هل يجب الجهر بالنية قبل الصلاة؟.. الإفتاء تحسم الجدل وتوضح الحكم
أثارت مسألة الجهر بالنية عند بدء الصلاة تساؤلات كثيرة بين المصلين، خاصة أن بعضهم اعتاد التلفظ بها بصوت مسموع، بينما يراها آخرون بدعة لا أصل لها. وفي هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء المصرية الحكم الشرعي لهذه المسألة، مؤكدة أن النية عمل قلبي لا يُشترط فيها النطق باللسان.
هل يجب الجهر بالنية قبل الصلاة؟
النية عمل قلبي لا يُشترط فيها النطق
أوضحت الإفتاء أن النية هي "قصد الشيء مقترنًا بفعله"، ومحلها القلب، وبالتالي لا يلزم أن يتلفظ بها المصلي. فمن نوى في قلبه أداء الصلاة فقد صحت صلاته حتى وإن لم ينطق بالنية.
التلفظ بالنية.. رأي جمهور الفقهاء
أكدت الدار أن جمهور العلماء من الحنفية والشافعية والحنابلة ذهبوا إلى استحباب التلفظ بالنية بصوت منخفض، باعتباره وسيلة تساعد القلب على الاستحضار والخشوع.
وأشارت إلى أن التلفظ يجب أن يكون سابقًا لتكبيرة الإحرام، بينما النية القلبية يجب أن تقترن بها، لأنها أول أركان الصلاة.
بين الاستحباب والبدعة.. اختلاف العلماء
ذكرت الإفتاء أن بعض العلماء، ومنهم ابن تيمية، اعتبروا التلفظ بالنية مكروهًا أو بدعة، مستدلين بأن النبي ﷺ والصحابة لم يُنقل عنهم التلفظ بالنية قبل الصلاة، إلا في الحج حيث وردت صيغة التلبية باللسان.
وعلّقت الإفتاء بأن ترك النبي ﷺ لأمر ما لا يعني تحريمه، مؤكدة أن ما يشهد له أصل شرعي ولا يعارض القواعد العامة لا يُعد بدعة.
التلفظ بالنية.. واجب عند العجز عن استحضار القلب
أشارت دار الإفتاء إلى أن من لا يستطيع استحضار النية في قلبه إلا بالتلفظ، فإن التلفظ في هذه الحالة يصبح واجبًا، تطبيقًا للقاعدة الفقهية: "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب".
التحذير من رفع الصوت بالنية
شددت الإفتاء على أن رفع الصوت بالنية غير جائز، ويكفي أن يسمع المصلي نفسه فقط، لأن الجهر بها يسبب تشويشًا على المصلين الآخرين داخل المسجد، وهو أمر يجب تجنبه حفاظًا على روح الجماعة والخشوع.
حسمت دار الإفتاء الجدل بقولها إن الأصل أن النية محلها القلب، والتلفظ بها مستحب وليس واجبًا، إلا في حالة عجز القلب عن الاستحضار.
أما الجهر المبالغ فيه فهو غير جائز شرعًا، لما يسببه من تشويش واضطراب بين المصلين.