بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

أزمة مقابض أبواب تسلا تضع الشركة تحت المجهر من جديد

تسلا
تسلا

تجد شركة تسلا نفسها مرة أخرى في قلب عاصفة تنظيمية جديدة بالولايات المتحدة، بعد أن فتحت الإدارة الوطنية الأمريكية لسلامة المرور على الطرق السريعة (NHTSA) تحقيقًا موسعًا بشأن مشكلة محتملة في سياراتها تتعلق بمقابض الأبواب الكهربائية. 

وجاء ذلك إثر تقرير نشرته وكالة بلومبرج كشف عن احتمال توقف هذه المقابض عن العمل عند تعطل بطارية السيارة منخفضة الجهد، مما قد يعرّض حياة الركاب للخطر في حال وقوع حادث أو حالة طوارئ تمنعهم من مغادرة السيارة بسرعة.

التقرير أوضح أن هذه الأعطال قد تُعلق الركاب داخل السيارة، وهو ما اعتبرته جهات السلامة خطورة جسيمة تستدعي التدخل الفوري، وفي أعقاب الضجة، خرج فرانز فون هولزهاوزن، رئيس قسم التصميم في تسلا، في بودكاست "هوت بيرسويت!" الذي تبثه بلومبرج، ليؤكد أن الشركة تعمل على إعادة تصميم هذه المقابض المثيرة للجدل.

 وقال هولزهاوزن إن تسلا تدرس نهجًا جديدًا يجمع بين آلية الفتح الكهربائية التقليدية وآلية يدوية في زر واحد، معتبرًا أن هذا الحل أكثر منطقية وأمانًا للركاب.

ورغم أن هولزهاوزن لم يربط بشكل مباشر بين قرار إعادة التصميم والتحقيق الفيدرالي الجاري، إلا أن توقيت الإعلان أثار تكهنات واسعة بأن ضغط الجهات التنظيمية لعب دورًا محوريًا في دفع الشركة إلى التحرك.

هذه ليست المرة الأولى التي تخضع فيها تسلا لتدقيق من جانب الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة خلال عام 2025، ففي الشهر الماضي، أعلنت الهيئة عن فتح تحقيق منفصل يتعلق بكيفية إبلاغ الشركة عن الحوادث المرتبطة بنظام القيادة الآلية ونظام القيادة الذاتية الكاملة.

 ورغم تأكيد تسلا أن ما حدث مجرد خلل تقني في أنظمة التقارير وتم إصلاحه، إلا أن الهيئة أوضحت أنها لن تغلق الملف وستواصل التحقق من مدى دقة بيانات الشركة وشفافيتها.

هذا التصعيد التنظيمي يعكس القلق المستمر في الولايات المتحدة بشأن تكنولوجيا تسلا، سواء فيما يتعلق بأنظمة القيادة الذاتية أو بتفاصيل تصميمية قد تبدو بسيطة مثل مقابض الأبواب، لكنها تتحول إلى قضية جوهرية حين ترتبط بسلامة الركاب.

تأتي هذه التطورات في وقت حساس لشركة تسلا، التي تواجه انتقادات متزايدة حول أولوياتها في مجال الابتكار مقابل ضمان السلامة، فبينما تسعى الشركة للريادة في قطاع السيارات الكهربائية والقيادة الذاتية، يظل أي خلل في التفاصيل الصغيرة كفيلًا بإثارة تساؤلات كبيرة حول مدى جاهزية هذه التكنولوجيا للاستخدام اليومي الآمن.

إعادة تصميم مقابض الأبواب قد يُنظر إليها كبادرة إيجابية من تسلا لإظهار استجابتها السريعة لمخاوف السلامة، لكنها أيضًا قد تُفهم على أنها اعتراف ضمني بوجود مشكلة حقيقية كان يمكن أن تؤدي إلى كوارث في ظروف معينة، وفي كلتا الحالتين، تبدو الشركة مضطرة لإعادة التفكير في استراتيجيتها للتوازن بين الطموح التكنولوجي والالتزام بمعايير السلامة الصارمة.

يبقى السؤال الأكبر هو: كيف ستؤثر هذه التحقيقات المتكررة على صورة تسلا لدى المستهلكين والمستثمرين؟ فإذا استمرت الشركة في مواجهة أزمات تتعلق بالسلامة، قد يتراجع ثقة العملاء في منتجاتها، خاصة مع دخول منافسين عالميين جدد إلى سوق السيارات الكهربائية بتقنيات لا تقل تطورًا.

وفي المقابل، قد تستغل تسلا هذه الأزمة لإعادة صياغة صورتها كعلامة تجارية مسؤولة، قادرة على الاستجابة بسرعة وتطوير حلول مبتكرة تراعي متطلبات الجهات التنظيمية وتطمئن العملاء في الوقت ذاته.

التحقيقات لا تزال جارية، وإعادة التصميم قيد الدراسة، لكن المؤكد أن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت تسلا ستتمكن من تحويل الأزمة إلى فرصة، أم أنها ستغرق أكثر في دوامة من التدقيق والجدل قد تضعف مكانتها الريادية في السوق العالمية.