سقوط عصابة سرقة السيارات بعد زجاجة مياه كشفت المستور في بريطانيا
انتهت مغامرات عصابة سرقة السيارات في بريطانيا نهاية مأساوية بعدما تخيل أفرادها أنهم فوق القانون وأن جريمتهم المثالية لن تكتشف أبدا، لكن زجاجة مياه بلاستيكية واحدة كانت كفيلة بفضحهم وربط خيوط أكبر سلسلة سرقات استهدفت سيارات وعربات نقل الأدوات عبر مدن متعددة داخل البلاد، لتتحول ضحكتهم داخل الحجز إلى سنوات طويلة خلف القضبان.
عصابة سرقة السيارات تسقط في قبضة العدالة
كشفت أجهزة الأمن البريطانية تفاصيل واحدة من أغرب القضايا التي شغلت الرأي العام خلال الفترة الأخيرة، حيث تمكنت من الإيقاع بعصابة سرقة السيارات التي كانت تستهدف مركبات العاملين في مواقع البناء وسرقة الأدوات الكهربائية باهظة الثمن منها.
أفراد العصابة الثلاثة اعتقدوا أن خطتهم المحكمة ستجعلهم بعيدين عن الملاحقة، لكن خطأ بسيط تمثل في زجاجة مياه مهملة تركها أحدهم داخل موقع الجريمة، كان كفيلا بتغيير مسار التحقيق بالكامل.
تحليل الحمض النووي الموجود على الزجاجة قاد إلى تحديد هوية المتهم الأول توماس ستوكس، ليتبعه سريعا شقيقه إدوارد ستوكس عبر تقنية التعرف على الوجه، بينما كشفت قاعدة البيانات الوطنية هوية الثالث كريستوفر ستوكس، وجميعهم من نفس العائلة الموسعة.
عقب ذلك أطلقت الشرطة عملية مراقبة موسعة انتهت بمحاصرة سيارتهم عند تقاطع طريق سريع بالقرب من مدينة وورينغتون شمال البلاد، ليتم القبض عليهم جميعا دون مقاومة.
تحقيقات دقيقة وضبط مسروقات ضخمة
أثمرت التحريات اللاحقة عن مداهمة موقع سياحي في شمال ويلز، عثر داخله على خمس عربات متنقلة مسروقة وفان يحمل مئات الأدوات الكهربائية المسروقة تقدر قيمتها بأكثر من خمسة وستين ألف جنيه إسترليني.
كما استعادت الشرطة سيارتين مسروقتين، إحداهما من لندن والأخرى من مقاطعة تشيشاير، وهو ما أكد تورط العصابة في نشاط منظم يمتد عبر عدة مناطق.
كشفت التحقيقات أن عصابة سرقة السيارات كانت وراء ما لا يقل عن تسعة عشر حادث سرقة، بينها سبعة عشر حادثا في تشيشاير واثنان في مانشستر الكبرى.
واستخدم أفرادها أسلوبا متكررا يقوم على اقتحام السيارات المتوقفة في مواقف المطاعم والملاعب والأسواق وسرقة المعدات من داخلها ثم إعادة بيعها لمجهولين مقابل مبالغ مالية كبيرة.
وأثناء استجوابهم التزم الثلاثة الصمت الكامل ورفضوا الإجابة عن أي سؤال، بل أطلقوا النكات حول نوع الوجبة التي سيتناولونها بعد خروجهم من الحجز، في إشارة واضحة لاستهانتهم بالعدالة.
أحكام رادعة تنهي مسيرة الجريمة
أمام محكمة التاج في مدينة تشيستر، أقر المتهمون الثلاثة بجرائمهم بعد أن واجهتهم النيابة بالأدلة القاطعة التي تمثلت في تسجيلات المراقبة وتحليل الحمض النووي وبيانات المرور الإلكتروني.
وجاء الحكم بالسجن لمدة تجاوزت ثماني سنوات موزعة على النحو الآتي توماس ستوكس البالغ 29 عاما حكم عليه بالسجن 40 شهرا، ,إدوارد ستوكس البالغ 26 عاما حكم عليه 42 شهرا، وكريستوفر ستوكس البالغ 19 عاما حكم عليه 20 شهرا.
وقد وصف ضابط التحريات إد والي القضية بأنها من أكثر التحقيقات تعقيدا ودقة في الأعوام الأخيرة، مشيرا إلى أن العصابة كانت تعمل كمنظمة إجرامية تستهدف أدوات عالية القيمة لإعادة بيعها داخل وخارج المقاطعة، مؤكدا أن سقوطها أعاد الطمأنينة إلى العاملين في المناطق الصناعية الذين كانوا هدفا مفضلا لتلك السرقات.
أكدت الشرطة البريطانية أنها استعادت معظم المسروقات وأعادت ما أمكن منها إلى أصحابها الشرعيين، مشيرة إلى أن القضية تمثل إنذارا واضحا لكل من يعتقد أن التكنولوجيا لن تصل إليه أو أن بصمة صغيرة يمكن أن تمر دون أثر.