بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

٨ سنوات من القتل والحرق والتهجير دون تدخل

مسلمو الروهينجا..إبادة بلا توقف

جانب من مؤتمر الامم
جانب من مؤتمر الامم المتحدة اليوم


افتتحت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنالينا بيربوك، مؤتمرًا رفيع المستوى في نيويورك اليوم، قائلة: "منازل أُحرقت، سكان قُتلوا، والأمل يتلاشى." ويجئ هذا التعليق في ظل تصاعد المخاوف من تفاقم أزمة ميانمار التي تهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأسرها.

مأساة الروهينغا في قلب الأزمة
الهدف الرئيسي لتلك الكارثة هم مسلمو الروهينجا، الذين حُرموا من الجنسية البورمية، وطُردوا من قراهم وأُجبروا على اللجوء إلى المخيمات أو المنافي.
أكثر من مليون مسلم يعيشون كلاجئين في بنجلادش، فيما يبقى عدد لا يحصى منهم نازحًا أو عالقًا في الداخل، إلى جانب أقليات أخرى، في أوضاع وصفتها  الأمم المتحدة بأنها "كارثية" و"غير قابلة للاستمرار".

وكشف مؤتمر الامم المتحدة الواقع القاسي منذ انقلاب الجيش في فبراير 2021 والذي اصبح التجنيد القسري، عنف جنسي، ضربات جوية، تجويع، وتهجير جماعي، اهم ملامح ذلك الانقلاب الدموي
وحذرت وكالات الإغاثة  من استنزاف الموارد، خاصة في ولاية راخين، الموطن التاريخي للروهينجا، والتي تمر بأسوأ أوضاع منذ عقود، حيث وجد المدنيون أنفسهم بين فكي قوات المجلس العسكري والجماعات المسلحة العرقية.

"انتهاك للكرامة وتهديد للاستقرار"
قال الأمين العام للأمم المتحدة، في بيان تلاه رئيس مكتبه كورتني راتري، إن الأزمة "سحقت حقوق الإنسان وكرامة وسلامة الملايين، وتهدد الاستقرار الإقليمي."
ودعا إلى ثلاث خطوات عاجلة: حماية المدنيين وفق القانون الدولي، ضمان وصول المساعدات الإنسانية، وتعزيز الاستثمارات للتخفيف من معاناة اللاجئين والمجتمعات المستضيفة.
وأكد أن الحل "يكمن في ميانمار نفسها"، بإنهاء الاضطهاد والاعتراف بالروهينجا "مواطنين كاملين."

"أزمة تثير الخجل"
وشددت بيربوك على حجم المأساة: "أكثر من خمسة ملايين رجل وامرأة وطفل من الروهينجا يتقاسمون هذه الحكاية." وأشارت إلى أن 800 ألف طفل ما زالوا خارج التعليم في مخيم كوكس بازار وحده.
وأشارت إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية للعام 2025 مولت بنسبة 12 في المائة فقط، وقالت: "ينبغي أن يبعث ذلك على الخجل." وحثّت الدول على زيادة التمويل والسعي إلى حل سياسي يضمن عودة آمنة وطوعية ومستدامة.
وقالت واي واي نو، مؤسسة شبكة نساء ميانمار للسلام،  إن "فظائع 2017 لم تتوقف بل ازدادت سوءًا"، مشيرة إلى عمليات قتل وتجويع وتجنيد قسري ارتكبها كل من الجيش والجماعات العرقية المسلحة. وحذرت: "من دون تحرك، سيستمر نزوح الروهينجا حتى لا يبقى منهم أحد في ميانمار." وطالبت بممرات إنسانية عبر الحدود، وعقوبات موجهة، ومحاكمات على جرائم الفظائع.
"اختبار للإنسانية"
وقال روفِك حسن، مؤسس شبكة شباب أراكان للسلام إن المجلس العسكري أجبر الرجال والفتيان الروهينجا على الخدمة كدروع بشرية، وقُتل في أسبوع واحد أكثر من 400 شخص. وروى وقائع حرق قرى وهجمات بطائرات مسيّرة، بينها مذبحة في مايو 2024 نزح بسببها 200 ألف شخص في يوم واحد. وأضاف: "إنهاء أزمة انعدام الأمن للروهينجا اختبار لهذه الجمعية واختبار للإنسانية نفسها"، داعيًا إلى إنشاء منطقة آمنة بإشراف دولي في شمال راخين.
أشارت المبعوثة الخاصة جولي بيشوب إلى أن أزمة ميانمار متشابكة مع الاضطرابات السياسية الناتجة عن انقلاب 2021، محذرة من أن الانتخابات المزمعة ستفاقم العنف بدل أن تمنح شرعية. وقالت: "لا يوجد مسار متفق عليه نحو السلام"، منبهة إلى تراجع الإدانة الدولية رغم استمرار الانتهاكات.
ورغم الأجواء القاتمة، شدد المتحدثون على أن الحلول ممكنة إذا توافرت الإرادة السياسية.
وختمت بيربوك حديثها بالقول: "لقد نجا شعب الروهينجا من ثماني سنوات من المعاناة والنزوح واللايقين. صمودهم استثنائي. يجب أن يوازيه رد فعلنا."
أما الرسالة التي حملها نشطاء الروهينجا فكانت حاسمة: "العدالة ليست خيارًا... إنها الردع الوحيد، والطريق الوحيد إلى السلام."