فشل عسكرى إسرائيلى فى غزة
«نتنياهو» يواصل الهروب من سجن «الفساد» بإبادة الشعب الفلسطيني
نزوح 750 ألفًا من شمال القطاع لجنوبه.. والمستوطنون يقتحمون الأقصى
لم تنجح إسرائيل حتى الآن فى القضاء على حركة حماس أو تحرير من تبقى من المحتجزين لدى الحركة، على الرغم مما أعلنه وزير حرب الاحتلال «يسرائيل كاتس» عن تقدم قواته نحو «مرحلة الحسم» واشار كاتس عن نزوح أكثر من 750 ألفا من اهالى مدينة غزة نحو الجنوب متوعدا من جديد بتدمير القطاع والقضاء على حماس إذا لم تفرج عن المحتجزين. وشدد على عدم وقف العمليات العسكرية «حتى تتحقق جميع أهداف الحرب».
وعلى مدار الساعة تبث الاخبار من غرف المفاوضات المكيفة تحمل الامل بقرب وقف الجنون الصهيونى النازى بينما تحصد آليات الإجرام أرواح الابرياء حرقا وعطشا وجوعا ونزوحا.
ولم تتوقف الابادة الجماعية الصهيونية والحرب المدمرة على قطاع غزة منذ 723 يوما راح عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، وسط الدمار الهائل فى ظل التجويع والحصار ومحاولة التهجير لاصحاب الارض. واعلنت مصادر طبية عن وفاة الطفل «عيد أبو جامع» شهرين ونصف، فى مجمع ناصر الطبى بخان يونس بسبب قلة العلاج وسوء التغذية جراء الحصار الإسرائيلى وحرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة.
ومنذ بدء العدوان فى أكتوبر 2023، بلغ عدد الشهداء أكثر من 65,549 شهيدا فيما أصيب 167,518 آخرون، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب مجاعة تسببت بوفاة 442 فلسطينيا، بينهم 147 طفلا. فيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 حتى اليوم 13,137 شهيدا و56,121 إصابة.
وفيما يتعلق بشهداء «لقمة العيش»، فقد وصل إلى المستشفيات خلال الـ 24 ساعة الماضية 6 شهداء و66 إصابة، ليرتفع إجمالى ضحايا «لقمة العيش» الذين وصلوا المستشفيات إلى 2,566 شهيدا وأكثر من 18,769 إصابة.
واستشهد 90 بينهم 20 شهيدا نقلوا إلى مستشفى العودة وسط القطاع فيما اصيب 380 اخرون فى مناطق متفرقة من القطاع ووصلت إصابات إلى مستشفى المعمدانى إثر استهداف الاحتلال لمربع سكنى فى حى الدرج شرق مدينة غزة. وأعلنت مصادر محلية عن استشهاد الشابة «أنوار هانى العثامنة» متأثرة بإصابتها جراء قصف الاحتلال خيمتها فى مواصى خان يونس.
واستهدفت مدفعية الاحتلال منازل الفلسطينيين فى وادى السلقا شرق مدينة دير البلح وسط القطاع وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية أن عددا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفى الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدنى عن الوصول إليهم حتى اللحظة.
نعت بلدية غزة موظفها الشهيد عبد الرحمن ربحى النزلى (25 عاما)، الذى ارتقى أثناء تأدية مهامه فى إيصال المياه للمواطنين شرق مدينة غزة. وقالت فى بيانها إن الشهيد النزلى كان يؤدى واجبه المهنى فى خدمة المدينة حين طاله القصف قرب مركز هولست الثقافى التابع للبلدية.
واعتبرت البلدية ذلك انتهاكا صريحا للأعراف الإنسانية والقوانين الدولية، التى تكفل حماية العاملين فى القطاعات المدنية والخدمية.
وأكدت أن تصعيد الاحتلال لحرب الإبادة يفاقم أزمة العطش التى تعيشها المدينة، ويزيد من حجم الكارثة الصحية والبيئية ومعدلات انتشار الأمراض والأوبئة بسبب النقص الحاد فى المياه. وأوضحت فى بيان لها، أن كمية المياه المتوافرة تقل عن 25% من الاحتياج اليومى للمدينة.
وقالت إن الكمية المتوافرة حاليا من المياه تصل عبر خط «ميكروت» وتقدّر بنحو 15 ألف كوب يوميا، وهى كمية غير مستقرة، بالإضافة إلى 10 آلاف كوب تنتج من آبار المياه المحلية الواقعة فى وسط المدينة وفى المناطق التى تتمكن طواقم البلدية من الوصول إليها.
وحذر مكتب إعلام الأسرى من تدهور الحالة الصحية للقائد الأسير «أحمد سعدات» 72 عاما الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فى عزل سجن مجدو، نتيجة ما وصفه المكتب بسياسة التجويع والتعذيب والإهمال الطبى الممنهج.
وأوضح «إعلام الأسرى» فى بيانٍ له أن «سعدات» يعانى نقصا حادا فى وزنه، وتعرض لاعتداء بالضرب على ظهره، حيث ترك فى ساحة «الفورة» لمدة ثلاث ساعات دون أى علاج، فى استهداف متواصل يهدف للانتقام من رمزيته ومكانته الوطنية. وحمل المكتب الاحتلال المسئولية الكاملة عن حياة القائد الفلسطيني.
واكدت مصادر مقدسية، أن 186 مستوطنا اقتحموا الأقصى من باب المغاربة على شكل مجموعات خلال الفترة الصباحية، ونفذوا جولات استفزازية فى باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية، بحماية قوات من شرطة ومخابرات الاحتلال.
وأوضحت المصادر أن قوات الاحتلال شددت من إجراءاتها العسكرية على بوابات المسجد الأقصى، وفى البلدة القديمة، وضيقت على المصلين والمواطنين.
ويتعرض المسجد الأقصى بشكلٍ يومى لاقتحامات المستوطنين، ما عدا الجمعة والسبت، عبر مجموعات، وعلى فترتين؛ صباحية ومسائية، وبحماية سلطات الاحتلال، فى محاولة احتلالية لفرض التقسيم الزمانى والمكانى فيه.
وشهد المسجد الأقصى تصعيدا فى اقتحامات المسجد الأقصى، بتحريض من «جماعات الهيكل»، بالتزامن مع ما يسمى رأس السنة العبرية، تخللها ترديد المستوطنين «صلوات» وأغان تلمودية؛ لا سيما قبالة مسجد قبة الصخرة.
وسعت الجماعات الاستيطانية المتطرفة إلى حشد أعداد كبيرة من المستوطنين خلال رأس السنة العبرية، بهدف تحقيق رقم قياسى جديد فى الاقتحامات، وفرض الطقوس التلمودية داخل باحات الأقصى، فى خطوة خطيرة تسعى إلى تكريس وقائع تهويدية جديدة فى الحرم القدسى. ويأتى ذلك فى إطار مساعٍ ممنهجة لطمس الهوية الإسلامية والتاريخية للقدس، وتزييف الرواية الحقيقية، بما يهدد السيادة الإسلامية على المسجد الأقصى ويفتح الطريق أمام مزيد من الاعتداءات على مكانته الدينية.