بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

سارة البرتقالى توثق فى “الست بسيمة” رحلة كفاح يومية تتجاوز حدود التسجيل

بوابة الوفد الإلكترونية

يأتى فيلم “الست بسيمة” كمشروع تخرج للمخرجة الشابة سارة البرتقالى من المدرسة العربية للسينما والتلفزيون تحت إشراف الدكتورة منى الصبان.

 

 ورغم أنه عمل طلابى، إلا أن الفيلم نجح فى أن يحمل روحًا إنسانية صادقة تمزج بين التسجيل والدراما، ليقدم صورة بصرية ثرية عن المرأة المصرية البسيطة المناضلة.

يدور الفيلم حول شخصية الست بسيمة، سيدة بسيطة مكافحة تعمل فى مركز رمسيس ويصا واصف لصناعة السجاد اليدوى، والذى عُرفت فيه بمهارتها وشغفها بهذا الفن التراثى الفيلم يتابع مسار يومها منذ لحظة خروجها من منزلها وحتى وصولها إلى عملها، فى رصد حميمى لتفاصيل الحياة اليومية. وبينما تروى “بسيمة” معاناتها، يكشف العمل أيضًا عن جانب آخر من حياتها العائلية، وخاصة تحدياتها مع ابنها الشاب الذى يعانى من شلل الأطفال، وهو ما يضاعف من ثقل مسئولياتها لكنها تواجهه بالإيمان والرضا.

اعتمدت المخرجة على المعايشة الحرة، فجاء الفيلم وكأنه مساحة مفتوحة تسمح للبطلة بأن تعبر عن نفسها دون افتعال. أبرز ملامح الرؤية:

التتابع البصرى الدافئ الذى ينقل تفاصيل اليوم بشكل بسيط لكنه عميق ، استخدام الأغنية الشعبية “سعيدة يا بيه” كمساحة للتعبير عن الفرح والرضا، حيث تغنيها البطلة مع صديقتها بصوت ممتلئ إيمانًا ورضًا بأقدار الله ، الاعتماد على الإيقاع الهادئ الذى يعكس نسق الحياة اليومية للبطلة، بعيدًا عن الافتعال أو المبالغة ، توظيف التفاصيل الصغيرة مثل كوب الشاي الذى تصبه البطلة بين الحين والآخر كرمز للاستمرارية والسكينة وسط صخب الحياة.

الفيلم يتجاوز فكرة التسجيل المباشر ليتحول إلى دراما إنسانية صادقة، حيث تتجلى البطلة فى صورة المرأة المصرية التى تصنع من معاناتها طاقة حياة.

من خلال “الست بسيمة”، يقدم الفيلم صورة عن المرأة العاملة البسيطة التى تحافظ على فن تراثى وفى الوقت نفسه تكافح من أجل أسرتها.

يجسد العمل قوة الرضا والإيمان كآلية للمواجهة، ويعيد التذكير بقدرة الفن (الغناء/السجاد) على أن يكون متنفسًا للإنسان.

 

“الست بسيمة” لا يكتفى برصد السيرة اليومية لشخصية واحدة، بل يطرح أسئلة أكبر:

كيف يمكن للبساطة أن تصبح مقاومة؟

إلى أى مدى يمكن للفن الشعبى (صناعة السجاد/الغناء) أن يكون مساحة للأمل؟

ما الذى يجعل الإنسان قادرًا على الصمود رغم التحديات الاجتماعية والاقتصادية والصحية؟

يُعد فيلم “الست بسيمة” خطوة مهمة فى مسيرة المخرجة سارة البرتقالى، ليس فقط كمشروع تخرج، بل كدلالة على حسها الإنسانى العالى ورغبتها فى تقديم السينما كوسيلة للتوثيق والإحساس فى آن واحد ، العمل يرسخ فكرة أن السينما التسجيلية ليست مجرد رصد للواقع، بل قادرة على أن تكون حكاية نابضة بالدراما والمشاعر، وهو ما يضع الفيلم ضمن التجارب الواعدة للجيل الجديد من المخرجين الشباب .