بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

خبراء يدعون لتعليق عضوية إسرائيل في "فيفا" و"يويفا" بسبب الإبادة في غزة

بوابة الوفد الإلكترونية

تصاعدت الدعوات الحقوقية والدولية ضد إسرائيل بعد اتهامها رسميًا من لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023. وفي تطور جديد، طالب خبراء مستقلون من المنظمة الأممية الاتحادين الدولي "فيفا" والأوروبي "يويفا" لكرة القدم بتعليق عضوية إسرائيل، في خطوة وصفوها بـ"الضرورية لمواجهة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان".

لجنة تحقيق: "إبادة جماعية مستمرة"

في تقرير نشر منتصف سبتمبر، حمّلت لجنة تحقيق مستقلة إسرائيل مسؤولية ما وصفته بـ"الإبادة الجماعية الهادفة للقضاء على الشعب الفلسطيني"، مؤكدة أن ما يجري في غزة يتجاوز حدود الانتهاكات المعتادة، ويشكل جريمة موثقة في القانون الدولي. وأشارت اللجنة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ومسؤولين آخرين يتحملون مسؤولية مباشرة عن السياسات المتبعة، مشددة على أن ما يحدث هو عملية منظمة تستهدف الوجود الفلسطيني.

اللجنة، رغم كونها لا تتحدث رسميًا باسم الأمم المتحدة، إلا أن تقاريرها استندت إلى شهادات ووثائق ميدانية، مما أعطاها صدى واسعًا في الأوساط الدولية وأعاد الجدل حول إمكانية محاسبة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.

دعوات لتعليق العضوية الرياضية

الخبراء المستقلون أكدوا في بيانهم أن "الرياضة ليست بمعزل عن حقوق الإنسان"، وأن على المؤسسات الرياضية الدولية أن تتحمل مسؤوليتها في مواجهة ما يجري. وأضافوا: "يمكن، بل يجب، تعليق عضوية الفرق الوطنية التي تمثل دولًا ترتكب انتهاكات جسيمة، كما حدث مع جنوب إفريقيا في فترة الفصل العنصري".

لكنهم شددوا في الوقت ذاته على رفض معاقبة اللاعبين بشكل فردي، مؤكدين أن الهدف هو الضغط على المؤسسات الرسمية للدولة وليس الرياضيين أنفسهم.

بين السياسة والرياضة

البيان الأممي يضع "فيفا" و"يويفا" في موقف حساس، خاصة مع اقتراب استحقاقات رياضية كبرى أبرزها تصفيات كأس العالم 2026 وبطولات الأندية الأوروبية. فوجود منتخب إسرائيل وأنديته في هذه البطولات قد يثير اعتراضات واسعة من دول ولاعبين يرون أن استمرار مشاركتها يمثل "تطبيعًا مع جرائم الحرب".

وسبق للمؤسسات الرياضية الكبرى أن واجهت مواقف مشابهة، أبرزها استبعاد جنوب إفريقيا من المشاركة الدولية بسبب الفصل العنصري، وكذلك فرض عقوبات صارمة على روسيا بعد حربها في أوكرانيا. وهو ما يجعل المطالبة بتعليق عضوية إسرائيل قابلة للتنفيذ إذا ارتفع مستوى الضغوط الدولية.

موقف متباين

حتى الآن، لم يصدر رد رسمي من "فيفا" أو "يويفا" على هذه الدعوات، لكن خبراء قانونيين أكدوا أن القرار يحتاج إلى توافق داخلي بين أعضاء الاتحادات الرياضية، وهو أمر قد يثير انقسامات بالنظر إلى حساسية الملف.

بعض الدول الأوروبية قد تجد نفسها أمام خيارات صعبة، فبينما تضغط منظمات حقوقية من أجل اتخاذ مواقف صارمة، تخشى حكومات أخرى من تداعيات سياسية ودبلوماسية إذا تم استبعاد إسرائيل من المحافل الرياضية.

هل يتكرر سيناريو جنوب إفريقيا؟

المراقبون يرون أن القضية تشبه إلى حد كبير ملف جنوب إفريقيا في الثمانينات، حين كان الضغط الرياضي جزءًا من الأدوات التي ساهمت في إنهاء نظام الفصل العنصري. اليوم، يُطرح السؤال ذاته: هل يمكن للرياضة أن تكون وسيلة لمحاسبة إسرائيل دوليًا والضغط لوقف الحرب على غزة؟

وفي ظل تزايد الأصوات الحقوقية المطالبة بخطوات عملية، قد يصبح تعليق عضوية إسرائيل في "فيفا" و"يويفا" ورقة ضغط حقيقية تلوح بها المنظمات الدولية، حتى وإن كانت الطريق لتنفيذها لا تزال مليئة بالعقبات السياسية والقانونية.