بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

الكارت الأخضر.. ابتكار جديد يغير ملامح كرة القدم في مونديال الشباب

بوابة الوفد الإلكترونية

دخلت كرة القدم العالمية مرحلة جديدة من التطوير بعد الظهور التاريخي لـ"الكارت الأخضر" خلال منافسات كأس العالم تحت 20 عاماً المقامة حالياً في تشيلي، حيث خطف الابتكار أنظار الجماهير والمتابعين بعدما تم استخدامه لأول مرة في مباراة المغرب أمام إسبانيا، قبل أن يتكرر المشهد في مواجهات أخرى بالبطولة.

لحظة تاريخية للمغرب

المباراة التي جمعت المنتخب المغربي بنظيره الإسباني شهدت محطة فارقة في الدقيقة 78، حينما أشهر المدرب المغربي محمد وهبي الكارت الأخضر اعتراضاً على ركلة جزاء احتسبها الحكم لصالح "الماتادور". وبعد مراجعة تقنية الفيديو، قرر الحكم إلغاء القرار، بل وأشهر بطاقة صفراء ضد اللاعب الإسباني بسبب التمثيل. هذه اللحظة لم تكن مجرد لقطة عابرة، بل مثلت بداية عهد جديد لاستخدام التكنولوجيا بشكل أوسع داخل الملاعب.

مفهوم الكارت الأخضر

على عكس البطاقات التقليدية الصفراء والحمراء التي تصدر عن الحكام، فإن الكارت الأخضر مخصص للمدربين فقط، ويُمنح لهم الحق في الاعتراض على قرار تحكيمي مثير للجدل وطلب مراجعته عبر الفيديو، في خطوة مشابهة لنظام "التحدي" المعتمد في رياضات مثل كرة السلة والتنس.

ويحق لكل مدرب استخدام البطاقة الخضراء مرتين فقط خلال المباراة، شرط أن يتم رفعها في غضون ثوانٍ قليلة من وقوع الحالة محل الخلاف. بعد ذلك، يتوقف اللعب ويُجري الحكم مراجعة دقيقة عبر تقنية الفيديو لاتخاذ القرار النهائي.

تعزيز الشفافية

الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أكد أن إدخال هذه التجربة يندرج ضمن مشروع "الدعم بالفيديو"، والذي يهدف إلى تقليل الأخطاء التحكيمية ومنح المدربين فرصة عادلة للتدخل في المواقف المصيرية. وتعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها تطبيق الكارت الأخضر في بطولة رسمية، على أن تتم مراجعة نتائجه عقب انتهاء المونديال لتقييم إمكانية تعميمه على البطولات الأخرى.

ولم يقتصر التجديد في مونديال الشباب على هذه التقنية فقط، إذ شهدت البطولة أيضاً خطوة لافتة باستخدام الحكام للميكروفون لشرح بعض القرارات للجماهير داخل الملعب، الأمر الذي يعزز من الشفافية ويقرب اللعبة أكثر من المتابعين.

مختبر كروي للمستقبل

الفيفا اعتادت أن تجعل بطولات الشباب مختبراً لاختبار القوانين الحديثة والتقنيات الجديدة قبل تطبيقها على مستوى بطولات الكبار. ويأتي الكارت الأخضر ليؤكد أن كرة القدم تسير نحو المزيد من الانفتاح على التكنولوجيا، بما يضمن تقليل الأخطاء التحكيمية ويحافظ على عدالة المنافسة.

مزايا الكارت الأخضر

1. إتاحة الفرصة للمدربين للتدخل في القرارات المثيرة للجدل.


2. تقليل الضغوط على الحكام عبر مراجعة الفيديو قبل تثبيت القرار.


3. رفع مستوى العدالة داخل المباريات، خاصة في الحالات التي قد تغيّر مجرى اللقاء.


4. زيادة تفاعل الجماهير مع القرارات، بفضل وضوح المراجعة وتفسيرها عبر الميكروفون.

 

مستقبل التقنية

رغم أن التجربة ما زالت في مراحلها الأولى، إلا أن ردود الأفعال الأولية بدت إيجابية للغاية، خصوصاً مع نجاح الكارت الأخضر في إنصاف المنتخب المغربي أمام إسبانيا. ومن المتوقع أن يشهد المستقبل القريب نقاشات واسعة حول تعميمه في البطولات الكبرى، وربما يصبح جزءاً أساسياً من كرة القدم خلال السنوات القادمة.

بهذا، يكتب مونديال الشباب في تشيلي سطراً جديداً في كتاب تطوير اللعبة الشعبية الأولى في العالم، حيث أصبح الكارت الأخضر رمزاً لمرحلة انتقالية قد تغيّر الكثير من قواعد اللعبة كما نعرفها اليوم.