من ضمور العضلات للزهايمر.. عمل درامي يسلط الضوء على أثقل التجارب الإنسانية
يكشف الفيلم القصير ضمور للمخرجة أميرة هانى والذى شارك بمسابقة أفلام الطلبة بمهرجان بورسعيد السينمائي الدولى فى دورته الأولى بعمق الجانب الإنسانى والنفسى لمعاناة الأسر مع مرض الزهايمر، وكيف يتحول المرض من تجربة فردية تخص المريض إلى أزمة شاملة للأسرة بأكملها. الفيلم من بطولة عبد الرحيم حسن، لبنى ونس، وهنا نصير.
تتمحور أحداث الفيلم حول زوجة بدأت معاناتها بمرض ضمور العضلات، ثم تطور المرض تدريجيًا حتى وصلت إلى الزهايمر. من هنا نتابع رحلة زوجها الذى يجد نفسه ممزقًا بين:
الهدوء والرعاية حين يحاول دعمها وتحمل مسئولية العناية بها.
الغضب والعنف عندما تنفلت أعصابه من الضغط المستمر والتعب النفسى والجسدى.
الأحداث تكشف الوجه الآخر للمرض: ليس فقط ما يعانيه المريض، بل أيضًا ما يعيشه أفراد الأسرة من صراع طويل ومرهق.

الرؤية الإنسانية والنفسية
الفيلم يركز على أبعاد عديدة، منها: الحالة النفسية للأسرة التى تواجه صدمة المرض المزمن.
الصراع الداخلى للزوج بين الحب والواجب من جهة، والإرهاق والضغط من جهة أخرى.
أثر المرض على الأبناء (بنات المريضة)، وكيف يجدن أنفسهن جزءًا من الأزمة ومسئولية الرعاية.
الوعى المجتمعى بأهمية إدراك أن الخروج من المستشفى لا يعنى الشفاء، بل بداية رحلة علاجية قد تستمر لشهور أو أعوام.
الرسائل التى يحملها الفيلم
ضرورة إعداد الأسرة نفسيًا لمواجهة التحديات طويلة الأمد مع مرض مثل الزهايمر.
إبراز أهمية الصبر والتحمل إلى جانب الدعم الطبى.
تسليط الضوء على أن المريض ليس وحده من يعانى، بل الأسرة بأكملها.
دعوة المجتمع إلى تفهم الضغوط النفسية على أسر المرضى وتقديم الدعم لهم.
الأداء التمثيلى
عبد الرحيم حسن يقدم شخصية الزوج المتأرجح بين الحنان والانفعال، فى أداء واقعى يعكس التناقضات الإنسانية.
لبنى ونس تجسد بصدق معاناة المريضة التى تنتقل من ضعف الجسد إلى فقدان الذاكرة، فى رحلة مؤثرة.
هنا نصير تضيف بعدًا عاطفيًا من خلال تجسيد دور إحدى البنات التى تعيش الصراع بين الرغبة فى المساندة والشعور بالعجز.
يطرح الفيلم رؤية مؤثرة وضرورية عن مرض الزهايمر وما يتركه من آثار ممتدة على المريض وأسرته. إنه عمل لا يكتفى بعرض المرض كحالة طبية، بل يقدم رحلة إنسانية كاملة تكشف التناقضات بين الحب والغضب، الرعاية واليأس، الإيمان والإنهاك.