جوجل تحول الصور إلى مجسمات ثلاثية الأبعاد عبر Gemini AI

 يشهد عالم الذكاء الاصطناعي طفرة جديدة مع إطلاق جوجل لصيحة مبتكرة حملت اسم "تمثال نانو بانانا"، والتي لاقت رواجًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي. 

 الفكرة ببساطة تقوم على تحويل الصور الشخصية أو العائلية أو حتى صور الحيوانات الأليفة إلى مجسمات ثلاثية الأبعاد بأسلوب فني واقعي، وذلك من خلال أداة التحرير المتقدمة Gemini AI.

 اللافت أن الرئيس التنفيذي لشركة جوجل، سوندار بيتشاي، انضم إلى هذا الاتجاه بنفسه، حيث شارك صورة على هيئة تمثال ثلاثي الأبعاد، ليؤكد أن الصيحة الجديدة لم تعد مقتصرة على المستخدمين العاديين فقط، بل جذبت أيضًا قادة التكنولوجيا حول العالم.

 البداية جاءت مع تغريدة نشرها جوش وودوارد، نائب رئيس مختبرات جوجل وجيميني واستوديو الذكاء الاصطناعي، أعلن فيها أن أداة Gemini AI تجاوزت حاجز 5 مليارات صورة خلال أقل من شهر واحد. وأكد أن أحدث صيحة يستخدمها الناس هي صور سيلفي فريدة تجمع بين الشخص الحالي ونسخته المصغرة في مرحلة الطفولة، وهي فكرة وصفها بأنها لا يمكن تصديقها لولا قدرة الذكاء الاصطناعي على جعلها حقيقة.

 لكن ما الذي يجعل "تمثال نانو بانانا" مختلفًا عن غيره من اتجاهات الصور؟ وفقًا لجوجل، التقنية تتيح للمستخدمين تحويل أي صورة إلى تمثال مصغر بتفاصيل دقيقة للغاية، سواء كان ذلك لشخص، أو مشهد طبيعي، أو حتى مشهد عائلي. يتميز التمثال المصمم بقاعدة أكريليك شفافة، ويظهر في بيئة حقيقية مثل مكتب عمل، فيما تُعرض عملية النمذجة ثلاثية الأبعاد على شاشة الكمبيوتر بجواره. وإلى جانب الشاشة، يظهر صندوق تغليف على غرار علب الشخصيات القابلة للتجميع، مزين برسومات ثنائية الأبعاد وتصميمات مستوحاة من الثقافة البصرية المعاصرة.

 الجانب الأكثر إثارة هو سهولة الاستخدام، حيث يمكن للمستخدم كتابة بضعة أسطر كمحفّز يحدد شكل التمثال والبيئة المحيطة به، بينما يتولى Gemini AI مهمة التنفيذ الكامل. على سبيل المثال، إذا كتب المستخدم "أنشئ تمثالًا تجاريًا بمقياس 1/7 للشخصيات في الصورة، بأسلوب واقعي، على قاعدة أكريليك شفافة"، فإن الأداة ستقوم بإنشاء نسخة مطابقة لهذا الوصف خلال ثوانٍ.

 انتشار هذه الصيحة يعكس تطورًا مهمًا في الطريقة التي يستخدم بها الناس الذكاء الاصطناعي في حياتهم اليومية. فبعد أن كان الأمر يقتصر على تحرير الصور التقليدية أو إضافة مؤثرات بسيطة، أصبح بإمكان المستخدم الآن امتلاك نسخة مجسمة من صورته أو صور أحبائه، وهو ما يفتح آفاقًا جديدة للإبداع الشخصي والتسويق البصري على حد سواء.

 ويبدو أن الشركات العملاقة مثل جوجل تراهن على هذا النوع من الاتجاهات لتوسيع قاعدة مستخدمي أدواتها. فبينما قد تبدو فكرة التماثيل الرقمية مجرد صيحة ترفيهية، إلا أنها في الواقع تمثل اختبارًا لقدرة الذكاء الاصطناعي على تقديم محتوى بصري متقدم يصلح للاستخدام في مجالات متعددة، من التجارة الإلكترونية إلى الحملات الإعلانية وحتى الهدايا الشخصية.

 الخلاصة.. أن "تمثال نانو بانانا" لم يعد مجرد تجربة عابرة على Gemini AI، بل تحول إلى ترند عالمي يجمع بين المتعة والتقنية. ومع انضمام شخصيات كبرى مثل سوندار بيتشاي إلى هذا الاتجاه، يبدو أن جوجل ماضية في ترسيخ مكانتها كقائد رئيسي في ثورة الذكاء الاصطناعي البصري.