تعيشى يا بلدى
مستشفى أحمد ماهر.. تاريخ حافل بالعطاء
«أجرى بيه على أحمد ماهر» جملة تلقائية ومعتادة لدى أهالى المناطق الشعبية المحيطة بهذا الصرح الطبى العريق بداية من السيدة زينب والدرب الأحمر والمغربلين وسوق السلاح وحتى الإمام الشافعى والخليفة والبساتين وغيرها من المناطق الشعبية بوسط القاهرة، هذه الجملة البسيطة تعكس مدى الثقة الكبيرة للأهالى فى هذا الكيان الطبى باعتباره المنقذ والملاذ الآمن عند المرور بأى أزمة صحية، وسواء كان المريض، رجل أو امرأة طفل أو كبير، فليس أمامهم إلا مستشفى احمد ماهر فهو الأقرب والأفضل لهم بداية من الاستقبال والطوارئ وحتى العيادات الخارجية والأقسام الداخلية والعمليات الجراحية والعناية المركزة.
فمستشفى احمد ماهر بالنسبة لأهالى وسط القاهرة تاريخ طويل وحافل من العطاء على مدار ٧١ عاما منذ منتصف الخمسينيات وحتى الآن.
فقد انشئ هذا المستشفى عام ١٩٥٤ على أرض منزل رئيس وزراء مصر الأسبق الدكتور أحمد باشا ماهر الذى اغتيل عام ١٩٤٥، وتم إطلاق اسمه على المستشفى الموجود بشارع بورسعيد بالقرب من ميدان باب الخلق تكريمًا له وتخليدا لذكراه، وما زال الجزء التاريخى من المبنى موجود ومسجل أثر.
وفى اعتقادى الشخصى أن هذا المستشفى العريق التابع للهيئة العامة للمستشفيات التعليمية هو نسخة مصغرة من القصر العينى، بما يقدمه من خدمات طبية متكاملة وفى كافة التخصصات، وعلى مدار ٢٤ ساعة إلى جانب الدور التدريبى الهام جدًا للأطباء فى مختلف المجالات والأقسام، حيث يعتبر المستشفى من أكبر مراكز التدريب للأطباء بوزارة الصحة وكذلك الدور البحثى، حيث تتقدم أقسام المستشفى سنويًا بكثير من الأبحاث فى مختلف المجالات لتطوير المنظومة الصحية.
ويكفى أن نعرف أن هذا المستشفى الذى يزخر بكفاءات طبية وقامات علمية على أعلى مستوى من الاستشاريين والاخصائيين والأطباء المقيمين والتمريض تحت قيادة الدكتور محمد مصطفى رئيس الهيئة العامة للمستشفيات التعليمية، والدكتور مصطفى القاضى مدير المستشفى، يستقبل يوميًا حوالى ثلاثة آلاف حالة يتم التعامل معها فى أقسام الطوارئ والعيادات الخارجية، وهو بالتأكيد عدد ضخم يمثل عبئا كبيرا على الأطقم الطبية والتمريض والخدمات المعاونة.
ووفقًا لأرقام رسمية أجرى هذا الصرح الطبى عمليات جراحية خلال العام الماضى لعدد 12600 مريضا واستقبل فى العيادات الخارجية 391558 مريضا، وقدم معمل المستشفى خدماته لحوالى 849318 مريضا وإشاعات لحوالى 170086 مريضا، كما أجريت عمليات قسطرة لعدد 1050 مريضا، فيما بلغ عدد حالات مناظير الجهاز الهضمى 4643 وعدد جلسات الكيماوى 6159 وعدد جلسات الكيماوى أطفال 1012، وعدد جلسات العلاج الإشعاعى 23456.
هذه الأرقام القياسية لو تأملناها جيدًا سنقدر حجم الجهد والعطاء المبذول من كافة العاملين بالمستشفى على مدار 24 ساعة لتخفيف الآلام على أهالينا من المرضى.
ووسط الاستقبال اليومى لهذه الأعداد الغفيرة من المرضى لم يتوقف المستشفى عن تطوير خدماته، وخاصة فى مجال الجهاز الهضمى، وربما لا يعرف الكثير أن أحمد ماهر من أفضل المستشفيات فى هذا المجال، إذ تضم مركزًا عالميًا لمناظير الجهاز الهضمى يحتوى على جميع التجهيزات اللازمة طبقا للمعايير الدولية ويقوم عليه أفضل الكوادر البشرية من أساتذة واستشاريين، كما يضم المستشفى واحدًا من أهم اقسام الأورام التى تسهم بشكل كبير فى تخفيف العبء عن معهد الأورام، ومؤخرا تم إفتتاح وحدة جراحات القلب المفتوح، والذى يسهم أيضا فى تخفيف العبء عن معهد القلب، وخلال تسعة أشهر تقريبًا أصبح المستشفى فى المركز الثانى فى المشاركة فى مبادرة القضاء على قوائم الانتظار فى جراحات القلب بين نظرائها فى الهيئة العامة للمستشفيات التعليمية بعد معهد القلب القومى.
هذا بخلاف الأقسام الأخرى المتميزة فى مجالات الجراحة العامة والعظام وجراحات الوجه والفكين وجراحات المسالك البولية والتجميل والنساء وجراحات الأورام وقسم الغسيل الكلوى الذى يقدم الخدمة على مدار 24 ساعة لمرضى الغسيل الكلوى ويوجد به عدد 75 ماكينة غسيل.
وأمام هذا الجهد المتواصل لا يسعنى إلا أن أتقدم بالشكر والتقدير لجميع القائمين على هذا الصرح الطبى العظيم.