بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

قطوف

داسفيدانيا

بوابة الوفد الإلكترونية

من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.

"سمية عبدالمنعم"
 

كائن آدمى يفترش الأرض متكوما تحت بطانية لا يخرج أيا من أطرافه عنها كأنه يهرب من الدنيا ويختفى عن العالم، لا يريد شيئا من حطام الدنيا، وعلى بعد ستة أمتار منه تسير العربات الفارهة لا أدرى إن كان رجلا أم امرأة. على الفور استحضرت له صورة فى ذهنى، لو كان رجلا أتخيله وهو يمسك سيجارة ينفث دخانها لا مباليا بالدنيا وما فيها يرتدى أسمالا بالية متسخة اسودت من كثرة لبسها وقلة خلعها وكيف يخلعها وهو لا يملك غيرها. أراه يتنقل بين أكوام الزبالة يمسك بعلبة زبادى يأكل بقاياها حامضة يبصق ويلقيها بعيدا ويبحث عن طعام آخر. أما لو كان امرأة فالصورة لن تتغير كثيرا عن صورة الرجل، أسمال بالية وممزقة تكشف عن جسد متسخ وتمسك هى الأخرى سيجارة تنفث دخانها فى وجه العالم أيضا بلا مبالاة فقد وصلت إلى خاتمة المطاف وهو رصيف الشارع، سكنته على مضض ولم لا ولم تتهيأ لها فرصة أفضل منه وربما لو تهيأت لها لما تركت الرصيف لقد عاشته وعايشته وعاش معها فلم تبدله بسواه مهما يكن.
هذا عن الشخص أما المكان فكان شارع التحرير بالقرب من المركز الثقافى الروسي الذى كنت أتلقى به إحدى دورات اللغة الروسية وانقطعت عنه ولم أعد أمر بالكائن الآدمى الذى افتقدته فى هذا الشارع مما جعلنى أقول لهما معا بالروسية داسفيدانيا.. أي إلى اللقاء.