النيابة تأمر بدفن 8 جثامين ضحايا حادث أتوبيس المنيا المروع
أمر المستشار أسامة أبوالخير، المحامي العام الأول لنيابات شمال المنيا، بدفن جثامين ثمانية من ضحايا الطريق الصحراوي الشرقي بمحافظة المنيا بعد التعرف عليهم من ذويهم، مع تكليف الأجهزة الأمنية بمباشرة التحقيق في الحادث المروع، وندب لجنة فنية من المرور لفحص الحافلة وتحديد أسباب وقوع الحادث.
كما قررت النيابة انتداب مفتش الصحة لتوقيع الكشف على الجثث وإصدار التقارير الطبية الرسمية، حادث انقلاب أتوبيس المنيا الذي وقع قرب مدخل البستان بمركز سمالوط لم يترك سوى أحزانا لا تنتهي وصرخات فاجعة لأسر الضحايا.

بداية الكارثة
بدأت فصول المأساة عندما تلقت غرفة عمليات النجدة بلاغا عاجلا بانقلاب أتوبيس تابع لشركة «إي جي باص» أثناء سيره على الطريق الصحراوي الشرقي القديم المعروف بطريق الجيش من الجنوب في اتجاه القاهرة، قرب مدخل البستان بمركز سمالوط نتيجة فقدان السائق السيطرة عقب اصطدامه بسيارة نقل ثقيل تريلا مما أدى لانقلابه على جانبي الطريق وتحطم هيكل الأتوبيس.
تحركت قوات الشرطة، وتدفقت سيارات الإسعاف إلى الموقع، حتى بلغ عددها 33 سيارة عملت لانتشال الضحايا والمصابين من بين الحطام الحديدي المتناثر على الإسفلت.
أسفر الحادث عن وفاة ثمانية أشخاص وإصابة 14 آخرين بجروح وكسور متفرقة، جميعهم من خمس محافظات مختلفة، وذلك وفق بيانات رسمية من مديرية الصحة بالمنيا والجهات الأمنية
قائمة الضحايا
جاءت أسماء المتوفين لتكشف حجم المأساة التي أصابت أسرا من محافظات مختلفة، حيث أكدت مصادر طبية أن قائمة المتوفين تضمنت فاروق السيد فتحي، 33 سنة، سائق، من محافظة الشرقية، ومحمد صالح علي أبوالقاسم، 31 سنة، من الإسماعيلية.
وكما تضمنت قائمة المتوفين أحمد محمد علي محمد، 31 سنة، من قنا، وعفاف ياسين شحتوا، 41 سنة، من الإسماعيلية، وياسين كريم نوح، 12 سنة، من الإسماعيلية، ونورا كريم نوح، 9 سنوات، من الإسماعيلية، وجثة مجهولة الهوية جار تحديد هويتها، وجثة مجهولة أخرى تم وضعها في مشرحة مستشفى جراحات اليوم الواح وجاري التعرف عليها.
المصابون بين الحياة والموت
أما قائمة المصابين الأربعة عشر بينهم أطفال وسيدات، فتنوعت إصاباتهم بين نزيف وكسور وجروح قطعية، وهم حمام إبراهيم علي، 53 سنة، لاعب كرة سابق، من الإسماعيلية، وصبري عمر رضوان، 35 سنة، من الإسماعيلية، ومي محمد إسماعيل، 30 سنة، طبيبة أسنان، من الأقصر
وكما ضمت قائمة المصابين أحمد عبد الراضي شرنوبي، 30 سنة، طبيب أسنان، من الأقصر، ورحمة محمد أبو الحسن، 21 سنة، من الإسماعيلية، وأمنية محمد أبو الحسن، 26 سنة، من الإسماعيلية، ومكة عادل عفيفي، 6 سنوات، من الإسماعيلية، وخديجة عادل عفيفي، 5 سنوات، من الإسماعيلية، وأحكام عبد الحميد أحمد، 51 سنة، من قنا، وأشرف فيصل عبد الرحيم، 20 سنة، من العريش، وعبد الماجد محمد حسن، 22 سنة، طالب، من قنا، وسامي أحمد محمد أحمد، 28 سنة، من الأقصر، وآمال ياسين شحتة، 50 سنة، من الإسماعيلية، وأحمد محمد سالم، 43 سنة، من الإسماعيلية
تم نقل جميع المصابين إلى مستشفى سمالوط النموذجي ومستشفى جامعة المنيا لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، فيما جرى إيداع الجثامين داخل ثلاجات حفظ الموتى تحت تصرف النيابة.

