بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

البابا تواضروس لـ«وفد البرلمان الدنماركي»: ما يحدث فى غزة لا يمكن قبوله

بوابة الوفد الإلكترونية

البطريرك: الحروب ستنتهى قريبًا بالشرق الأوسط.. والحياة فى مصر قائمة على المحبة الفاعلة
نهر النيل شريان الحياة ومصدر الاعتدال.. والكنيسة تلعب دورًا روحيًا ومجتمعيًا

 

وصف قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية العلاقات بين المصريين بأنها تقوم على المحبة الفاعلة، مشيرًا إلى الروابط الطيبة التى تجمع الكنيسة القبطية بمؤسسة الرئاسة، والحكومة، والأزهر الشريف، والطوائف المسيحية داخل مصر، وخارجًا.
وقال: إن الكنيسة تلعب دروًا روحيًا، وآخر مجتمعيًا لخدمة المواطنين على حد سواء، دون تمييز فى الدين.
وأضاف خلال استقباله وفد الشئون الثقافية بالبرلمان الدنماركى بالمقر البابوى، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، مساء أول أمس، أن السلام بين مصر، وإسرائيل مستمر منذ أكثر من خمسين عامًا، لكن ما يحدث فى غزة لا ينسجم مع الإنسانية، ولا يمكن قبوله.
وأعرب البابا عن ثقته فى أن الحروب ستنتهى بالشرق الأوسط، مؤكدًا أن المستقبل سيكون أفضل.
وأشار البطريرك إلى أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تقليدية، متجددة، تواصل رسالتها الروحية، والمجتمعية بروح منفتحة على التطوير.
وعرج على التاريخ المصرى، وطبقات الحضارة السبع «الفرعونية، القبطية، الإسلامية، العربية، الإفريقية، المتوسطية، واليونانية الرومانية»، لافتًا إلى أن نهر النيل هو شريان الحياة للمصريين، ومصدر الاعتدال.
وأعرب أعضاء الوفد البرلمانى الدنماركى عن سعادتهم بزيارة مصرـ وحرصهم على تعزيز العلاقات الثقافية مع الحكومة، والمجتمع المصرى، مشيرين إلى أن التاريخ القبطى جزءًا أصيلًا من الحضارة المصرية.
فى سياق مختلف، استأنف البابا تواضروس الثانى سلسلة «إصحاحات متخصصة»، إبان عظته الأسبوعية التى ألقاها بكنيسة الشهيد مار جرجس بمنطقة القللى، ونقلتها الفضائيات المسيحية، وحملت عنوان «صفات المحبة».
وقال البابا: إن كلمتى محبة، وحياة فى أصلهما اللاتينى ذواتا جذر واحد، فالحياة هى المحبة، والمحبة هى الحياة – على حد تعبيره-.
وأضاف أن أبرز صفات المحبة هى «التأني»، أو ما أسماه تأصيلًا «طول الأناة»، لافتًا إلى أنها علامة قوة، كالإنسان الذى ينتظر دون تذمر، مستشهدًا بـ«النبى نوح وبناء الفلك».
وأردف قائلًا: «والمحبة التى تتأنى هى إحدى صفات التربية الناجحة، والزيجة الناجحة، والصداقة الناجحة».
وأشار البابا فى إطار عرضه لصفات المحبة إلى «الرفق»، مؤكدًا أن قسوة القلب هى أبرز الأمراض التى يعانيها الإنسان فى الوقت الحالى، وهى نتاج الخطيئة تُقسى قلب الإنسان، واستطرد قائلًا: «الصلاة قوة، تستطيع أن تُغيّر قلب الإنسان».
وأوضح أن المحبة الحقيقية لا تنهار أمام الصعوبات، وتقتضى تحمل خطأ الآخر، واصفًا الاحتمال بأنه قوة، ومستشهدًا بـ«تحمل النبى يوسف الصديق ظلم أخوته».
ولفت البطريرك إلى أن المحبة تُصدق كل شيء بالحكمة، داعيًا إلى أن يكون لدى الإنسان حسن الظن الحكيم، وتصديق وعود الله.
البابا الذى عدد صفات المحبة، انتهى إلى أن المحبة تقتضى التمسك بالرجاء، وعدم فقد الأمل إطلاقًا، مشيرًا إلى أن الخادم الجيد يملك رؤية للمستقبل.
واستطرد قائلًا: «المحبة ترجو كل شيء، وصفاتها متداخلة، إذ لا توجد صفة منها منفردة، والصبر هو ركيزتها، مستشهدًا بصبر القديسين».
وأشار البابا إلى أن القديس بولس كتب أن «اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا»، وهذا ما نسميه «أبدية المحبة»، لأن كل شيء ينتهى إلا المحبة، والمحبة تمتد مع الإنسان فى الأرض، والسماء.
إلى ذلك استقبل البابا لدى وصوله كنيسة مارجرجس بالقللى فريق الكشافة بموسيقى مميزة، وحضر الاستقبال الأنبا رافائيل الأسقف العام لقطاع كنائس وسط القاهرة.
وأدى البابا صلوات العشية بمشاركة عدد من أساقفة المجمع المقدس، وعقب الأنبا رافائيل قائلًا: «إن البابا تواضروس نجح فى ترتيب البيت الكنسى من الداخل منذ فترة تنصيبه، ومن أبرز أعماله الناجحة ملتقى لوجوس للشباب».
وقال: إن من يتعامل مع قداسة البابا يلمس بوضوح أن ثمار الروح القدس حاضرة فيه، واستطرد قائلًا: «كلنا خاضعين لقداسته، والكنيسة قائمة بالأبوة، فهى التى تضم الجميع».
وعرضت الكنيسة فيلمًا وثائقيًا إبان زيارة البابا تواضروس عن تاريخ الكنيسة يحمل عنوان «العلية.. تاريخ إيمان، ووطنية»، ورتل بعده كورال شباب الكنيسة بعض الترانيم، والألحان الكنسية.
بينما استعرض القس إسحق كمال كاهن الكنيسة معالم كنيسة مار جرجس بالقللى بتقنية «360» ونوه خلال شرحه إلى الروح الطيبة التى تسود علاقة كنيستهم بالكنيسة الكاثوليكية المجاورة لها، وكذلك الكنيسة الإنجيلية بالقللى. كما أشاد بالعلاقة الوثيقة مع إخوتنا المسلمين بالمنطقة التى ظهرت فى تكاتف وتعاون الجميع لتجهيز الكنيسة لاستقبال قداسة البابا.
وأعرب البابا عن سعادته بزيارته للكنيسة، لافتًا إلى أنها كنيسة غزيرة فى تاريخها وفى أبنائها، وآبائها، وإصدارتها. وأثنى على الشعار الوارد فى الفيلم الوثائقي: «تاريخ إيمان وطنية» مشيدًا بالتاريخ العريق للكنيسة، وبالإيمان المسلم من جيل إلى جيل فيها. وأكد على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كنيسة وطنية وأنها طوال تاريخها كانت حاضرة فى الحركة الوطنية، وطوال تاريخها أيضًا مشغولة بخدمة، وصيانة، وحماية الوطن.
وأشار البابا إلى أن الملامح العامة لكنيسة مارجرجس القللى تشبه إلى حد كبير كنيسة الملاك بدمنهور التى تربى فيها، وأنهما كنيستان تحملان روح الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بوضوح.