بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

سلام فى «الهواء».. وإبادة على الأرض

بوابة الوفد الإلكترونية

كان لظهور رئيس حكومة الاحتلال الصهيونى «بنيامين نتنياهو» برابطة عنق «كرافتة زرقاء» إشارة إلى ما يزعم بأنها إسرائيل الكبرى فيما ارتدى داعمه الرئيسى الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب رابطة» حمراء.. تعبيراً على الهدف المشترك والقتال من أجله لتحقيق مصالحها المشتركة على انقاض الدولة الفلسطينية ودماء الأبرياء ضحايا الإبادة الجماعية فى قطاع غزة والتى تدخل عامها الثالث بمئات الآلاف من الشهداء والمصافين والمفقودين والمشردين.

فجر «ترامب» حقل ألغام فى وجه الدولة المعترفة بحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته ورسم رجل البيت الأبيض خريطة المنطقة بصفته رئيس مجلس إدارة غزة ما يشكل عدواناً ثلاثياً جديداً يضم الولايات المتحدة والكيان الصهيونى وبريطانيا وعد «ستارمر ترامب نتنياهو» تم الإعداد للخطة فى لندن وأعلنتها واشنطن فى إعادة تدوير لوعد «بلفور» لصالح الكيان الصهيونى.

وفى الوقت الذى أعلن فيه «ترامب» الخطة الشيطانية كانت الدبابات تقترب من عمق مدينة غزة فيما تتقدم الآليات باطلاق النيران بشكل جنونى وسط غارات الأباتشى المسيرات التى تدك قلب غزة تزامناً مع رفع العدو علمه فى عمق المدينة بينما كان الرئيس الأمريكى – الذى يسعى لنيل نوبل- يتحدث عن السلام فى الفضائيات.

ومما لا شك فيه أن التأييد العربى والإسلامى الواسع لـ«خطة الـ20» يؤمن دفعاً رئيساً لها لا يمكن نجاحها من دونه، ولذلك يصعب التصور أن يكون بمقدور حركة المقاومة الفلسطينية «حماس» رفض هذه الخطة فقد حرقت كل «مراكبها» وأصبحت فى موقف تحسد عليه بعدما ضحت بكل أوراق الدعم خاصة المبادرات المصرية لوقف الإبادة وإعادة الإعمار بحكومة تكنو قراط فلسطينية وبلجنة مجتمعية لإدارة القطاع تشكلها السلطة الفلسطينية والتى للأسف الشديد تخلت عن دورها وماطلت كثيراً ولم تشكلها حتى وجد الفلسطينيون أنفسهم مضطرون بقبول خطة تحقق النصر لـ«نتنياهو» ويفرض شروطه ويقدم القطاع مكشروع «ريفيرا» على حساب الدم الفلسطينى.

إن وضع «حماس» معقد «للغاية فهى معلقة ما بين الرفض والقبول حقنا لما تبقى من دماء الأبرياء فى القطاع وفى حال رفض حماس ستكون قد دخلت فى عزلة عربية وإسلامية حقيقية ولا يتبقى لها سوى دعم إيران. لكن حتى طهران نفسها مضطرة لإجراء حسابات دقيقة للتعامل مع خطة ترامب بسبب التأييد العربى والإسلامى الواسع لها، فى وقت تسعى إيران لبناء وتوطيد علاقاتها العربية والإسلامية خاصة بعد الهجوم الإسرائيلى- الأمريكى ضدها والذى يمكن أن يتكررفى محاولة لبناء مناخ إقليمى موائم. ولذلك ليس مستبعداً أن تكون إيران فى أجواء المفاوضات بشأن «خطة الـ20»

ومن المتوقع قيام قطر بتفعيل خطها الساخن «كوسيط» أمريكى مع طهران بشأن الخطة، وذلك تأكيداً لما جاء فى تصريحات ترامب خلال إعلانه عن هذه الخطة إن انضمام إيران إلى الاتفاقات الإبراهيمية سيكون أمراً رائعاً، وهو ما يعنى أن الإدارة الأمريكية لم تغلق باب المفاوضات مع طهران، بل إنها تسعى لإغرائها بفوائد الموافقة على «خطة الـ20».

وتوالت ردود الفعل العربية والفلسطينية والدولية والإسرائيلية ما بين مؤيد ومعارض.

وأعلنت حركة «حماس» الفلسطينية أنها ستناقش خطة ترامب للسلام فى غزة بين أعضائها ومع الفصائل الفلسطينية الأخرى قبل الرد عليها. وأعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية عقد اجتماع بحضور تركيا ووفد من حماس للتشاور بشأن خطة ترامب لإنهاء الحرب.

وشكك فلسطينيون فى غزة بجدية الخطة وأكدوا أنه من الواضح أنها غير واقعية. وصيغت بشروط تعرف الولايات المتحدة وإسرائيل أن حماس لن تقبلها أبداً فيما اعتبرها البعض بصيص أمل ونهاية للابادة الجماعية.

وأكد رئيس شبكة الجاليات الفلسطينية، الناشط «رهيف لافى عوض الله» إن الخطة الأمريكية التى يروج لها ترامب بشأن غزة ليست سوى وصفة جاهزة لاستدامة الحرب، وترسيخ الاحتلال، وضرب شرعية التمثيل السياسى الفلسطينى.

وأوضح «عوض الله» فى تصريحات صحفية أن الخطة تستهدف فى جوهرها منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطينى بأسره، عبر محاولة فرض وصاية استعمارية جديدة تتجاهل حقوق الفلسطينيين المشروعة، وتلغى مسيرة نضالهم الممتدة على مدار أكثر من سبعة عقود.

وأكد أن واشنطن، من خلال هذه الخطة، تسعى لـ«شرعنة» استمرار العدوان الإسرائيلى ومنحه غطاء سياسياً؛ عبر دعم الأهداف العسكرية للاحتلال فى غزة وربطها بترتيبات سياسية مفروضة من الخارج، دون أى تفويض أممى أو قبول شعبى فلسطينى.

وشدد على أن خطورة هذه الخطة تكمن فى محاولة نزع غزة من بعدها الجغرافى والوطنى والسياسى الفلسطينى، وتحويلها إلى كيان معزول تحت وصاية دولية أو إقليمية وتعيد إنتاج عقلية القرن الـ19، عبر العودة إلى صيغ «الوصاية الاستعمارية»، وتجاهل وجود الشعب الفلسطينى.

وأثار اعتذار نتنياهو، لقطر، رفض وغضب عدد من الوزراء ورؤساء الأحزاب الإسرائيليين. وقالت هيئة البث العبرية ان نتنياهو استجاب لشرط قطر لاستمرار وساطتها بين حماس و«تل أبيب» واعتذر باتصال هاتفى لرئيس وزرائها «محمد بن عبدالرحمن» عن الهجوم الإسرائيلى على الدوحة. ونشر وزير الأمن القومى «إيتمار بن غفير» تدوينة على منصة «إكس»، جاء فيها: «قطر دولة إرهاب تمول وتحرض»، مضيفاً: «من الجيد جداً أنه الهجوم حدث». وكتبت وزيرة الاستيطان أوريت ستروك على «إكس» قائلة: «هل اعتذر أمير قطر لرئيس الوزراء نتنياهو عن السابع من أكتوبر؟».