التحركات الرسمية
كلف اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، نائبه الدكتور محمد أبو زيد والسكرتير العام الدكتور محمد أنيس بمتابعة تداعيات المأساة على الأرض.
حيث انتقل نائب المحافظ بنفسه إلى موقع الحادث للإشراف على إجراءات تسليم خمس جثامين من مستشفى سمالوط النموذجي وثلاثة جثامين من مستشفى اليوم الواحد مع توجيه بإنهاء الإجراءات بسرعة وتقديم الدعم لذوي الضحايا كما تابع حالة المصابين داخل المستشفى.
بينما انتقل السكرتير العام إلى مستشفى المنيا الجامعي للاطمئنان على المصابين يرافقه الدكتور أيمن حسانين مدير المستشفيات الجامعية والدكتورة مروة إسماعيل وكيل مديرية الصحة لمتابعة توفير الرعاية الطبية للمصابين
مشهد من قلب الفاجعة
من بين الركاب الناجين روى صبري عمر رضوان، أحد المصابين، تفاصيل اللحظة التي تحولت فيها الرحلة إلى كابوس، قال إن السائق فقد السيطرة على عجلة القيادة بعد انشغاله بتشغيل فلاشة موسيقى لإحدى الشاشات داخل الأتوبيس، فانقلبت المركبة في لحظة خاطفة وسط صرخات الركاب، لتتوالى بعدها مشاهد الدماء والارتطام العنيف. شهادته كانت كافية لرسم صورة مأساوية لما جرى في تلك الدقائق المرعبة.
إجراءات التحقيق وقرارات النيابة العامة
أمر المستشار أسامة أبوالخير المحامي العام الأول لنيابات شمال المنيا بفتح تحقيق موسع في الواقعة وانتداب لجنة فنية من إدارة المرور لفحص الحافلة والتحفظ على المركبات المتسببة في الحادث كما وجه بتسليم الجثامين لذويهم بعد استخراج تصاريح الدفن الرسمية
حيث باشرت النيابة العامة تحقيقاتها الميدانية، حيث انتقل فريق منها إلى موقع الحادث لمعاينة المشهد وسماع أقوال المصابين، وأمرت بالتحفظ على الأتوبيس والسيارة النقل المتورطة في الحادث، وطلبت إعداد تقرير فني شامل عن الحالة الميكانيكية للمركبات قبل وبعد الاصطدام. كما أصدرت قرارا بتسليم الجثامين التي تم التعرف عليها إلى ذويها والتصريح بدفنها.
جهود الصحة والإغاثة
وزارة الصحة والسكان أعلنت الدفع الفوري بـ 34 سيارة إسعاف لموقع الحادث لنقل الضحايا إلى مستشفيات سمالوط النموذجي والمنيا الجامعي كما تم تجهيز فريق طبي كامل للتعامل مع الإصابات المتنوعة التي تراوحت بين كسور وجروح وكدمات وأكدت الوزارة تقديم خالص العزاء لأسر المتوفين والتمنيات بالشفاء العاجل للمصابين
المتابعة الميدانية
شهدت مستشفى سمالوط التخصصي ومشرحة مستشفى جراحات اليوم الواحد توافد أسر الضحايا لاستلام الجثامين وسط أجواء حزينة فيما شدد محافظ المنيا على متابعة الموقف أولا بأول مع الأجهزة الأمنية والتنفيذية مؤكدا الحرص على توفير كامل الرعاية الطبية للمصابين وتسهيل جميع الإجراءات اللازمة للأسر المنكوبة
أحزان ممتدة عبر المحافظات
حادث انقلاب أتوبيس المنيا لم يكن مجرد واقعة مرورية عابرة، بل فاجعة طالت أسرا من خمس محافظات هي الإسماعيلية والأقصر وقنا والشرقية والعريش.
فبين الضحايا أطفال لم تتجاوز أعمارهم العقد الأول، وأمهات تركن وراءهن عائلات مكلومة، وشباب في مقتبل العمر لم تمنحهم الحياة فرصة لإكمال أحلامهم.
بهذا الحادث الأليم يضاف فصل جديد إلى قائمة الحوادث المتكررة على الطريق الصحراوي الشرقي الذي بات مصدر قلق لأبناء الصعيد وذويهم فيما تواصل السلطات تحقيقاتها لتحديد أسباب الكارثة واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من تكرار مثل هذه المآسي




