بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

دراسة صادمة تكشف: مواقد الحطب العصرية تضر رئتيك مثل التدخين

مواقد الحطب
مواقد الحطب

مواقد الحطب .. في مفاجأة علمية تهدد ما كان يُعدُّ رمزًا للدفء والراحة، حذّرت دراسة جديدة من أن مواقد حرق الأخشاب، المنتشرة في العديد من المنازل كوسيلة للتدفئة أو الزينة، قد تكون ضارة للرئتين بنفس القدر الذي يسببه دخان السجائر.

انخفاض في وظائف الرئة حتى بين غير المدخنين


عرضت نتائج هذه الدراسة في مؤتمر الجمعية الأوروبية للجهاز التنفسي في أمستردام، وكشفت أن مستخدمي مواقد الحطب شهدوا تدهورًا أسرع في سعة الرئة مقارنة بغيرهم، رغم أن هذه الفئة تميل إلى التمتع بصحة عامة أفضل، وتمارس عادات أكثر صحية وأقل تدخينًا.

النتائج المثيرة جاءت بعد تتبع طويل الأمد


استند الباحثون في جامعة لندن كوليدج إلى بيانات "الدراسة الطولية الإنجليزية للشيخوخة"، التي تابعت الآلاف من الأشخاص وأجرت اختبارات دورية على وظائف الرئة، مركزة على قياس FEV1 — أي حجم الهواء الذي يمكن إخراجه بقوة في الثانية الأولى من الزفير.

تلوث داخلي يعادل تأثير عوادم السيارات


الدكتورة لورا هورسفال، الباحثة الرئيسية، أكدت أن الجسيمات الدقيقة المنبعثة من احتراق الخشب داخل المنازل تُحدث التهابات في أنسجة الجهاز التنفسي على نحو مشابه لما يحدثه التدخين. ومن اللافت أن الخشب والفحم المستخدمين في المنازل يساهمان اليوم في خمس تلوث الجسيمات الدقيقة في المملكة المتحدة، وهي كمية تعادل خمسة أضعاف ما تسببه عوادم السيارات.

تصاعد استخدام المواقد رغم التحذيرات


على الرغم من الأدلة المتزايدة بشأن الأضرار الصحية، فإن استخدام مواقد الحطب آخذ في الارتفاع. 

فقد ارتفعت نسبة المنازل التي تحتوي على هذه المواقد من 9.4% عام 2022 إلى 10.3% في 2024. 

ويشير الخبراء إلى أن السمعة "البيئية" لهذه المواقد قد تكون مضللة، حيث إنها لا تخلو من المخاطر حتى في تصاميمها الحديثة.

الأطفال وكبار السن في دائرة الخطر


يحذر الأطباء من أن الفئات الأكثر هشاشة مثل الأطفال وكبار السن هم الأكثر تضررًا من التلوث الناتج عن احتراق الحطب. 

كما دعا مختصون في الصحة العامة إلى أن يُدرج استخدام المواقد ضمن الأسئلة الروتينية التي يطرحها الأطباء على مرضاهم عند تقييم الحالات التنفسية.

دعوات متزايدة لحظر المواقد في المناطق الحضرية


وبينما لم تُراجع الدراسة بعد من قبل النظراء، إلا أن مؤسسات طبية مثل الكلية الملكية لطب الأطفال تطالب بحظر المواقد الجديدة في المدن. في المقابل، تستمر الجهات البيئية في الضغط من أجل التخلص التدريجي منها، لحماية الأجيال القادمة من هذا الخطر المتسلل عبر "لهيب التدفئة".