهجوم العسكري الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. 

المبادرة حملت شعار "الرياضيون من أجل السلام"، وجاءت كرسالة واضحة بأن الرياضة لا يمكن أن تبقى صامتة أمام ما وصفه الرياضيون بـ"الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان".

أسماء بارزة في مقدمة المطالبين

البيان، الذي تناقلته وسائل إعلام فرنسية على رأسها موقع "آر إم سي"، كشف عن مشاركة أسماء لامعة في عالم الرياضة، من أبرزهم النجم المغربي حكيم زياش لاعب جالطة سراي التركي، والنجم الفرنسي بول بوجبا المتوج بكأس العالم 2018 مع منتخب "الديوك"، ولاعب موناكو الحالي. كما وقع على البيان الهولندي أنور الغازي، إلى جانب الثنائي المالي شيخ دياباتي وشيخ دوكوري، إضافة إلى الملاكم البريطاني زاك شيلي والمدرب المعروف نايجل بيرسون.

الرياضيون أوضحوا أن اختلاف خلفياتهم الدينية والثقافية لم يمنعهم من التوحد خلف هذه المطالب، مؤكدين أن ما يجمعهم هو الإيمان العميق بأن "الرياضة يجب أن تكون صوت العدالة والإنسانية".

الرياضة كمنصة للسلام

الموقعون شددوا في بيانهم على أن الرياضة ليست مجرد منافسة داخل الملاعب، بل هي قوة ناعمة مؤثرة تستطيع أن تفرض رسائل إنسانية قوية. وقالوا: "كما لعبت الرياضة دورًا في مواجهة الفصل العنصري بجنوب إفريقيا، يمكنها اليوم أن تكون أداة ضغط أخلاقي لوقف معاناة المدنيين في غزة".

وأضاف البيان أن استمرار مشاركة الفرق الإسرائيلية في بطولات "يويفا" يمثل تناقضًا مع القيم التي ترفعها الاتحادات الرياضية، وفي مقدمتها المساواة ونبذ التمييز. وطالب الرياضيون بأن يكون للرياضة موقف مشابه لمواقف بعض الدول التي قاطعت أنظمة عنصرية في السابق.

أصداء متوقعة وضغوط متصاعدة

حتى الآن لم يصدر أي رد رسمي من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على هذه المطالب، لكن مراقبين يتوقعون أن تشكل هذه الخطوة بداية لموجة أوسع من الضغوط، خصوصًا في ظل تزايد الدعوات الحقوقية لمحاسبة إسرائيل.

ويشير محللون إلى أن انضمام نجوم عالميين بحجم بوجبا وزياش قد يضاعف من تأثير الحملة، نظرًا لما يتمتعان به من شعبية في أوروبا والعالم العربي. كما أن مشاركة أسماء من خلفيات مختلفة تعطي للبيان بعدًا عالميًا يتجاوز الحدود الإقليمية.

بين السياسة والرياضة

ورغم محاولات بعض الأطراف اعتبار الرياضة بعيدة عن السياسة، إلا أن البيان يضع "يويفا" أمام اختبار صعب: هل يلتزم بشعاراته المتعلقة بالإنسانية أم يستمر في التعامل مع إسرائيل كعضو طبيعي دون محاسبة؟

تاريخيًا، لم يكن هذا النوع من القرارات غريبًا عن الرياضة؛ فقد سبق أن عُلّقت عضوية جنوب إفريقيا بسبب سياسات الفصل العنصري، كما واجهت روسيا قيودًا كبيرة عقب حربها في أوكرانيا. وبالتالي فإن استبعاد إسرائيل لم يعد احتمالًا مستبعدًا إذا استمرت الضغوط واتسعت رقعة التضامن الرياضي.

خطوة أولى

يرى متابعون أن البيان قد يمثل بداية لتشكيل حركة رياضية عالمية تسعى لفرض عزلة على إسرائيل رياضيًا، في حال عدم وقف العمليات العسكرية. ومن المتوقع أن تنضم أسماء جديدة للحملة خلال الفترة المقبلة، ما سيزيد من حدة النقاش داخل الأوساط الرياضية والسياسية على حد سواء.

وفي وقت لا تزال فيه الملاعب الأوروبية تستعد لمواسمها الكروية، يبقى السؤال المطروح: هل يستجيب "يويفا" لهذه الدعوات، أم يكتفي بالمراقبة دون اتخاذ إجراءات عملية؟