بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

خطيب أوقاف السويس عن مبادرة "صحح مفاهيمك": خطوةٌ مباركة على طريق الإصلاح

بوابة الوفد الإلكترونية

أعلن الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف المصرية عن إطلاق مبادرة "صحح مفاهيمك"، وهى خطوة إيجابية هدفها تعزيز القيم والأخلاق وترسيخ الوعي الديني، فضلًا عن معالجة الظواهر السلبية في المجتمع.

إمام وخطيب مديرية أوقاف السويس: صحح مفاهيمك استجابة لحاجة المجتمع لتجديد الخطاب الديني

وقال محمد أنور إمام وخطيب بمديرية أوقاف السويس، في تصريحات خاصة ل"الوفد"، إن مبادرة صحح مفاهيمك خطوة مباركة على الطريق الصحيح، فهي تأتي استجابة لحاجة المجتمع الماسة إلى تجديد الخطاب الديني وتوضيح الحقائق، وردِّ الشبهات، ودفع ما يلتبس على الناس من أفكار، مشيرًا إلى أن مثل هذه المبادرات تعكس وعي الوزارة بمسؤوليتها التوعوية، وتؤكد أن الدعوة ليست مجرد خطب ومحاضرات، بل هي عمل ميداني وفكري يلامس واقع الناس ويعالج قضاياهم.

وأوضح أنور أن صحيح المفاهيم هو في الحقيقة المدخل الأول للتغيير المجتمعي؛ لأن الفكر هو الذي يصوغ السلوك، فإذا صلحت المفاهيم استقامت الأفعال، كما أن كثير من الانحرافات والظواهر السلبية في المجتمع ترجع إلى مفاهيم خاطئة، فإذا أُزيل الغبش عن العقول، عاد الناس إلى سواء السبيل، وسهل إصلاح الواقع.

وأضاف خطيب أوقاف السويس أن هذه المبادرات تنعكس على الأفراد بالوعي والتحصين، فهي تزرع فيهم القدرة على التمييز بين الصحيح والزائف، وتُنشئ أجيالاً أكثر إدراكًا وتوازنًا، كما أنها تمنحهم الثقة في الخطاب الديني الوسطي، وتقطع الطريق على دعاة الغلو والتشدد وأهل الانحراف والبدع.

أهم المعايير التي يجب مراعاتها عند تصحيح المفاهيم المغلوطة

وأكد محمد أنور أن الاعتماد على الدليل الشرعي من القرآن والسنة الصحيحة والمصادر الشرعية المعتمدة لدى المذاهب الفقهية كالإجماع والقياس، هم أهم المعايير التي يجب مراعاتها عند تصحيح المفاهيم المغلوطة.

كما يجب أيضًا مراعاة لغة العصر وصياغة الخطاب بما يناسب عقول الناس وثقافتهم، والتركيز على الأسلوب الحكيم في العرض؛ فلا عنف ولا تجريح، بل بيان بالحسنى.

ومن أهم المعايير كذلك الإحاطة بالموضوع حتى لا يُترك فراغ يستغله أصحاب الفكر المنحرف، مؤكدًا أن الكلمة لا تؤثر إن خالفتها الأفعال.

عطا الله: مبادرة صحح مفاهيمك تنطلق من قناعة راسخة وتسعى إلى الارتقاء بسلوكيات الأفراد

قال الشيخ محمود عطا الله أحد علماء وزارة الأوقاف المصرية، إن مبادرة صحح مفاهيمك لم تأتِ من فراغ، بل تنطلق من قناعة راسخة تؤكد أن بناء العقول هو خط الدفاع الأول عن الأوطان، وأن تصحيح المفاهيم المغلوطة يُعد حجر الأساس في مواجهة الفكر المتطرف، الذي يسعى إلى استغلال النصوص الشرعية خارج سياقها، وتشويه صورة الإسلام السمح الذي جاء رحمة للعالمين.

كما أوضح عطا الله أن مبادرة "صحح مفاهيمك" ليست مجرد شعارات، بل جاءت وراء دعوة وطنية شاملة؛ إذ تشارك فيها وزارة الأوقاف ضمن منظومة العمل الحكومي المتناسق، بهدف تقديم خطاب ديني واعٍ، يراعي احتياجات الناس، ويعالج قضاياهم الواقعية، ويحمي الأجيال من حملات التضليل الفكري.

وأكد عطا الله أن المبادرة تسعى إلى غرس قيم الانتماء والولاء للوطن، وترسيخ ثقافة العمل والبناء، والارتقاء بسلوكيات الأفراد بما ينعكس على قوة المجتمع وتماسكه، كما أنها تستهدف مواجهة الظواهر السلبية التي تهدد نسيج المجتمع، مثل التطرف والغلو والشائعات، وذلك من خلال معالجة فكرية راقية، تقوم على الوسطية والاعتدال.

ما ينتج عنه من نجاح مبادرة صحح مفاهيمك

وقال عالم وزارة الأوقاف المصرية إن نجاح مبادرة "صحح مفاهيمك" يعني أننا نسير بخطى ثابتة نحو مجتمع أكثر وعيًا، وأشد حصانة، وأقوى انتماءً، وهي رسالة واضحة بأن الدين الحق لا ينفصل عن الوطن، بل هو ركيزة في بنائه وصون وحدته.

هدف مبادرة صحح مفاهيمك

وأضاف أن إطلاق مبادرة صحح مفاهيمك إذا كان هدفها هو بناء الإنسان وتصحيح مسار الوعي، فإنها في الجانب التطبيقي تضع على مائدة التصحيح عددًا من المفاهيم المحورية التي تمس حياة الناس وسلوكهم، ومن أبرزها، مفهوم الجهاد الذي شوهه المتطرفون وحوّلوه إلى أداة قتل وعنف، بينما هو في حقيقته جهاد للنفس، وبذل الجهد في عمارة الأرض، والدفاع عن الوطن في وجه المعتدين.

ومنها مفهوم الحرية؛ إذ أنها في الإسلام ليست فوضى ولا اعتداء على ثوابت المجتمع، وإنما هي مسؤولية منضبطة بقيم الأخلاق والشريعة، تحفظ حقوق الفرد والجماعة معًا.

كما عززت المبادرة مفاهيم الوطنية والانتماء التي تعرضت للتشويه، فجماعات الغلو فصلت بين الدين والوطن، بينما حب الوطن في الإسلام جزء من الإيمان، والحفاظ على استقراره عبادة وواجب شرعي.

وهناك أيضًا تصحيح مفهوم العبادات والمعاملات، حيث يحتاج الناس إلى فهم صحيح يربط بين العبادة والسلوك، فالصلاة ليست مجرد أداء حركات، بل انعكاس على السلوك والأخلاق، والصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام، بل تدريب على الصبر والتقوى.