بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ناسا تعلن إنشاء أول قرية للبشر على سطح القمر بحلول 2035

قرية صالحة للحياة
قرية صالحة للحياة

أعلن القائم بأعمال مدير وكالة ناسا، شون دافي، أن الولايات المتحدة تستعد لإنشاء أول قرية بشرية كاملة على سطح القمر بحلول عام 2035. 

وجاء ذلك خلال مشاركته في لجنة علمية ضمن فعاليات المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية المنعقد في مدينة سيدني. 

وأكد دافي أن المشروع ليس مجرد قاعدة مؤقتة بل مجتمع مستدام قادر على دعم الحياة البشرية لفترات طويلة في بيئة خارج الأرض.

أرتميس تمهد الطريق

تتقدم وكالة ناسا بخطوات حثيثة نحو تنفيذ هذا الهدف من خلال برنامج أرتميس، الذي بدأ بأول مهمة غير مأهولة في 2022. من المقرر أن تنطلق مهمة أرتميس 2 في فبراير 2026، حيث سيتم إرسال أربعة رواد فضاء في رحلة تدور حول القمر لاختبار أنظمة الدعم والاتصال. أما المهمة الفاصلة فستكون أرتميس 3، التي ستهبط برواد فضاء قرب القطب الجنوبي للقمر في 2027 ليقضوا قرابة أسبوع كامل في ظروف قمرية، وهي سابقة من نوعها.

طاقة نووية لتجاوز الليل القمري

أحد أكبر التحديات التي تواجه الاستيطان القمري هو تأمين الطاقة خلال الليالي القمرية التي تمتد 14 يومًا أرضيًا. لذا أطلقت ناسا مبادرة لبناء مفاعل نووي صغير على القمر، قادر على إنتاج 100 كيلوواط من الطاقة الكهربائية، لتغذية أنظمة القاعدة واستمرار العمليات الحيوية. وقد بدأت الوكالة بتلقي العروض من شركات هندسية لتطوير هذا النظام الذي أطلق عليه اسم "نظام الطاقة السطحية الانشطارية".

البناء بمواد من سطح القمر

تسعى ناسا إلى الاعتماد على موارد القمر لتقليل التكاليف اللوجستية. وقد أجريت تجارب على محطة الفضاء الدولية لمزج التربة القمرية مع مواد أخرى لصناعة الإسمنت في ظروف الجاذبية الصغرى. كما تدرس الوكالة إمكانية استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لبناء وحدات سكنية كاملة باستخدام تربة القمر والمياه المتجمدة المكتشفة في مناطقه القطبية.

خطوة نحو المريخ

في حديثه بالمؤتمر، كشف دافي أن هذا المشروع ليس سوى تمهيد للهدف الأكبر، وهو إرسال البشر إلى كوكب المريخ. وأوضح أن التجارب التي ستُجرى على القمر ستشكل الأساس لتخطيط مستوطنات بشرية في بيئات أكثر بعدًا وتعقيدًا. وأضاف أن الولايات المتحدة ستقود السباق الفضائي القادم، مشيرًا إلى طموحات الصين المتزايدة في هذا المجال.

البقاء لأطول مدة في التاريخ القمري

وعلى عكس مهمات أبولو التي لم تتجاوز إقاماتها بضع ساعات، سيتطلب الوجود القمري الجديد من الرواد البقاء لمدة أطول بكثير. وسيجمع العلماء بيانات جيولوجية ويختبرون تقنيات البناء والعيش في ظروف غير أرضية، استعدادًا لاستيطان دائم مستقبلي.

وبينما يُجري العالم أبحاثًا بيئية من خلال أقمار اصطناعية، تواصل ناسا توجيه أنظارها إلى أبعد من الغلاف الجوي، في رحلة لا تُقاس بالكيلومترات فقط، بل بالأحلام التي بدأت تتحول إلى واقع.